وأنه حق سيادي لإسرائيل ، ضوء أخضر جديد يسمح لدولة الإحتلال الإسرائيلي باستمرار إستهداف عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين . ويأتي هذا التصريح خلافاً لموقف إدارة بايدن التي شجعت إسرائيل على إيجاد بديل لنشاط "الأونروا". وذلك الدعم الفج يجعل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بمثابة الراعي الرئيسي لسياسات الإئتلاف الحاكم في تل أبيب وتوجهاتهم للدفع نحو إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما عملت عليه التيارات اليمينية في إسرائيل والولايات المتحدة. كما يتزامن ذلك الدعم المعلن في المحفل الأممي مع تصريحات دونالد ترامب التي تناولت تهجير الفلسطينيين .
من جهة أخري ، وعلى خلاف التأكيدات الأمريكية حول استكمال نتنياهو اتفاق غزة -وسط تكهنات بانسحابه من المرحلة الثانية منه لأسباب تتعلق باستقرار الائتلاف الحكومي- أعلن نتنياهو عدم تكليف رئيس الموساد برئاسة فريق التفاوض الذي كان من المفترض توجهه الدوحة ، ثم قرر إرجاء المشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية لحين انتهاء زيارة واشنطن ، وذلك على الرغم أن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي قد أوضح في نهاية جانفي إنه يعتقد أن نتنياهو "ملتزم" بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أخذاً في الاعتبار أن زيارة نتنياهو ستمثل إختباراً لمدي صحة الإدعاءات بأن ترامب مارس ضغوطاً علي نتنياهو للقبول بالصفقة.
تأسيساً على ذلك التوجه البنياميني قبل السفر إلى واشنطن للقاء ترامب ، فإنه من الأرجح أنه بإرجاء المشاركة في جولة مفاوضات جديدة يسعى لكسب الوقت أمام المعارضين في الإئتلاف الحكومي ( سموتريتش) لصفقة الهدنة ، وربما تهدف مساعي بنيامين لمنع الإئتلاف الحكومي من السقوط ، إلى الاستناد إلى التوافقات المُحتملة بين صناع القرار في كل من تل أبيب وواشنطن ، وإقناع وزير المالية بأن المشاركة في المرحلة الثانية من المفاوضات مع حماس تتوافق مع توجهات ترامب الذي أصدر قرارات تنفيذية ضد الأنشطة المعادية للسامية في الولايات المتحدة ويرغب في استمرار اتفاق الهدنة وتحقيق مكاسب دعائية في أول 100 يوم من ولايته الثانية . ويذكر هنا أن وزير خارجية حكومة الإحتلال قد أشار في تهنئته لترامب بأنه أعظم صديق وحليف لإسرائيل ، وعبر عن إمتنانه لجهود ترامب التي ساعدت في تأمين الإفراج الأولي عن الرهائن، ونشر موقع رئاسة الوزراء تهنئة متضمنه الإنجازات التي شهدتها ولاية ترامب الأولي بالنسبة لدولة الإحتلال ( الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة لها ، والإعتراف بالسيادة علي الجولان ) مع الإشارة إلي أن الرئيس الأمريكي الجديد يتوافق مع تل أبيب بشأن أهمية الحيلولة دون تحول غزة لمحل تهديد لـ'إسرائيل' .
لذلك حرص نتنياهو - الذي يعاني من تدهور شعبيته - للإدلاء بتصريحات قبل مغادرته إلى واشنطن تركز علي أنه سيتم مناقشة القضايا الحرجة التي تواجهنا ( وهو بذلك تؤكد أن تل أبيب وواشنطن يصطفا في نفس الخانة وفي مواجهة المجتمع الدولي ) ، وإشارته إلى أن من أهم المسائل محل البحث بين الجانبين ( النصر على حماس وإعادة جميع مختطفينا ) وهو حديث يوحي بإقرار ضمني منه بأن الآلة العسكرية لدولة الإحتلال لم تحقق ما كانت تخطط وتروج له ، والتي بالتبعية أثرت على تماسك الإئتلاف الحكومي وشعبية نتنياهو .
وفي خطوة إستباقية قبل الزيارة البنيامينة وتجنب تعليقات - شكلية - محتملة من المسؤولين في واشنطن على العملية العسكرية الجارية في الضفة الغربية، أعلن جيش دولة الإحتلال أن سلاح الجو قضى على ثلاث خلايا في جنين وقباطية كانت في طريقها لتنفيذ هجوم على أهداف في الداخل ' الإسرائيلي ' .
هذا ، ولم تخلُ المشاهد السياسية والإعلامية المصاحبة لزيارة نتنياهو ، من تصريحات تزيد حالة عدم اليقين حول إستدامة اتفاق الهدنة ، حيث أشار رئيس الوزراء القطري أمس 2 جانفي إلي أنه لا توجد خطة واضحة بشأن موعد بدء مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في "غزة"، وفي المقابل أشارت صحيفة " إسرائيل هيوم" إلي أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاستئناف الحرب "بضراوة شديدة عما قبل" في غزة، إذا فشلت المفاوضات مع "حماس".
تجدر الإشارة إلى إهتمام وسائل الإعلام في دولة الإحتلال بما نشرته ' وكالة موديز ' لخدمات المستثمرين بأن وقف إطلاق النار الدائم والمطول في غزة هو السبيل الوحيد لتقليل ' المخاطر السلبية على إقتصاد إسرائيل ' . علماً بأن موديز قد قامت في سبتمبر 2024 بتخفيض التصنيف الإئتماني لإسرائيل بدرجتين من A2 إلي BAA1 نظراً ' لتراجع جودة مؤسسات كيان"إسرائيل" وقدرتها على إدارة المالية العامة '.