وقد اشتهر في هذا المجال عديد الأسماء أمثال ابن جُبَیر وابن بطّوطة وابن فضلان... ومن أجل التشجيع على توثيق ما يعلق بالذاكرة من ذكريات عن الرحلات واليوميات تمنح "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" جوائزها سنويا إلى أفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة ضمن خمسة فروع وهي : تحقيق الرحلات والدراسات في أدب الرحلة والرحلة المعاصرة والرحلة الصحفية واليوميات.
يمنح "المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق" في أبوظبي ولندن جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.
تونسيون فازوا بجائزة ابن بطوطة
في دورتها 22 للعام 2023 – 2024، فاز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة كتاب وباحثون من سبع جنسيات عربية هذا العام ليتوج تونسي وقطرية وسعودي وسوريان ومصريان وليبيان وثلاثة مغاربة في مختلف فروع الجائزة. وقد كان لتونس نصيب من التتويج حيث فاز الروائي حسونة المصباحي بجائزة "فرع اليوميات" عن كتابه "أيام في إسطنبول" والذي يروي فيه تفاصيل رحلة كان ليومياتها نكهة أخرى كان لابد من توثيقها في كتاب.
وكان الروائي التونسي كمال الرياحي قد فاز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع «اليوميات» سنة 2017 عن يومياته «واحد - صفر للقتيل». وبمناسبة هذا التتويج ، كان كمال الرياحي قد صرّح وقتها لـ»المغرب» بالقول: «تعود كتابة هذه اليوميات إلى سنتي 2009 و2010 تحت سماء الجزائر التي كانت عبارة عن منفى شبه اختياري بالنسبة لي بعد أن خضت إضراب جوع وحشي واستبعدت لسنوات عن العمل... هناك وفي تلك الظروف حبّرت تفاصيل يومياتي في سياق فترة دقيقة تعيش فيه الشعوب العربية شيئا من التململ وفقدان البوصلة سيما وأن إقامتي بالجزائر تزامنت مع تلك المعركة الشهيرة بين الجزائر ومصر بسبب مباراة كرة قدم ! في هذه اليوميات تشريح للذهنية العربية وتفكيك لأزمة شعوب وانتحار حكومات ... وهو ما جعلها تتخذ بعدا «كافكويا» وفي الآن ذاته تقترب من الكوميديا السوداء.»
كما سبق وأن توّج الكاتب التونسي أيمن حسن سنة 2021 بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة (فرع اليوميات المترجمة) عن ترجمة كتاب «رحلة حول غرفتي» زمن الكورونا، والذي كان صاحبه الفرنسي «غزافيي دوميستر» قد كتبه بدوره في فترة إقامته الجبرية. وكان أيمن حسن قد كتب في تقديم هذا الأثر: «كَتَبَ غزافيي دوميستر (1763-1852) «رحلة حول غرفتي» سنة 1794 ليروي قصّة الحجر الّذي عاشه لمدّة إثنين وأربعين يوما بسبب نزال غير مشروع. في هذا النصّ السرديّ البديع يستكشف البطل أبسط الأشياء خلال رحلته حول غرفته، في حين يحوم طيف الثّورة الفرنسيّة في الأفق معلنا عن ترجمة فعليّة لفلسفة الأنوار وعن العالم الجديد الّذي وُلِدَ حينها والّذي لا نزال نعيش فيه اليوم زمن الحجر الصحّي وجائحة الكورونا».
وكان التونسيان خالد النجار وعلي مصباح قد فازا بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة (فرع اليوميات المعاصرة).
موسوعة عالمية لرحلات الحج
وقد تنافس على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في التصفية النهائية 24 مخطوطا من أربع قارات. وقد هنّأ راعي الجائزة محمد أحمد السويدي الفائزين معربا عن "سعادته الكبيرة بما حققته الجائزة من حضور مؤثر في حياة الأدباء والباحثين، إنّ من خلال ما أضافته إلى خزانة أدب الرحلة هذا العام أو ما راكمته على مدار ما يقرب من ربع قرن، منذ أن تأسست، لتسد بما أنجزته فراغا كبيرا في حقل لطالما كان للعرب فضل الريادة فيه منذ القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، إلى أن أهديا البشرية في القرون الوسطى رحّالة باتت رحلته اليوم أثرا إنسانيا نفيسا هو شمس الدين الطنجي ابن بطوطة."
وكشف محمد أحمد السويدي بالإعلان "أنّ المركز العربي للأدب الجغرافي - ارتياد الآفاق أطلق مؤخرا بالتعاون مع الأكاديميات العربية مشروع "الموسوعة العالمية لرحلات الحج" مهداة إلى روح الشيخ زايد، وستضم الموسوعة ورقيا وإلكترونيا ما أنجز وما سوف ينجز من رحلات الحج تحقيقا ودراسة وترجمة، ووقع اتفاقيات تعاون علمي وأدبي مع عدد من الجامعات في أوروبا".