اغتالها رصاص الإحتلال الإسرائيلي: أسرة الصحافة الدولية تنعى الصحفية شيرين أبو عاقلة

نعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى الأسرة الصحفية والشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة، في عملية اغتيال واضحة ارتكبها

جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح امس في مخيم جنين.وحمّلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيانها الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة بحق حريّة الصحافة، في الوقت الذي يحيي فيه العالم وكل الزملاء الصحفيين اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وأكدت أن جريمة الاحتلال التي استهدفت الزميلة أبو عاقلة هو عمل مقصود ومدبر وعملية اغتيال حقيقية كاملة الأركان، الأمر الذي يستدعي تحركا واضحا لحماية الزملاء الصحفيين من استمرار التحريض والقتل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي وكل مكونات الاحتلال.وترى نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن هذه الجريمة التي تأتي في الذكرى الأولي لتدمير أكثر من 40 مؤسسة إعلامية واستشهاد الزميل يوسف أبو حسين، وتدمير برج الجلاء، ومقر الجزيرة بغزة، ووكالة الصحافة الأميركية هو دليل واضح على استمرار الاحتلال في جرائمه.
كما دعت نقابة الصحفيين كافة الزملاء الصحفيين إلى التضامن والتكاتف في كل محافظات الوطن والالتزام بالفعاليات التي ستنظمها النقابة في كل محافظات الوطن.
وأكدت أنها ماضية في إجراءاتها في ملاحقة قادة الاحتلال على جريمة الاغتيال أمام المحاكم الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، مطالبة المنظمات الدولية والأمم المتحدة بوقفة جادة تجاه هذه الجريمة البشعة.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها خلال العقود الماضية ضد أبناء الشعب الفلسطيني باستهداف المدنيين واغتيال الأطفال والنساء والصحفيين دون أدنى تفرقة، واللافت في كل هذه الوقائع هو توثيق عدسات الكاميرات لهذه الجرائم التي ارتكبتها تل أبيب بتنفيذ عمليات اغتيال ميدانى بدم بارد.
شيرين أبو عاقلة .. مسيرة مشرفة
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح أمس الأربعاء، استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاما) برصاص جيش الاحتلال، وإصابة الصحفي علي السمودي برصاصة في الظهر ووضعه مستقر، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها.
يشار إلى أن شيرين أبو عاقلة من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وطيلة ربع قرن كانت شيرين أبو عاقلة في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا.
ولدت شيرين أبو عاقلة عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، وهى حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية.
ويعود أصل الزميلة الراحلة شيرين أبو عاقلة إلى مدينة بيت لحم ولكنها ولدت وترعرت في القدس، وانهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا.درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.
تنديد فلسطيني رسمي وشعبي
أدانت الرئاسة الفلسطينية جريمة اغتيال قوات الاحتلال للصحافية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين، صباح أمس الأربعاء، محمّلةً حكومة الاحتلال المسؤولية.
بدورها، علّقت الحكومة الفلسطينية على جريمة الاغتيال، وقالت في بيان إنّه «يوم أسود على الصحافة في العالم وعلى كل إنسان حر، بفقدان شيرين أبو عاقلة، التي شكلت بمهنيتها العالية ذاكرة جيل كامل، وساهمت بنقل الرواية الفلسطينية إلى العالم بكل إخلاص، وكانت في قلب الحدث على مدار 25 عاماً». ونعت الحكومة «أيقونة الصحافة الوطنية أبو عاقلة، برصاص جنود الاحتلال، خلال قيامها بواجبها الصحافي لتوثيق الجرائم المروعة التي يرتكبها جنود الاحتلال».
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية جريمة اغتيال أبو عاقلة برصاص الاحتلال بأنّها «جريمة إعدام وضحية لصمت الجنائية الدولية».
وأدانت الخارجية في البيان بأشد العبارات «الجريمة الصادمة والبشعة»، التي أدت إلى استشهاد أبو عاقلة، وإصابة الصحافي علي السمودي.
كذلك، أدان البيان بشدة «الاقتحام الوحشي الذي ارتكبته قوات الاحتلال صباح اليوم في مدينة جنين ومخيمها بهدف القتل»، معتبرةً أنّ «هذه الجريمة المركبة امتداد لجرائم الاعدامات الميدانية المتواصلة ضد أبناء شعبنا وضد الصحافيين بشكل خاص، في محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة، وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه».
وحمّلت الخارجية الفلسطيية رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت «المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة البشعة»، معتبرةً أنّ الشهيدة أبو عاقلة هي «ضحية مباشرة لإرهاب دولة الإحتلال المنظم التي تتصرف بعقلية العصابات الصهيونية، وهي ضحية ازدواجية المعايير الدولية والصمت المريب للجنائية الدولية».
ودعت الخارجية الفلسطينية المنظمات الصحافية والحقوقية والانسانية المختصة إلى «توثيق هذه الجريمة النكراء، تمهيداً لرفعها للمحاكم الدولية، وفي مقدمتها الجنائية الدولية».
المجلس التشريعي الفلسطيني اعتبر، من جهته، أنّ القتل المتعمد للصحافية أبو عاقلة «جريمة حرب بموجب القوانين الدولية، تستوجب العقاب».ورأى المكتب الإعلامي لحركة «حماس» أنّ استهداف أبو عاقلة هو «إعدام ميداني عن سبق الإصرار، ودماؤها ستكون لعنة على الاحتلال»، معتبراً أنّها «جريمة مركبة يجب أن يحاسب عليها الاحتلال في المحافل الدولية».
بدورها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية إنّ اغتيال أبو عاقلة «جريمة حرب، ويجب ملاحقة الاحتلال ومحاسبته على ممارساته الإجرامية».وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة المطران عطا الله حنا للميادين: «كلنا مصدومون من الجريمة النكراء بحق الصحافية أبو عاقلة والإعلاميين والأحرار من أبناء أمتنا».
وأضاف: «نفتقد من خلال الاغتيال الغاشم للصحافية أبو عاقلة إلى صوت حر مدافع عن فلسطين وقضيتها».
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ماهر الأخرس، قال للميادين إنّ «هدف الاحتلال بات واضحاً، وهو يحاول إخفاء ما يجري في جنين وغزة عن أعين العالم».واعتبر الأخرس أنّ «الاحتلال يسعى لإخافة الصحافيين وإبعادهم عن المشهد في فلسطين»، مشدداً على أنّ «المطلوب الآن رفع شكوى ضد الاحتلال الإسرائيلي في المنظمات الدولية المعنية عبر الأطر الصحافية».
وقال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين عمر نزال للميادين: «هذا يوم حزين وأسود بحق الشعب الفلسطيني والصحافة».
وشدد نزال على أنّ «هذه الجريمة لن تمر من دون محاسبة الاحتلال»، مشيراً إلى أنّ «استهداف أبو عاقلة باعتبارها صحافية مقدسية هو رسالة من الاحتلال بأنه لن يستثني أحداً».ودعا نزال عبر الميادين المجتمع الدولي إلى «القيام بتحقيق عاجل وشفاف لتدفيع الاحتلال ثمن الجريمة»، قائلاً: «اليوم يمتزج دم أبو عاقلة ابنة القدس بدماء الزميل الصحافي علي السمودي، وأبناء جنين، ليؤكد وحدة الدم الفلسطيني».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115