سعد الحريري ونجيب ميقاتي ايضا مفاجأة من العيار الثقيل وكذلك فشل اللوائح المدعومة من الوزيرين السابقين فيصل كرامي ومحمد الصفدي . في المقابل صعدت اللائحة المدعومة محليا من رجل المنطقة وابنها ووزير العدل المستقيل اشرف ريفي .
لائحة قرار طرابلس تشكلت من مجموعة من الشبان الناشطين في المجتمع المدني ولا تربطهم علاقات وثيقة بالعائلات السياسية التي اعتادت ان تتوارث المناصب والسياسة في بلد الأرز. ولعل أهم رسالة أراد الناخبون الطرابلسيون إيصالها الى العالم اجمع هي ان قرارهم بات بأيديهم وإنهم بداؤوا فعلا معركة تحرير مدينتهم من سيطرة السياسيين بعد عقود من التهميش واحتكار المناصب من قبل بعض العائلات السياسية أو من يدور في فلكها.
هذا النصر لشباب المدينة يحيلنا أيضا إلى التقدم الذي حصدته لائحة «بيروت مدينتي» قبل أسبوعين خلال السباق الانتخابي بالعاصمة اللبنانية. فقط ضمت مثقفين ومفكرين وناشطين في المجتمع المدني اتحدوا جميعا في محاولة لكسر قيود السياسيين ومافياتهم وزعاماتهم . فاقتربت هذه اللائحة من الفوز لكنها لم تستطع كسر هيمنة اللائحة المدعومة سياسيا من سعد الحريري . في المقابل أعطى الناخبون في طرابلس أصواتهم وثقتهم للمجتمع المدني الثائر على أوحال الفساد والطائفية واحتكار السياسة من قبل بعض اللوبيات والدوائر.
أما الرسالة الأهم التي بعثتها هذه الانتخابات هي أيضا الإعلان عن ميلاد زعيم جديد لطرابلس اسمه اشرف ريفي ، لديه اليوم من القوة والدعم الشعبي ما يؤهله، ليعيد تحديد الأحجام والنفوذ في طرابلس، ويفرض نفسه فاعلا جديدا في هذه المدينة وربما في لبنان أيضا.