لتفادي استنزاف المياه وإعطاء الأولوية لمياه الشرب، هذا المنع بدأت نتائجه تظهر في البيانات المتعلقة بالمساحات المزروعة من الخضر أساسا.
كان انحباس الأمطار دافعا للعديد من المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية لتوجه دعوتها في خريف 2023، إلى الفلاحين إلى تفادي برمجة الزراعات السقوية المستهلكة للمياه على غرار الخضروات والقرعيات، خلال الموسم الفلاحي ،2024-2023 وذلك نظرا لتواصل انحباس الامطار وعدم توفر مياه السدود للري
مؤكدة على ضرورة استعمال المعدات المقتصدة للمياه في عملية الري والتركيز على استعمال المياه المستعملة المعالجة طبقا للقوانين الجاري بها العمل لإنتاج الحبوب والأعلاف.
وفي بيانات للمرصد الوطني للفلاحة وبخصوص الخضر والمساحات المنجزة فقد تراجعت في الموسم الحالي تاثرا بالقرارات المذكورة اذ تراجعت المساحة المنجزة للطماطم الاخر فصلية من نحو 3 الاف هكتار الموسم 2022/2023 الى 2.5 الف هكتار في الموسم الحالي كما تراجعت زراعةى الفلفل الاخر فصلي من 1.9 الف هكتار في الموسم 2022/2023 الى 1.7 الف هكتار هذا الموسم وكذلك الخضروات الاخر فصلية تراجعت مساحتها المنجزة من 5.2 الف هكتار الى 4.4 الف همتار هذا الموسم .
أما بخصوص الخضروات الشتوية فقد بلغت الانجازات الجملية 34 ألف هكتار إلى غاية فيفري 2024 مقابل انجاز 35.4 الف هكتار في الموسم الفارط وشمل التراجع البصل الشتوي والسفنارية والخضر الورقية والقنارية وأكد المرصد الوطني للفلاحة أن هذا التراجع تم تسجيله خاصة في ولاية بنزرت بسبب عدم توفر مياه الري .
كما تراجعت المساحات المنجزة للزراعات البدرية الى 394 هكتار الموسم الحالي مقابل 560 هكتار الموسم الفارط وارجع المرصد هذا التراجع الى تراجع المساحات بولاية المنستير.
وتعد كل هذه العوامل من تقلص المساحات والانتاج من الخضر من الاسباب التي تزيد من مخاطر عودة ارتفاع التضخم الذي مازال الى حدود شهر فيفري الفارط في منحى تنازلي. فوفق المعهد الوطني للإحصاء وفي مؤشر أسعار الاستهلاك العائلي لشهر فيفري 2024 ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 10.2%. ويعود ذلك بالأساس إلى ارتفاع أسعار الخضر الطازجة بنسبة 15.2%. ومن جهته اكد البنك المركزي ان تفاقم الاجهاد المائي يساهم في تصاعد الضغوط التضخمية.