و انه لم يعد يفصلنا عما ينتظره – و يخشاه خصوصا- الجميع إلا بعض أسابيع و ربما شهر و نيف في أقصى تقدير. موعد مرتقب سوف يغير بكل تأكيد كل المعطيات رأسا على عقب. سؤال فرض نفسه منذ مدة مستبطن في كل التعاليق : من كان يتصور أو دار في خلده في يوم من الأيام أن المحكمة «الكبيرة» أو «الدريبة» مثلما يصفونها به سوف يتغير مكانها و لو مؤقتا؟ من كان يدور في خلده ذلك من بين القضاة و المحامين و المتقاضين؟ بالتأكيد لا احد لان المحكمة الابتدائية بظروفها و في موقعها الحالي و التاريخي هي كلها من البديهيات بالنسبة للجميع وكل الأجيال المتعاقبة التي تعاملت مع قصر العدالة .
مجرد الحديث عن مجرد النقلة او تغير المقر كان من نافلة القول بل من المرفوض شكلا و أصلا مثلما يقال في لغة القانون.
منذ مدة انطلقت الاستعدادات حثيثة و ان كانت كما اشرنا غير ظاهرة للعيان فتولت الدوائر المدنية تحديدا بعد انتهاء السنة القضائية في شهر جويلية تجميع الملفات القضائية و ترصيفها تحسبا لسفر قريب الى منطقة حي الخضراء هذا بالإضافة إلى أعمال أخرى ذات العلاقة.تم تسخير بعض الأعوان من ضمن إطارات المحكمة وأصحاب التجربة للانتقال مرارا الى المقر الجديد لتأطير وتنسيق الأعمال المجراة صلب هذا الأخير حتى يكون في الموعد وفق المعايير المطلوبة. مع تقدم الأيام ارتفع النسق في جو يغلب عليه التردد و التساؤل و ما عبر عنه البعض «بالخوف من المجهول» من جراء....