للشهر السابع على التوالي ،إذ قلص الانخفاض المسجل في مؤشرات أسعار الحبوب والزيوت النباتية من حدة الزيادات المسجلة في مؤشرات أسعار السكر واللحوم ومنتجات الألبان.
وقالت المنظمة على موقعها الالكتروني إن مؤشرها للأسعار الذي يقيس التغييرات في أسعار السلع الغذائية الأولية الأكثر تداولا عالميا قد تدحرج بنسبة 10.5% بحساب الانزلاق السنوي كما تراجع بنحو 1 في المائة عن المستوى المسجل في جانفي من العام ذاته و بالعودة الى التطورات المسجلة فإن المؤشر المسجل خلال فيفري المنقضي تعد الأضعف منذ فيفري 2021.
وقد أكدت الفاو أن الأسعار الدولية لجل أنواع الحبوب الرئيسية قد تراجعت على أساس شهري، حيث هبط متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب بنسبة 5 في المائة عن مستواه المسجل في جانفي ، وبمقدار22.4% أقل من قيمته في فيفري 2023. وتراجعت الأسعار الدولية لجميع أنواع الحبوب الرئيسية من شهر إلى آخر.
وفي ما يتعلق بالقمح، أتى التراجع في الأسعار الدولية نتيجة تدني الأسعار للتصدير بشكل رئيسي، بفعل تسارع وتيرة التصدير في الاتحاد الروسي، ما دفع الأسعار من مصادر أخرى إلى الانخفاض، وبخاصة في الاتحاد الأوروبي. وتماشيًا مع انخفاض أسعار القمح والذرة في الأسواق، تراجعت أيضًا الأسعار العالمية للشعير والذرة الرفيعة.
وعلى خطى مماثلة هبط متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 11.0% من مستواه قبل عام. وعكس هذا التراجع بشكل أساسي انخفاض الأسعار العالمية لزيوت الصويا ودوّار الشمس وبذور اللفت، ما عوّض بشكل كبير عن الارتفاع الهامشي في أسعار زيت النخيل.
وفي المقابل صعد متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم عن مستواه في جانفي ، ما عكس التراجع على مدى سبعة أشهر متتالية، حيث شهدت الأسعار الدولية للحوم الدواجن الارتفاع الأكبر، تبعتها لحوم الأبقار، مدفوعة ً بشكل رئيسي بارتفاع الطلب من البلدان المستوردة الأكبر. ويرجع الارتفاع في أسعار لحوم الأبقار إلى إمدادات أقل من المتوقع من أستراليا، حيث أعاقت الأمطار الغزيرة نقل المواشي من المناطق المنتجة الرئيسية.
من جهته استمر مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر في الصعود للشهر الثاني على التوالي، وكان أعلى بنسبة 12.5 %من قيمته قبل عام. واستمرت الشواغل بشأن التوقعات للموسم القادم في البرازيل بعدما واصلت فترة الأمطار دون المتوسط دعم الأسعار العالمية للسكر، الأمر الذي فاقم الارتفاع الموسمي للأسعار.
لئن شهد مؤشرأسعار الغذاء تراجعا للشهر السابع على التوالي فإن بقاء المنحى الهبوطي قد يكون صعبا ، لاسيما وسط التطورات التي يعرفها البحر الأحمر و التي كانت تشير منذ بداية العام مع اندلاعها إلى بروز موجة تضخم جديدة جراء ارتفاع تكاليف الشحن المتوقع و التبعات التي يمكن أن تحملها التوترات في المنطقة ،ولئن أبدى مؤشر أسعار الغذاء نسقا عكسيا بتراجعها ،فإن المخاوف تبقى قائمة وسط استمرار الصراع ، حيث قال مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للتواصل مع روسيا أوليغ كوبياكوف أن الوضع في باب المندب والبحر الأحمر سيؤثر على تجارة الأغذية ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وأضاف أن "حصار الحوثيين لمضيق باب المندب والبحر الأحمر يؤثر سلبا على تجارة الأغذية العالمية. وقد تضاعفت تكلفة شحن السفن التي تسير على هذا الطريق أربع مرات تقريبا، وانخفض نقل البضائع بنسبة 30%".
وأوضح رئيس مكتب "الفاو" في لقاء مع وكالة تاس الروسية للأنباء أن أكبر شركات النقل البحري في العالم "رفضت تسليم البضائع عبر البحر الأحمر"، مشيراً إلى أن ذلك عطل السلاسل اللوجستية القائمة، وأجبر أصحاب البضائع على استخدام طريق ملتوية، حيث ترسل السفن المبحرة بين آسيا وأوروبا حول رأس الرجاء الصالح، ويبلغ طول هذا الطريق 8 آلاف كيلومتر ويمتد من 10 إلى 14 يوما، نقلاً عن "روسيا اليوم".