في ملف وفاة الرضيع بمستشفى فرحات حشّاد، الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسوسة: «تلاعب بالملف الطبي...تقرير يؤكد تنفس الجنين وإقرار بوجود خطأ في التشخيص الأولي»

في هذا السياق أكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسوسة مساعد وكيل الجمهورية محمد رؤوف اليوسفي في تصريح لـ»المغرب» بانّ ممثل النيابة العمومية وقاضي التحقيق بابتدائية سوسة قد تحولا يوم 4 فيفري، اثر شكاية تقدّم بها والد الجنين المتوفى لدى مركز استمرار الشرطة بالجهة، الى مستشفى فرحات حشّاد لمعاينة جثّة الجنين، وذلك خلافا لما تمّ الترويج له من أن النيابة تحرّكت اثر أخبار تمّ تداولها على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك».

وأضاف مصدرنا انه وبعد أن تعهد قاضي التحقيق بملف الحال أناب وحدات الامن بمركز استمرار الشرطة لمواصلة التحريات في ملف الحال، وبعد انّ تمّ سماع العديد من الأطراف أذن قاضي التحقيق المتعهد لباحث البداية بالاحتفاظ بالمظنون فيها على ذمّة القضية. واكد بانه والى حدّ كتابة الاسطر لم يتمّ توجيه اي اتهام رسمي للمظنون فيها.

«تلاعب بالملف الطبي»
وقائع قضية الحال، مثلما أكدّها الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسوسة محمد رؤوف اليوسفي تعود الى ليلة الجمعة الفارط الموافق لـ3 فيفري الجاري وتحديدا على الساعة العاشرة وأربعين دقيقة ليلا، حيث تمّ إجراء عملية قيصرية على الأم لإخراج الجنين. تعهدت اثر ذلك به طبيبة رضّع، حيث قامت بتقديم الاسعافات الاولية وعملية الانعاش الطبي، ثمّ ضمنت بالملف الطبي للرضيع انه ولد ميتا. اثر ذلك تمّ الاحتفاظ بالجنين المتوفى بعلبة كرتونية بقسم التوليد.
وفي 4 فيفري ، وبعد إتمام اجراءات ترسيم الوفاة، حضر والد الرضيع لتسلم الجثة، لكن تبين له ان ابنه قد احدث بعض الحركات وصدر عنه أنين متقطّع.

اثر ذلك تولت طبيبة أخرى مقيمة بقسم الرضع بالمستشفى الكشف عن المولود وأكدت ضمن محضر سماعها لدى قاضي التحقيق المتعهد بملف الحال انّه لا يزال على قيد الحياة، وتم إيواؤه بقسم الرضع من جديد.
من جهة أخرى أوضح الناطق الرسمي باسم ابتدائية سوسة انّ المعطي الثابت في ملف الحال هو انّه قد تمّ التلاعب بالملف الطبي المحجوز للمولود وإدخال بعض التغييرات عليه، الامر الذي أكدته المظنون فيها أثناء الاستنطاق ، مشيرة انّ التغييرات المضمنة بالملف الطبي لم تصدر عنها.

وأوضح بانّه، وبعد ان تمّ التفطن الى انّ الجنين لا يزال على قيد الحياة، تمّ تشطيب عبارة ولد ميّتا وتغيرها بعبارة ولد حيّا. كما شمل كذلك التغيير دقات القلب التي تمّ تغييرها من صفر الى واحد.

وزارة الصحة توضحّ
من جهتها اعتبرت وزيرة الصحة سميرة مرعي فريعة، خلال ندوة صحفية عقدت أول أمس الاثنين، أن تقرير لجنة الخبراء متعددة الاختصاصات المكلفة بالتحقيق في حالة الجنين المتوفى بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة نهاية الأسبوع المنقضي، أكد سلامة الإجراءات العلاجية والطبية المستوجبة وعدم وجود أي خلل على مستوى التكفل بهذا الجنين، مؤكدة انه كان في حالة موت سريري لم تنفع معها محاولات الإنعاش.

وأوضحت بانّ العملية القيصرية التي تمّ إجراؤها بصفة استعجالية على الأم التي تعرضت إلى تعكرات صحية بسبب تعفن جرثومي في الشهر السادس من الحمل، كان الهدف الأساسي منها إنقاذ حياة الأم، مشددة على أنه لم يحدث أي خطأ طبي أو علاجي سواء على مستوى التكفل بالأم أو الجنين. وأكدت في السياق نفسه انّ محاولات إنعاش الجنين التي تواصلت لمدة 25 دقيقة باءت بالفشل خاصة وأنه كان في حالة حرجة جدا على حدّ تعبيرها.
واعتبرت وزيرة الصحة انّ الخلل يكمن أساسا في كيفية التعامل مع الوالد الذي لم يتم إعلامه بالتشخيص الدقيق لحالة الجنين وأن نسبة بقاء الجنين على قيد الحياة تكاد تكون منعدمة.

في السياق نفسه اكّدت لجنة الخبراء سلامة كافة الإجراءات المتخذة في هذه الوضعية مذكرين بأنه لم يتم إيواء الجثة البتة ببيت الأموات بل ظلت بقاعة التوليد كما هو معمول به. كما تمّ التأكيد على أن الجنين لم يتجاوز عمره 27 أسبوعا ويوما واحدا في حين أن معدل البقاء على قيد الحياة يبلغ 28 أسبوعا. ذلك على غرار انّه لم يتجاوز وزنه 100ر1 وان نبضات قلبه لم تتجاوز الـ 20 دقة في الدقيقة في حين يتراوح المعدل الطبيعي بين 120 و180 دقة.

كما تمّ التأكيد كذلك على انّ الطبيبة المقيمة المباشرة للحالة قامت بمهمتها على الوجه الأكمل وبكافة الإجراءات العلاجية من محاولة دفعه على التنفس وتدليكه وإخضاعه لثلاث جرعات « أدرينالين» وذلك بتنسيق تام مع الأستاذة المساعدة المناوبة.

فراغ تشريعي

أعتبرت وزير الصحة سميرة مرعي فريعة انّ هناك فراغا تشريعيا يتعلق بمجال المسؤولية عن الأخطاء الطبية، مشيرة الى انه يجري العمل حاليا على إعداد مشروع قانون الصحة المتعلق بالحوادث الطبية والمسؤولية المنجرة عنها.

تقرير الطب الشرعي
أكّد الطب الشرعي ان الجثة لجنين لم يكتمل نموه، وقد تنفس بعد الولادة وعاش بعض الوقت.

« خطأ في التشخيص الأولى»
اقرّ رئيس قسم طب الرضع بمستشفى فرحات حشاد، خلال سماعه من قبل باحث البداية بوجود خطأ في التشخيص الأولي من قبل الطبيبة الفاحصة (المظنون فيها)، وفق ما اكده مساعد وكيل الجمهورية بابتدائية سوسة محمد رؤوف اليوسفي.