أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي: مؤتمر المناخ فرصة لتمكين المرأة اقتصاديا في الشرق الأوسط وإفريقيا

أكد الدكتور أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي في حديثه لـ«المغرب» على أن مؤتمر المناخ كوب 27 الذي استضافته مصر بمدينة شرم الشيخ الشهر الجاري

حقق 10 مكاسب للدول العربية حيث مثل المؤتمر فرصة متميزة للتمكين الإقتصادي للمرأة العربية لتعزيز قدرتها على الصمود في وجه الصدمات الاقتصادية.
وذكر أن أهم هذه المكاسب هي الوصول الي نسبة صفر انبعاثات كربونية في عام 2050، والترويج لجذب الإستثمارات والسياحة لمصر وللدول العربية ووضع المنطقة علي خارطة السياحة العالمية، والتحول الى الطاقة المتجددة والنقل النظيف، والتأكيد على العمل المشترك وحشد التمويل، وتسريع الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق الرخاء لشعوب الدول العربية.

وأوضح أن مصر أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع تغير المناخ 2050 والتي تحتل قضية تمكين المرأة مساحة مهمة فيها. وأكد أن المرأة نجحت وتميزت في مجالات كثيرة كقطاعات الرعاية الاجتماعية، والتعليم، والصحة، وصناعة الملابس، وتجارة التجزئة، وخدمات الأعمال، وتصنيع أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات، والمعدات البصرية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والخدمات المالية والصناعات الدوائية، ووكالات السفر والسياحة، والأنشطة العقارية.

تمكين النساء العربيات
وأشار الي تخصيص يوم كامل للمرأة في الأيام غير الرسمية لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 لمناقشة السياسات المطلوبة والحلول الممكن اقتراحها وآليات التمويل التي تمكن المرأة في مختلف القارات لمواجهة الآثار الدامية لتغير المناخ، وعرض الفرص المتاحة أمام المرأة لمواجهة والتكيف مع عوامل تغيير المناخ.

وقال أبوبكر الديب إن تأثيرات تغير المناخ على الصناعات الريفية تؤثر بشكل كبير على رفاهية النساء اللائي يعشن في المناطق الريفية ويمكن أن تعرض إمكاناتهن للمساهمة في التنمية المستدامة للخطر، لذا لابد من التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية والعمل علي جاهزيتها للعمل المناخي.
وأوضح قائلا إن ظروف الحرب في أوكرانيا وتداعي الآفاق الاقتصادية العالمية، وتداعيات جائحة كورونا والارتفاع الكبير في أسعار السلع الأولية، والقلق بشأن الأمن الغذائي وأمن الطاقة أضر بشعوب العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمرأة بشكل خاص ما يدعو لمواصلة مسيرة التمكين الاقتصادي للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأوضح أن المؤتمر فرصة لزيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة وتمكينها من خلال التنمية الشاملة والمستدامة للقطاع الخاص وتحسين بيئة الأعمال التجارية وترويج ثقافة ريادة الأعمال للمرأة المصرية في قطاعات مختلفة منها الأعمال التجارية والزراعية والتكنولوجيا للمساهمة في خلق فرص عمل مناسبة للمرأة في هذه القطاعات، وكذلك دعم وتحسين أداء المجموعات الانتاجية لضم المزيد من العمالة من النساء وزيادة فرص توظيف المرأة وزيادة فرص حصول رائدات الأعمال على الخدمات المالية وغير المالية وفقا لاحتياجاتهن.

اهتمام عالمي
وقال إن الدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة، «كوب 27»، بشأن تغير المناخ والذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ حظيت باهتمام عالمي، وقال انه سيحقق عدة مكاسب لمصر وللدول العربية، في ظل التداعيات السلبية والخطيرة لأزمة تغير المناخ على دول العالم .
ذكر أن المؤتمر يركز على رحلة الانتقال الأخضر والحد من الانبعاث الكربونية، ومصادر الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين النظيف، وجهود تنمية الاقتصاد الدائري للكربون، والتشجير وحماية البيئة الطبيعية، ويساهم المؤتمر في دعم التواجد العربي في المحافل الدولية الرئيسية، وطرح مبادرات في مجال تغير المناخ والمياه، وخفض الإنبعاثات الكربونية.

واشار الى امتلاك الكويت لرؤية «كويت جديدة 2035» تلتزم بالمبادرات الخليجية والدولية المعنية بالبيئة، وتعمل الكويت علي الوصول إلى الحياد الكربوني في 2050، كما تستفيد السودان والجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا والعراق وغيرها من دول المنطقة من الزخم المصاحب للمؤتمر لتحقيق أهدافها التنموية في اطار الإقتصاد الأخضر.

واوضح أن مصر استثمرت 144 مليار جنيه ( 5.9 مليار دولار) خلال العام المالي “2021-2022” في مشاريع «خضراء»، وتركزت الاستثمارات في مجالات النقل النظيف وتحسين البيئة والزراعة والري والصناعة والإسكان والطاقة والتعليم وبحسب بيانات الموازنة العامة، تبلغ الاستثمارات العامة التي تستهدفها الحكومة المصرية في العام المالي الحالي نحو 376.4 مليار جنيه وتمثل الاستثمارات الخضراء المستهدفة 40% من إجمالي الاستثمارات العامة، على أن توجه 78% من استثمارات عام(2022 /2023)، للتخفيف من آثار التغير المناخي، و22% لمشروعات التكيف مع آثار هذه التغيرات كما شكل المؤتمر، فرصة متميزة للتمكين الإقتصادي للمرأة العربية لتعزيز قدرتها على الصمود في وجه الصدمات الاقتصادية وأطلقت مصر خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع تغير المناخ 2050، والتي تحتل قضية تمكين المرأة مساحة مهمة فيها.

فرصة متميزة
واشار الي اعلان المملكة العربية السعودية المنتج الأول للنفط في العالم عن خطة تلتزم فيها بصفر انبعاثات كربونية 2050، وأكدت الرياض أن أمن الطاقة ومعالجة مشكلة التغيير المناخي يجب أن يسيرا جنبا إلى جنب، خصوصا وأنها بلد يوفر 10% من الإنتاج العالمي للنفط، ويستحوذ على 70% من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية عالميا كما أن المملكة تستهدف الوصول بحصة الطاقة المتجددة والغاز لتشكل 50% من احتياجاتها من الطاقة محليًا عام 2030.
ودشنت سلطنة عمان أمام «كوب 27» بشرم الشيخ «استراتيجية الحياد الصفري» و»السياسة الوطنية البيئية للطاقة» وتطرح فرص الإستثمار في الهيدروجين الأخضر.

تعويض الدول الفقيرة
وأكد أن المؤتمر في مخرجاته سلط الضوء علي تعويض الدول الفقيرة عن تغير المناخ بسبب سياسات الدول الغنية، حيث يمثل توافد العشرات من قادة العالم إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ اجماع العالم علي خطورة الأزمة المناخية التي تهدده، وضرورة التحرك واتخاذ خطوات عملية من أجل خفض حرارة كوكب الأرض، وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح القمة، على أهمية التحرك لمعالجة أزمة المناخ المصيرية التي تعتبر أكبر التحديات التي تواجه العالم على الإطلاق، معربا عن أمله ببذل الجهود من أجل تنفيذ خطوات حسية في هذا المجال وأكد أن المعاناة الإنسانية بسبب تغير المناخ تتكرر وتؤكد الحاجة الملحة لإنهائها وتمثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر نقطة تحول كبيرة للمنطقة في العمل المناخى، وتعد أساسًا للتعاون الإقليمي في مكافحة آثار تغيير المناخ، وهو ما يعبر عن رغبة الدول العربية لتنفيذ بنود اتفاق باريس للمناخ وتحقيق أهداف ومؤشرات التنمية المستدامة 2030.
وقال أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إنه بعد 49 سنة من زيارته الأولي عقب حرب أكتوبر في عام 1973 عاود الرئيس الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارة مصر من جديد وحط بمدينة شرم الشيخ لإلقاء كلمة واشنطن في قمة المناخ ويلتقي بالرئيس عبد ‏الفتاح السيسي.

وأشار الي أن خطاب الرئيس الأمريكي تناول جهود إدارته ‏للبناء على «العمل غير المسبوق» من قبل الولايات المتحدة، لتقليل ‏الانبعاثات ومساعدة الفئات الأكثر ضعفا على بناء القدرة على التكيف ‏مع تأثيرات المناخ‎.‎
وذكر أن أمريكا تعد أكبر شريك اقتصادي لمصر، وتحتل مصر المرتبة الـ52 في قائمة أهم شركاء التجاريين للولايات المتحدة فهي ثاني اكبر شريك تجارى لمصر، بعد الاتحاد الأوروبي، كما أن السوق المصري هو اكبر وأهم سوق في أفريقيا للصادرات الأمريكية، ورابع اكبر سوق للمنتجات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

وذكر»الديب» أن مشروعات الطاقة المتجددة تمثل التزاما تحرص عليه الرياض، التي أطلقت مؤخرًا مبادرة السعودية الخضراء، ورصدت لها 700 مليار ريال، كما أعلنت عن 60 مشروعا ضمن هذه المبادرة، حيث تسعى جاهدة لتحقيق الوعد الأخضر وبلوغ هدف الحياد الصفري في عام 2060.
وقال ان مصر حققت مكاسب كبيرة من تنظيم قمة المناخ cop27 أبرزها تسويق رؤية مصر الحقيقية والواقعية لحل أزمات المناخ، كما حققت قمة المناخ كوب 27 بشرم الشيخ، أهدافها لصالح الدول النامية والإفريقية بصفة خاصة، وإشادت الوفود الإفريقية المشاركة في القمة من رؤساء، وقادة وحكومات ووزراء الدول الافريقية، بدور مصر ونجاحها في حشد المجتمع الدولى للتعاون مع إفريقيا في مواجهة التداعيات السلبية والخطيرة لأزمة تغير المناخ.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115