مقارنة بالفترة ذاتها من الموسم المنقضي وعلى الرغم من الانخفاض المسجل على مستوى الكميات ،فقد تم تسجيل نمو على مستوى العائدات بنحو عشرة بالمائة لتبلغ 1.2 مليار دينار .
قال المرصد الوطني للفلاحة ضمن نشرية " مؤشرات تصدير المنتجات البيولوجية التونسية لشهر سبتمبر 2024" أن الصادرات البيولوجية لتونس قد ناهزت 50 ألف طنا وقد وصلت إلى 36 بلدا وتتعلق المنتجات البيولوجية المصدرة أساسا بزيت الزيتون البيولوجي والتمور والمنتجات الغابية ،ففي مايتعلق بزيت الزيتون ،فقد تم تصدير 40368 طن بإنخفاض بنحو 27 بالمائة عن الموسم المنقضي فيما ارتفعت العائدات بنسبة 7.6 بالمائة ،حيث قدرت قيمتها ب1091 مليون دينار مع العلم أن الكميات البيولوجية المصدرة تمثل 21 بالمائة من إجمالي صادرات زيت الزيتون و قد استقطب24 بلدا الزيتون التونسي البيولوجي خلال الفترة 1 نوفمبر 2023 إلى غاية 30 سبتمبر 2024.
وتأتي منتجات التمور البيولوجية في المركز الثاني ،حيث تم تصدير 9082 طن بقيمة 99 مليون دينار بإرتفاع بنسبة 21.3 بالمائة خلال الفترة 1 أكتوبر 2023 و 30 سبتمبر 2024 و تمثل نسبة التمور البيولوجية 6.1 بالمائة من إجمالي صادرات التمور وقد اكتسح المنتج التونسي 22 بلدا ،أهمها سلوفينيا وفرنسا وايطاليا و تؤكد المعطيات أن القيمة المضافة لسعر التمور البيولوجية تزيد بنسبة 82 بالمائة عن معدل سعر منتجات التمور العادية .أما عن المنتجات الغابية ،فقد قدرت قيمتها ب3.2 مليون دينار من خلال تصدير 213 طن.
وفي سياق متصل،كان مشروع الأداء لوزارة الفلاحة والموارد المائية لسنة 2024 قد توقع ان تبلغ عائدات تصدير المنتجات البيولوجية إلى 720 مليون دينار على أن تصل إلى 750 مليون دينار في 2026 وذلك بدعم من النسق التصاعدي للطلب الذي تشهده الأسواق الخارجية من المنتجات البيولوجية وهي أهداف تم تجاوزها مع نهاية العام المنقضي ،حيث بلغت قيمة صادرات البيولوجية 1144 مليون دينار أي نمو بنسبة 65.5 % مقارنة بسنة 2022 وقد حققت عائدات المنتجات نموا خلال الخماسية 2019-2023 ،18.2 بالمائة ،وقد شهدت صادرات المنتجات البيولوجية بين سنة 2022 و2023 تراجعا من حيث الكميات بنسبة 36.2 بالمائة .
ويأتي تراجع الكميات المصدرة بإيعاز من التراجع المستمر في المساحات التي سجلت انخفاضا بنسبة 24 بالمائة بين 2022/2023 مع تراجع خلال الخماسية المنقضية بنحو 9 بالمائة مع العلم أن مساحات الزراعات البيولوجية كانت قد تراجعت إلى 227 ألف هكتار خلال العام المنقضي وكانت في 2010 عند 404 ألف هكتار وتعد المساحات التي خصصت للزراعات البيولوجية أضعف من مساحات البور التي قدرت في 2020 ب604 ألف هكتار وهي مساحات جلها مهدورة إلى جانب الألف من الهكتارات الأخرى غير المستغلة بالشكل المطلوب.جدير بالذكر إلى أن حصة الصادرات البيولوجية من مجموع الصادرات الفلاحية والغذائية بالسعر القار قد ارتفعت من 3.5 بالمائة في 2010 إلى 13.5بالمائة في 2020 وقد واصلت في الارتفاع لتصل الى 14.3بالمائة في 2023.
لئن يعرف الطلب الخارجي على المنتجات البيولوجية نموا مهما ،فإن نسق الإنتاج على الصعيد المحلي لايزال ينمو بنسق بطيء وضعيف وذلك بالرغم من توفر المساحات ،حيث تستأثر الأراضي الفلاحية بنسبة 62 % من المساحة الجملية للبلاد وفي المقابل نجد أن المساحات المزروعة على إختلاف المنتجات لم تستغل الإمكانيات المتاحة بما يتيح لتونس تحقيق أمنها الغذائي و خلق قيمة مضافة عالية للقطاع الفلاحي عبر الترفيع في عائدات التصدير.