وتجنيب المنطقة حربا أشمل. والمسعى الأهمّ في هذا الإطار يقوده المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل، من أجل مناقشة مجموعة من البنود قد توصل إلى هدنة مؤقتة في الأيّام المقبلة، وقد تقود في قادم الأيام إلى إرساء هدنة دائمة بين الطرفين. والبحث يتركّز الآن حول فرصة الوصول إلى مثل هذا الاتفاق مع استمرار الحرب بوتيرة عالية في الجنوب اللبناني كما وفي البقاع وفي قطاع غزة أيضا.وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، إنه يأمل في الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غضون أيام.
وأضاف أنه لم يكن يعتقد أنّ التوصل إلى اتفاق ممكن إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري الثلاثاء المقبل. لكنه قال إنه أصبح أكثر تفاؤلا بعد أن تحدث مع هوكستين المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان الذي يزور الأراضي المحتلة منذ يوم أمس الخميس. وقال ميقاتي وفق قناة ''الجديد'' التلفزيونية اللبنانية إن هوكشتاين أوضح خلال الاتصال أنه يمكن التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الشهر وقبل الخامس من نوفمبر.وذكر ميقاتي أنه من المحتمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الساعات أو الأيام المقبلة.
وكشفت وسائل إعلام عن مسودة اتفاق وقف إطلاق النار بين ''إسرائيل'' ولبنان، بالتزامن مع مساع حثيثة تنخرط فيها الولايات المتحدة لإنهاء الصراع بين الطرفين قبيل الانتخابات الأمريكية المزمع إجراؤها يوم 6 نوفمبر الجاري . وبموجب مسودة الاتفاق الاتفاق، ومنذ لحظة توقيعه، سيلتزم حزب الله بعدم شن أي عمليات ضد إسرائيل، ولن تقوم ''إسرائيل''، من جانبها، بتنفيذ أعمال هجومية ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك أهداف عسكرية وحكومية.
وبحسب الهيئة فإن وثيقة التسوية للوسيط الأمريكي، آموس هوكستين، سبق أن عرضت على المستوى السياسي.وتضمنت النقاط الرئيسية التالية:إقرار إسرائيل ولبنان بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701. والالتزامات لن تحرم إسرائيل ولبنان من حق الدفاع عن نفسيهما، إذا لزم الأمر.
بالإضافة إلى قوات "يونيفيل"، سيكون الجيش اللبناني الرسمي، هو القوة المسلحة الوحيدة في جنوب لبنان عند الخط "أ".وبموجب القرار 1701، ومن أجل منع إعادة بناء وإعادة تسليح الجماعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، فإن أي بيع للأسلحة إلى لبنان، أو إنتاجها داخله؛ سيكون تحت إشراف الحكومة اللبنانية.
ستمنح الحكومة اللبنانية الصلاحيات اللازمة لقوى الأمن اللبنانية، لتنفيذ القرار.بالإضافة إلى مراقبة إدخال الأسلحة عبر الحدود اللبنانية.ومراقبة المنشآت غير المعترف بها من قِبل الحكومة، والتي تنتج الأسلحة، وتفكيكها.وتفكيك أي بُنية تحتية مسّلحة، لا تلتزم بالالتزامات الواردة في الاتفاق، وتقع تحت الخط "أ".
كما يتعين على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال سبعة أيام، وسيحل محلها الجيش اللبناني، وستشرف على الانسحاب الولايات المتحدة، ودولة أخرى.وسيتم تحديد موعد، يكون هو الموعد الأقصى الذي سينشر خلاله الجيش اللبناني قواته على طول الحدود والمعابر. وفي غضون 60 يوما من توقيع الاتفاق، سيتعين على لبنان، نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان.
حماس ترفض وقف إطلاق نار مؤقت
من جهته أكد القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، في تصريحاته الأخيرة وفق وكالة فرانس براس، رفض الحركة لفكرة "الوقف المؤقت للحرب" في قطاع غزة، مؤكدا أنها مع أي اقتراح يفضي إلى وقف دائم. وعبّر النونو عن قلق حماس من فكرة الوقف المؤقت، حيث اعتبر أن العودة إلى العدوان بعد فترة من الهدنة ليست مقبولة.
وأشار النونو إلى أن الحركة مستعدة للاستماع إلى الوسطاء إذا تم تقديم عروض واقتراحات جديدة، لكنه شدد على أن الموافقة ستكون مشروطة بتلبية "المطالب الأربعة للمقاومة"، والتي تشمل: وقف إطلاق النار، الانسحاب من قطاع غزة، عودة النازحين، وإدخال المساعدات بكميات كافية، بالإضافة إلى صفقة جدية لتبادل الأسرى تمهيدا لإعادة إعمار القطاع.وعلى صعيد المفاوضات، أوضح النونو أن الفريق القيادي الذي يدير هذا الملف لا يزال كما هو، برئاسة خليل الحية، ما يعكس استقرار القيادة في هذه الفترة الحساسة.
وتجري حاليا مشاورات مكثفة بين مصر وقطر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بهدف استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل. وذكرت مصادر مصرية وقطرية أن هذه الجهود تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
في سياق متصل، ناقش رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، ديفيد برنيع، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، مع رئيس الوزراء القطري في الدوحة مقترحا لهدنة تمتد "لأقل من شهر". وأفاد مصدر مقرب من المفاوضات أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق قصير الأمد قد يمهد الطريق لوقف دائم.تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصعيدًا مستمرا للأعمال القتالية، مما يثير القلق بشأن الوضع الإنساني المتدهور في المنطقة.
مشاورات عربية - دولية
وتتواصل المشاورات العربية والدولية من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة ووقف إطلاق النار، وسط عراقيل عدة، أبرزها الشروط المتغيرة التي يطرحها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. يأتي هذا التوجه في ظل اتصالات واجتماعات متكررة، مع إعلان عن قمة مرتقبة تهدف إلى احتواء التوترات المستمرة.وفي الرياض، انطلق أمس الأول الأربعاء اجتماع "التحالف العالمي لحل الدولتين"، الذي تم تدشينه من قبل السعودية قبل شهر، والذي يهدف إلى مناقشة الأوضاع في غزة ولبنان. وبمشاركة 90 دولة، وصف وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الاجتماع بأنه خطوة أولى نحو إنهاء أزمة فلسطين، مع التركيز على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار.
ويرى خبراء أن هذه المشاورات تعكس سعيا عربيا ودوليا لتسريع إبرام تهدئة في المنطقة، مع ضغط متزايد على إسرائيل. ومن المتوقع أن تستمر هذه المحادثات بوتيرتها الحالية حتى بعد الانتخابات الأمريكية المرتقبة في 6 نوفمبر ، حيث يخطط نتنياهو لدعم آمال وصول حليفه، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.
وتسعى هذه الجهود لتقديم حلول شاملة للأزمة، حيث تؤكد الأطراف المعنية على أهمية تعزيز التعاون العربي والدولي لضمان تحقيق الاستقرار والسلام الدائم. ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، تبقى الحاجة إلى استجابة عاجلة وفعالة من المجتمع الدولي ملحة، مما يجعل هذه المشاورات أكثر أهمية من أي وقت مضى.
إسرائيل تهدم مكتبا للأونروا
هدمت القوات الإسرائيلية، أمس الخميس، مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في مخيم نور شمس شرق طولكرم بالضفة الغربية.ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن رئيس لجنة خدمات مخيم نور شمس نهاد الشاويش قوله إن «جرافات الاحتلال هدمت مكتب الأونروا الكائن وسط المخيم وجرفت أسواره الخارجية».
وأوضح الشاويش أن مخيم نور شمس يضـم مدرسـتين تابعتـين للأونـروا، واحـدة للإنـاث وأخـرى للـذكور، وتقـدم كلتاهمـا خدمـات تعليميـة لما مجموعـه 1536 بحسـب بيانـات العـام الدراسـي.2023 - 2022.وأشار إلى أن المخيم يحتوي أيضاً على مركز صحي يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية التي تشمل خدمات الصحة الإنجابية ورعاية الرضع والأطفال، والتطعيمات والفحوصات الطبية، وعيادة أسنان، وكلها يديرها مكتب «الأونروا».
وكان الكنيست الإسرائيلي أقر يوم الاثنين الماضي، بالقراءتين الثانية والثالثة، قانوناً يحظر نشاط وكالة الأونروا، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من خطورة هذا التشريع.
استشهاد 6 عاملين في المجال الصحي جنوب لبنان
ميدانيا قالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن ستة من العاملين في مجال الصحة قُتلوا وأُصيب أربعة في غارات إسرائيلية بأنحاء جنوب لبنان امس الخميس.
أضافت الوزارة أن إجمالي عدد العاملين في المجال الصحي الذين قتلتهم إسرائيل منذ أكتوبر 2023 ارتفع إلى 178 شخصا فضلا عن إصابة 279 آخرين.
وأعلنت الوزارة في بيانات متفرقة عن مقتل مسعفين وإصابة آخرين في غارتين متفرقتين شنتهما إسرائيل على آليات تابعة لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية - الدفاع المدني في دير الزهراني بمحافظة النبطية، بفاصل زمني لا يتجاوز "بضع ساعات".كما ذكرت أن الطيران الإسرائيلي استهدف نقطة تجمع لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية - الدفاع المدني على مفرق دردغيا ما أدى إلى مقتل أربعة مسعفين، فيما نجا مسعفون آخرون من غارة استهدفت الجمعية في بلدة سلعا دون تسجيل أي إصابات، بحسب الوزارة.
وأعلنت الوزارة أن الحصيلة الإجمالية للقتلى من المسعفين منذ بدء الحرب الحالية، ارتفعت إلى 178 شخصاً، بالإضافة إلى 279 جريحاً و246 آلية تابعة للقطاع الصحي تم استهدافها.
واستهدفت سلسلة غارات أمس الخميس منطقة الحوش الواقعة جنوب شرق مدينة صور الساحلية، وفق وكالة فرانس براس، وذلك في أعقاب إنذار أصدره الجيش الإسرائيلي لإخلاء عشر بلدات وقرى في جنوب لبنان.
وأفادت الوكالة عن دوي أربع انفجارات على الأقل في منطقة الحوش، تزامنا مع حركة نزوح "كثيفة" للسكان وتحديدا من مخيّم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين المجاور والمشمول بإنذارات الإخلاء الإسرائيلية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
محكمة فرنسية تلغي حظرا شركات إسرائيلية
في الأثناء قال منظمو معرض «يورونافال للأسلحة البحرية»، أمس (الخميس)، إن محكمة فرنسية ألغت حظرا حكوميا على مشاركة شركات إسرائيلية في المعرض المقرر عقده الأسبوع المقبل، قرب باريس، وهو ما يؤكد تقارير إعلامية سابقة.وكان القرار الذي اتُخذ في وقت سابق من هذا الشهر بمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في المعرض هو الأحدث في خلاف دبلوماسي بسبب قلق الحكومة الفرنسية من سلوك إسرائيل في حربي غزة ولبنان. ووصف مسؤولون إسرائيليون هذه الخطوة بأنها «عار».
وقال متحدث باسم المعرض في تعليقات عبر البريد الإلكتروني: «شركة (سوجينا) المنظمة لمعرض (يورونافال) تمتثل لقرار المحكمة، تماماً كما امتثلت لقرار الحكومة السابق»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت إدارة المعرض الذي من المقرر أن يقام في الفترة من الرابع إلى السابع من نوفمبر ، إن الحكومة الفرنسية أبلغتها بأن الوفود الإسرائيلية غير مسموح لها بعرض منصاتها أو معداتها في المعرض. وأثر القرار على 7 شركات إسرائيلية كان من المقرر أن تشارك في المعرض.وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي تسعى فيها فرنسا إلى منع شركات إسرائيلية من المشاركة في معرض كبير في مجال الصناعات الدفاعية.
هطا وعلى صعيد آخر قال مصدر رفيع المستوى وفق شبكة ''سي إن إن''، إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران ستقابل بردّ «حاسم ومؤلم»، من المرجح أن يأتي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.وتشير التصريحات إلى تغير في موقف إيران الأوليّ للتقليل من شدة الضربات التي نفّذتها إسرائيل في 25 أكتوبر وقال المصدر، المطلع على مداولات إيران، إن «ردّ طهران على عدوان النظام الصهيوني سيكون حاسماً ومؤلماً».
وفي ردّه الأوليّ على ضربات نهاية الأسبوع الماضي، اختار المرشد الإيراني علي خامنئي إعطاء ردّ أكثر تحفظاً، قائلاً إن الضربات «لا ينبغي المبالغة فيها ولا التقليل من شأنها».
إسبانيا تلغي مشاركة إسرائيل في معرض
من جهتها أعلنت إسبانيا،أمس الخميس، أنها لن تسمح لإسرائيل وشركاتها بالمشاركة في المعرض الدولي الـ4 للدفاع والأمن (FEINDEF) المقرر إقامته في العاصمة مدريد عام 2025.وقالت وزيرة الدولة لشؤون الدفاع الإسبانية أمبارو فالكارسي، في بيان إنه "لن تكون هناك مشاركة مؤسسية في المعرض من إسرائيل أو أي شركة إسرائيلية".
وأضافت أن إسبانيا ملتزمة بالسلام والأمن في فلسطين ولبنان وتحترم القانون الإنساني الدولي، وأنه لا يمكن للمعرض "أن يقف غير مبالي بهذا الأمر".وأوضحت أن السبب الكامن وراء قرار استبعاد إسرائيل مع (FEINDEF)، أكبر معرض دفاعي في إسبانيا، هو "الاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان".وأردفت أن قرار الاستبعاد جاء أيضا بسبب مهاجمة جنود إسرائيليين مجموعة دولية من بينهم إسبانيين في الضفة الغربية.جدير بالذكر أن معرض (FEINDEF)، الذي يُصنف بين أكبر 10 معارض دفاعية في العالم، سيقام في مدريد بين 12 و14 ماي 2025، بمشاركة أكثر من 400 شركة دفاعية.وتواصل إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وتشن حربا واسعة على لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي.