بين ايران وكيان الاحتلال باعتبار ان الهجوم لم يكن بمستوى التهديدات الصهيونية طوال الفترة الماضية . فقد أعلنت طهران ان الهجوم لم يخلف اية خسائر تذكر . وجاء هذا العدوان بعد هجمات سابقة من طهران استهدفت كيان الاحتلال . ومن شأن هذا الهجوم ان يترك تداعيات ويؤشر لمرحلة جديدة في المنطقة المثخنة بجراحها وحروبها الدامية .
فالانفجارات التي هزّت الأراضي الإيرانية تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الطرفين، حيث أكدت إيران تصديها للهجوم المحدود، محذرة من عواقب ردها المحتمل. هذه التطورات وفق مراقبين تشير إلى مرحلة جديدة من الصراع، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات في المنطقة واحتمالات التصعيد العسكري خاصة في ظل ماتشهده جبهة غزة ولبنان من تطورات متسارعة وخطيرة .
واتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، امس الأحد، الولايات المتحدة بالمشاركة في الضربة الإسرائيلية على إيران، مشيرا إلى أن المشاركة الأمريكية واضحة عبر توفير ممر جوي للمقاتلات الإسرائيلية.وقال وزير الخارجية الإيراني إن "الأمريكيين قدموا ممرا فضائيا لسلاح الجو الصهيوني والمعدات الدفاعية التي أرسلوها لهم مسبقا تعتبر نوعا من المشاركة في العمليات الأخيرة، وفي رأينا أن مشاركة الولايات المتحدة في خلق التوتر لهذا النظام في المنطقة".
واستهدف الهجوم الإسرائيلي على إيران مواقع عسكرية ومصانع للأسلحة في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، دون استهداف مواقع للنفط وأخرى نووية أو مدنية، وفق مصادر إيرانية وإسرائيلية وأمريكية.
وشهدت المنطقة مؤخرا حالة من التوتر تحسبا للرد الإسرائيلي على هجوم شنته إيران في الأول من أكتوبر أطلقت خلاله نحو 200 صاروخ باليستي.
وأكد الدفاع الجوي الإيراني أن إسرائيل هاجمت أجزاء من المراكز العسكرية في طهران وخوزستان وإيلام، حيث دوت أصوات انفجارات واضافت طهران أن الهجوم كان محدودا ولم يخلف خسائر تذكر.وقال مسؤولون إسرائيليون إن الجيش هاجم 20 موقعا عسكريا في إيران عبر 3 هجمات متفرقة.
غير أن وكالة أنباء تسنيم نقلت عن مصدر مطلع قوله إن ادعاء الجيش الإسرائيلي استهداف 20 موقعا في إيران غير حقيقي وإن الأهداف أقل من ذلك بكثير.
قالت إيران إنها أحبطت الهجوم الإسرائيلي، مشددة على أن الدفاعات الجوية تعاملت بيقظة وأحبطت العملية الهجومية في الوقت المناسب.
ونقلت وكالة تسنيم عن مصدر إيراني قوله إن إسرائيل تسعى لتضخيم حجم هجومها الذي وصفه بالضعيف.
في إطار هذه الأزمات، يبدو أن ردود الفعل المتبادلة ستشكل السمة الرئيسية للمرحلة المقبلة. إيران، التي تمتلك مجموعة من الأدوات العسكرية والاستراتيجية، قد تلجأ إلى استخدام كل إمكانياتها ووكلائها في المنطقة، للرد على الهجوم الصهيوني.
التوترات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، التي زادت حدتها مؤخرا، قد تجد نفسها أمام اختبار صعب إذا ما اتخذت إيران خطوات أكثر جرأة. في الوقت نفسه، فإن المجتمع الدولي يتابع هذه الديناميكيات عن كثب، محذرا من تداعيات أي تصعيد عسكري قد يجر المنطقة إلى حافة الهاوية. والسؤال المطروح اليوم هو ستتعامل الأطراف المعنية مع هذه الأزمة المتفاقمة، وما هي الخيارات المتاحة للحفاظ على السلام في منطقة مشتعلة بالفعل؟
من جهتها قالت مصادر ايرانية مطلعة، أن "إسرائيل ستتلقى الرد دون شك على أي إجراء بشكل متناسب". يأتي هذا التصريح ليؤكد على موقف إيران الثابت بشأن التعامل مع أي عدوان إسرائيلي.
وأضاف موقع نور نيوز الإيراني أن سياسة طهران تجاه العدوان الإسرائيلي تتسم بالوضوح: "الرد دون تأخر أو تسرع". تعكس هذه التصريحات عزم إيران على اتخاذ موقف حازم تجاه الهجوم الأخير، ما يزيد من حدة المخاوف من تصاعد الصراع في المنطقة.
التحذيرات الإيرانية تأتي في وقت حساس، حيث تشهد العلاقات الإسرائيلية الإيرانية توتراً متزايداً، وذلك على خلفية التطورات العسكرية والسياسية بين البلدين خاصة عقب استهداف الكيان لرئيس حركة حماس اسماعيل هنية داخل الأراضي الإيرانية وأيضا اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله. ويتوقع مراقبون أن يكون لهذا التصعيد تداعيات على الأمن الإقليمي، خاصة مع تزايد النشاطات العسكرية في المناطق الحدودية.
الجدير بالذكر أن هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه العالم تركيزا على جبهة غزة ولبنان والتصعيد الخطير في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول الاستجابة الدولية للأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط. فهل ستنجح الدبلوماسية في تجنب تصعيد أكبر، أم أن المنطقة مقبلة على جولة جديدة من العنف؟
تداعيات الهجوم الإسرائيلي
يرى مراقبون أن الهجوم الإسرائيلي على بعض الأهداف في إيران كما كان متوقعا،جاء بشكل خفيف وهزيل، مما يثير تساؤلات حول الاستراتيجية الإسرائيلية وأهدافها الحقيقية.
هذا الهجوم، الذي تم وصفه بـ"الخفيف والمدروس"، يعكس العديد من المعاني في سياق الأحداث الجارية. فقد اعتبر البعض أن هذا النهج هو علامة على قدرة إيران المتزايدة في المنطقة، حيث أصبح يُنظر إليها كلاعب رئيسي في غرب آسيا.
إن الهجوم الإسرائيلي المحدود على إيران يشير إلى تغيرات جذرية في موازين القوى الإقليمية. فقد أظهرت إيران قدرتها على مواجهة التهديدات والرد عليها بطريقة محسوبة. وهذا يعكس تحولا في الاستراتيجية الإسرائيلية، التي ربما تجد نفسها مضطرة لتقييم خياراتها بشكل أعمق في ظل التصاعد المتزايد للقوة الإيرانية.
الحلول والتسويات في لبنان وغزة
من جهة أخرى، قد يشير هذا الهجوم الخفيف إلى اقتراب الحلول والتسويات في النزاعات الإقليمية، مثل الأوضاع في لبنان وغزة. يبدو أن إسرائيل تدرك أن أي تصعيد عسكري كبير قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويعقد الأوضاع أكثر مما يحلها. إن استراتيجيات التسوية قد تصبح أكثر جاذبية بعد هذا الهجوم، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة .
يمكن القول إن الهجوم الإسرائيلي على إيران يعكس التغيرات الجذرية في موازين القوى في المنطقة. قد يكون هذا الهجوم بمثابة إنذار بأن القوى الإقليمية تتجه نحو مرحلة جديدة، حيث يتعين على اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك إسرائيل، إعادة تقييم استراتيجياتهم في ظل واقع إقليمي متغير.
المنطقة بين الدبلوماسية والتهديدات
مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تبرز تساؤلات حيوية حول مستقبل المنطقة في ظل الأزمات المستمرة. فالحرب التي تشنها إسرائيل في غزة ولبنان تثير قلقا عميقا بشأن تداعياتها الإنسانية والسياسية، مما يزيد من احتمالية اندلاع جولات جديدة من الصراع في ظل صمود جبهة المقاومة وتكبيدها خسائر فادحة في صفوف العدو.
وتواجه الدبلوماسية تحديات جسيمة في محاولة لاحتواء هذه الأزمات. فبينما تسعى بعض الدول لتقديم مبادرات للسلام، يبدو أن التعنت السياسي خاصة من الجانب الصهيوني واعتماد بعض الدول الداعمة للاحتلال لسياسة ازدواجية المعايير ودعمها لتل ابيب قد تعرقل جهود الحوار.
ووفق مراقبين فإن التجارب السابقة في المنطقة تُظهر أن الصراعات غالبا ما تتصاعد عندما تُهمَل الجهود الدبلوماسية.
موقف الولايات المتحدة
أتى الهجوم الإسرائيلي على إيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة، إذ أكدت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مسؤول أميركي، أن نتنياهو بحث خطط إسرائيل لضرب إيران مع الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي في مكالمة هاتفية وفق الجزيرة.
وقال مسؤول أمريكي وفق رويترز إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبيل شن هجمات على أهداف في إيران، مؤكدا أن واشنطن لم تشارك في الهجوم.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول في الإدارة الأميركية أن الضربات تهدف إلى ردع الهجمات الإيرانية المستقبلية بشكل فعال.
كما قال مسؤول أمريكي إنه "ينبغي أن يكون الهجوم نهاية تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران"، مشددا على أنه إذا اختارت إيران الرد على إسرائيل مجددا فواشنطن مستعدة تماما للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى.
خيارات الرد الإيراني
وفق مراقبين يتعين على إيران، بقيادة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، اتخاذ قرارات صعبة حول كيفية الرد على الهجوم الإسرائيلي. من بين الخيارات المطروحة هي الرد العسكري المباشر إذ يمكن أن يتضمن ذلك إطلاق صواريخ باليستية نحو أهداف إسرائيلية، وهو خيار يحمل مخاطر كبيرة حيث إن إسرائيل قد ترد بقوة أكبر.
ثانيا التصعيد غير المباشر مثل دعم وكلائها في المنطقة، مما قد يخلق جبهات جديدة للصراع، دون اللجوء إلى هجوم مباشر.
ثالثا الدبلوماسية وهو محاولة تخفيف التوترات من خلال التواصل مع القوى الدولية، رغم أن هذا الخيار قد يكون أقل جاذبية بالنسبة لطهران في الوقت الحالي.
المخاطر المترتبة على التصعيد
ويرى محللون أن اي تصعيد عسكري في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية. إذ قد يشعل حربا شاملة تشمل دولا أخرى في الشرق الأوسط، مثل سوريا ولبنان التي تشهد بالفعل هجمات صهيونية منذ سبتمبر ، مما يزيد من معاناة المدنيين ويدفع المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار.
إضافة إلى ذلك، قد يؤثر هذا التصعيد على الاقتصاد العالمي، خاصة مع ارتباط أسعار النفط بالتوترات في المنطقة.وفي ظل التوترات المتزايدة والخيارات الصعبة المطروحة، يبقى الوضع في الشرق الأوسط معقدا وغير مستقر خاصة في ظل استمرار القصف الصهيوني على لبنان وغزة.
شمال غزة يباد..
على صعيد اخر استشهد 13 فلسطينيا وأصيب آخرون فيما لا يزال عدد آخر في عداد المفقودين، الأحد، في غارات إسرائيلية على محافظتي غزة والشمال، بينما كثف الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي على مناطق جنوب ووسط القطاع.
وقال مصدر في جهاز الدفاع المدني بغزة وفق الأناضول، إن "10 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في استهداف منزل يعود لعائلة غباين في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة".
وأضاف المصدر أن عددا من المفقودين ما زالوا تحت أنقاض المنزل المستهدف، في ظل عدم وجود خدمات للدفاع المدني أو الإسعاف في المنطقة المستهدفة.
وجدد الجيش الإسرائيلي القصف المدفعي وعمليات إطلاق نار من الآليات في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومحيط التوام والصفطاوي شمال القطاع، وفق الأناضول.
وأضاف الشهود أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت قصفا شمال قطاع غزة، وسط إطلاق نار مكثف من الآليات شرق جباليا البلد.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة وخاصة في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا منذ 6 أكتوبر الجاري، ويفرض حصارا مطبقا يمنع دخول المواد الغذائية والمياه والدواء والوقود ما تسبب بتفاقم حالة المجاعة.
وفي مدينة غزة، قال مصدر طبي لمراسل الأناضول إن فلسطينيا قتل وأصيب عدد آخر في قصف طائرة إسرائيلية استهدف مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين في محيط ملعب فلسطين بالمدينة.
وأضاف المصدر ذاته أن "فلسطينيين قتلا وأصيب عدد آخر جراء استهداف منزل يعود لعائلة زقوت في شارع النفق بمدينة غزة".
وكثف الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي على أحياء الصبرة وتل الهوى والزيتون جنوبي مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف ومتواصل من الآليات الإسرائيلية باتجاه المنازل في حي الزيتون، وفق شهود عيان لمراسل الأناضول.
وفي المحافظة الوسطى؛ قصفت الطائرات المروحية الإسرائيلية منزلاً في أرض المفتي غربي مخيم النصيرات، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير، وفق مصدر في جهاز الدفاع المدني .
وقال شهود عيان وفق الأناضول إن قصفا مدفعيا إسرائيليا متقطعا شهده وسط قطاع غزة، تركز على شمال مخيم البريج وشمال غرب مخيم النصيرات، بينما أطلق زورق حربي إسرائيلي نيران أسلحته الرشاشة صوب شاطئ النصيرات.
كما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيرانها تجاه شاطئ بحر القرارة شمال غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي أقصى جنوب القطاع، قصفت الآليات الإسرائيلية محيط منطقة الشاكوش والمواصي الساحلية غرب مدينة رفح وحي الجنينة شرق المدينة، فيما شنت الطائرات الحربية غارات متعددة في مناطق متفرقة في رفح.
إصابة عشرات الاسرائيليين في حادثة دهس
أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية امس الأحد عن وقوع عشرات الإصابات إثر اصطدام شاحنة بمحطة للحافلات شمال تل أبيب.
وأكدت أن "المسعفين يقدمون حاليا العلاج الطبي في الموقع لعشرات الإصابات".
وفي بيان لاحق، أكدت نجمة داوود نقل ما لا يقل عن 16 إصابة إلى المستشفيات القريبة.
من جهتها، أكدت شرطة الاحتلال الإسرائيلية تسجيل عدة إصابات وأن عناصرها ومركبات الإسعاف هرعوا إلى موقع الحادث.
وبثت محطات التلفزة الإسرائيلية مشاهد تظهر الشرطة تطوق المنطقة وعمليات إسعاف الجرحى فيما حلقت طائرة مروحية في سماء المكان.
ويأتي الحادث في وقت تحيي إسرائيل الذكرى السنوية الأولى وفقا للتقويم العبري لهجوم حماس على أراضيها الذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة ولبنان.
مقتل 4 جنود إسرائيليين في جنوب لبنان
في الاثناء قال جيش الاحتلال الإسرائيلي امس الأحد إن أربعة جنود إسرائيليين قتلوا في جنوب لبنان حيث تخوض إسرائيل قتالا مع جماعة حزب الله في جبهة لبنان.
ووسط لبنان، "استهدف الطيران الحربي المعادي الضاحية الجنوبية (لبيروت) بسلسلة غارات طالت محيط مناطق الحدث وبرج البراجنة وحارة حريك"، وفق الوكالة.
وقبل ذلك، "وجّه المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي (أفيخاي أدرعي) تهديدًا بقصف أبنية سكنية في منطقتي الحدث وبرج البراجنة، وفق الوكالة اللبنانية.
وشرق لبنان، أفادت الوكالة "بتسجيل غارة على محيط مدينة الهرمل" صباح امس الأحد.
وفي وقت سابق، ذكرت أن "الطيران المعادي شن غارة على أطراف بلدة شمسطار في بعلبك بُعيد منتصف ليل أمس (فجر الأحد)، وعند الفجر استهدف البلدة ومحيطها مجددا بـ3 غارات وعلى المرتفعات".
وفي قضاء الزهراني بمحافظة النبطية، "أغار الطيران المعادي على أطراف بلدة الزرارية، والمعلومات تشير إلى وقوع إصابات"، بحسب الوكالة.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا، عن استشهاد ألفين و653 وإصابة 12 ألفا و360، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية معلنة حتى مساء السبت.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
الاحتلال يواصل انتهاكاته
من جهة أخرى انسحبت القوات الإسرائيلية من مستشفى كمال عدوان في شمال غزة أمس بعد يوم من اقتحامه، وقالت وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني إن القوات احتجزت العشرات من العاملين في المجال الطبي من الذكور وبعض المرضى.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) في وقت سابق السبت أن 30 شخصا على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية على عدة منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
ولم يصدر تأكيد رسمي من وزارة الصحة الفلسطينية بشأن عدد القتلى.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ "ضربة دقيقة باستخدام قذائف دقيقة استهدفت مبنى في منطقة بيت لاهيا في قطاع غزة. وأصابت الضربة عددا من الإرهابيين".
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مستشفى كمال عدوان، وهو أحد ثلاثة مرافق طبية تكافح للعمل في المنطقة.
وأظهرت لقطات بثتها وزارة الصحة، ولم يتسن وفق رويترز التحقق منها على الفور، أضرارا لحقت بعدة مبان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
وقال مسعفون إن الجيش احتجز ما لا يقل عن 44 من فريق المستشفى المكون من 70 فردا. وأضافوا لاحقا أن الجيش أطلق سراح 14 منهم، بمن في ذلك مدير المستشفى.
وقال مسعفون إن طفلين على الأقل توفيا داخل وحدة العناية المركزة بعد أن أصابت النيران الإسرائيلية المولدات ومحطة الأكسجين في المنشأة يوم الجمعة.
ورفضت الطواقم الطبية أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفى أو ترك مرضاهم دون رعاية. وقبل مداهمة الجيش، قال مسعفون إن ما لا يقل عن 600 شخص كانوا في المستشفى، منهم مرضى ومرافقون لهم.
وقال مروان الهمص من وزارة الصحة "سلامة وحياة المرضى الذين تركوا بدون طاقم طبي وفي ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية في خطر".
وأضافت الوزارة أن الضربات العسكرية الإسرائيلية على بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال غزة أدت حتى الآن إلى استشهاد نحو 800 شخص خلال هجوم استمر ثلاثة أسابيع.
أوضاع "مأساوية للغاية"
وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع في شمال غزة بأنها "مأساوية للغاية" وقالت إنه يتعين توفير ممر آمن للأشخاص الذين يرغبون في مغادرة أماكنهم.
وأضافت اللجنة في بيان "أوامر الإخلاء المستمرة والقيود المتواصلة على إدخال الإمدادات الأساسية تترك بقية السكان المدنيين في شمال غزة في ظل ظروف مروعة".
وذكرت "يتم إبلاغ المستشفيات بالإخلاء، مما يترك فراغا محتملا في الخدمات الطبية لعدد كبير من المدنيين المتبقين".
وقال باسم نعيم القيادي الكبير في حماس إن التوغل الإسرائيلي في شمال غزة واقتحام مستشفى كمال عدوان يمثلان انتهاكا للقانون الإنساني الدولي ولم يكن بمقدور الجيش أن يرتكبهما بدون "حماية الدول الغربية".
وتصاعدت وتيرة العنف في أنحاء الضفة الغربية منذ بداية الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة. واستشهد مئات الفلسطينيين، منهم شبان يرشقون بالحجارة ومدنيون، في اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية.