الا ان آلة القتل الإسرائيلية تواصل جرائم الإبادة وحصد الأرواح والأبرياء و تشريد المزيد من أبناء فلسطين أمام أنظار العالم وفي اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي يصادف يوم 29 نوفمبر من كل عام . وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ تحديدا لما ينطوي عليه من معان ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني.
ويحذّر المجتمع الدولي الذي يحتفل كل عام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، رغم ازدواجية معاييره تجاه القضية الفلسطينية ، يحذر من توسيع الاحتلال لسياسته الإستيطانية التي سيؤدّي إلى تضاءل احتمالات التوصل إلى حل يقوم على وجود دولتين . وتواجه القضية الفلسطينية اليوم داخليا وخارجيا عدة تحديات وامتحانات أوّلها استمرار انتهاكات إسرائيل في ظل صمت دولي مخجل . إذ لم يختلف هذا اليوم بالنسبة لفلسطينيين عن سابقيه في ما يتعلق بسياسات الاستيطان المتواصلة واستمرار اقتحامات المستوطنين وأيضا استمرار العدوان ضد قطاع غزة والضفة وغيرها من المدن الفلسطينية.
وشارك أهالي أسرى ومواطنون وممثلون عن القوى الوطنية في بيت لحم، امس الأربعاء، في وقفة دعم وإسناد للأسرى في معتقلات الاحتلال على غرار المسيرات الشعبية في قطاع غزة بالتزامن مع احتفاليات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وتجمع المشاركون تلبية لدعوة من القوى الوطنية وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، وجمعية الأسرى المحررين أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيت لحم ، رافعين صورا لأسرى ويافطات كتب عليها عبارات منددة بسياسات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى.
وقال منسق لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم محمد الجعفري إن الأسرى شكلوا دوما نقطة التقاء لأبناء شعبنا، وعليه يجب أن نقف صفا واحدا نحو تحقيق الحرية لهم جميعا. وقال ان وقفتنا تتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وعلى العالم أن يتخذ موقفا لإنصاف شعبنا، وإيقاف الجرائم وحرب الإبادة.
فبعد فشل حكومة الاحتلال في تحقيق أهدافها المعلنة في غزة بسبب صمود فصائل المقاومة ، يسعى نتنياهو للبحث عن نصر وهمي في الضفة الغربية لينقذ من خلاله ماء وجهه أمام الداخل الإسرائيلي .
فالمشهد الآن لا يزال حرجا في ظل استمرار التصعيد الإنتقامي الإسرائيلي في مناطق أخرى خارج القطاع طالت الضفة الغربية وجنين التي تمّ إعلانها منطقة عسكريّة . وشهدت عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة تصعيدا خطيرا من القوات الإسرائيلية اعتبره مراقبون تصعيدا إنتقاميا بعد فشل الإحتلال في حسم حرب غزة لصالحه ورضوخه لشروط المقاومة الفلسطينية في ضربة موجعة له . واستهدفت قوات الإحتلال المخيمات ، وذلك نظرا لنشاط الفصائل الفلسطينية فيها.
واقتحم الاحتلال مخيم الدهيشة غربي مدينة جنين، شهد عمليّات عسكريّة مكثفة ومقتل عدد كبير من المدنيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدخله، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية المدينة وانتشرت في عدد من أحيائها ونشرت قناصتها على أسطح عدد من المنازل والبنايات، بالإضافة إلى تكثيف وجودها أمام مستشفيات المنطقة وإعاقة عمل سيارات الإسعاف.
وواصلت قوات الاحتلال تصعيدها ضد جنين ، إذ لا تزال تحاصر المخيم وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين، وقصفت قوات الاحتلال منازل عدة بقذائف الأنيرجا، فيما جرفت الآليات شوارع ودمرت ممتلكات المواطنين في أحياء المدينة وأطراف المخيم.
وحاصرت القوات الإسرائيلية مستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومنعت سيارات الإسعاف من التحرك إلا بالتنسيق المسبق.
تمديد الهدنة وآمال بوقف دائم للحرب
وأبلغت حركة حماس أمس الأربعاء استعدادها لتمديد الهدنة السارية مع إسرائيل حتى صباح اليوم الخميس لأربعة أيام إضافية، فيما يكثف الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وفي اليوم السادس من الهدنة التي أتاحت إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المدمر والمحاصر، من المتوقع إطلاق سراح رهائن إضافيين محتجزين لدى حماس لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون الإحتلال.ومن المتوقع حصول عملية تبادل جديدة يفترض أن يسمح بالإفراج عن نحو 20 رهينة و60 معتقلاً فلسطينيا إضافيا وفق تقارير إعلامية .
وتفرج حماس يوميا منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ الجمعة عن عشر رهائن من النساء والأطفال ممن احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مقابل إفراج الدولة العبرية عن ثلاثة أضعاف هذا العدد من السجناء الفلسطينيين من النساء والأطفال والشبان دون 19 عاما.
من جهتها طالبت مصر ، أمس بالوقف الدائم وغير المشروط لإطلاق النار في قطاع غزة حقناً لدماء الأبرياء، وتوفير المساعدات الإغاثية والإنسانية اللازمة بشكل كاف ومستدام للتعامل مع المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ودعت ، مصر ، في بيان نشرته اليوم وزارة الخارجية على صفحتها بموقع "فيسبوك" بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، المجتمع الدولي إلى "التحرك الجاد والحازم لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وكامل الأرض الفلسطينية المُحتلة، ورفع الظلم والمعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني".
في الأثناء قال البرلماني الأردني فراس العجارمة، أمس الأربعاء، إن التضامن الدولي مع الفلسطينيين لم يوقف المجازر الإسرائيلية بحقهم.جاء ذلك وفق الأناضول ،التي نقلت تصريح العجارمة رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني.
وجددت منظمة التعاون الإسلامي، رفضها المطلق لخطط قوة الاحتلال الإسرائيلي، الرامية للتهجير القسري والتطهير العرقي لأبناء الشعب الفلسطيني.وحذر الأمين العام للمنظمة إبراهيم حسين طه ، في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني اليوم ، من "خطورة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة، ولا سيما على المسجد الأقصى المبارك"، مجدداً التأكيد "على مكانة مدينة القدس كجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967".
وأكد " ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة فيها، ورفض أي إجراءات غير قانونية ترمي إلى تغير وضع المدينة الجغرافي والديمغرافي وعزلها عن محيطها الفلسطيني".
وأضاف أن "هذه المناسبة تتزامن مع ما تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً قطاع غزة، من عدوان عسكري إسرائيلي غير مسبوق أدى إلى استشهاد وجرح عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين غالبيتهم من النساء والأطفال، وتشريد مئات الآلاف من العائلات، والتدمير المتعمد للمنازل والمشافي وأماكن العبادة والمدارس والبنية التحتية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".