وتعدّ هذه الدورة على قدر كبير من الأهمية فهي تاريخية ومفصلية وذلك بالنظر الى انها تأتي في سياق ظرف صعب تشهد فيه الدول الإسلامية العديد من النزاعات او تعاني من تداعيات الحروب الدائرة في أكثر من مكان في العالم .
وقد دعا سفير باكستان بتونس طاهر حسين اندرابي في لقاء صحفي جمع عددا من وسائل الاعلام المحلية الى تكثيف الجهود بين كافة الدول الـ 57 المنضوية تحت لواء هذه المنظمة العريقة وذلك من أجل مجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية .
البحث عن شراكات جديدة
وأوضح السفير الباكستاني ان هذه الجلسة ستكون الثانية لوزراء خارجية المنظمة في غضون أربعة أشهر وتهدف الى بناء شراكات والبحث عن سبل فتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف أرجاء العالم الإسلامي والمجتمع الدولي ككل . وقال ان الدورة الحالية تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال باكستان مشيرا الى ان بلاده تترأس حاليا المنظمة للفترة بين 2022 و 2023 . وقال ان الدورة الحالية ستتطرق بالأساس الى عديد التحديات التي تشغل شعوب المنطقة وفي مقدمتها فلسطين وجامو وكشمير المحتلة من قبل الهند ، اضافة الى تهديدات الاسلاموفوبيا وخطاب الكراهية في أجزاء كثيرة من العالم علاوة على الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب الافغاني من مخاطر الجوع والأوبئة وتأثيرات وباء كورونا الذي لم تتم السيطرة عليه بشكل كامل الى حد الآن. وقال ان العالم الإسلامي يستضيف النسبة الأكبر من اللاجئين حول العالم .
واكد السفير ان باكستان ستعمل خلال رئاستها الحالية لمجلس وزراء الخارجية على تعزيز الوحدة بين الدول الأعضاء وتعزيز القضايا العادلة للأمة الإسلامية كما ستسعى لتحقيق أهداف الازدهار والتنمية المتكاملة لجميع الدول الأعضاء في المنظمة. واعتبر انه ستكون هناك أولوية قصوى للعمل على معالجة آثار وانعكاسات وباء كورونا.
وقال ان شعار الدورة «الشراكة من أجل الوحدة والعدالة والتنمية» يلخص الأولويات التي ستطرح خلال المناقشات موضحا بالقول: «سنعمل على إقامة شراكات عبر العالم الإسلامي لمواجهة التحديات المشتركة».
وأضاف انه من المرجح ان يتم تبني أكثر من 100 قرار لا تعبّر فقط عن مواقف منظمة التعاون الاسلامي بل تسهم أيضا في الترويج لمطالب وقضايا المجتمع في جميع البلدان الإسلامية الساعية الى الحلول السلمية عن طريق الحوار .
أهم القضايا المطروحة
يشار الى ان جملة القضايا المطروحة على الدورة الحالية هي قضايا السلام والأمن والتنمية الاقتصادية والتعاون الثقافي والعلمي وتنشيط دور منظمة التعاون الإسلامي وغيرها من القضايا . وستكون هذه الدورة فرصة لتقويم القرارات التي اتخذت في الدورة الإستثنائية الـ 17 للتخفيف من حدة الوضع الإنساني العاجل في أفغانستان . وقال :» نحن على ثقة بأن الدورة الحالية ستكون بمثابة مرحلة تاريخية من خلال جهودنا المتكاملة لرسم مسار مشترك يدقع الأمة الإسلامية الى المضي قدما . وأشار الى ان اسلام أباد ستواصل كل المساعي من أجل النهوض بما من شأنه ان يحقق الوحدة والأخوة والازدهار في العالم الإسلامي والمنطقة ككل .
وفي رده على سؤال «المغرب» حول كيفية حماية مصالح الدول التي تنضوي تحت عضوية منظمة التعاون الإسلامي خاصة في ظل الظرف الصعب والحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا. وكيفية تحول منظمة التعاون الإسلامي الى مجموعة ذات ثقل كبير سياسي واقتصادي يكون لها صوت مسموع عالميا قال:«انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية تطال بالأساس الدول القريبة من النزاع مثل تركيا ، ونحن نسعى الى ان لا تمسّ الحرب الدول المجاورة، وسنعمل على مجابهة الانعكاسات الاقتصادية مثل ارتفاع ثمن البترول وسنحاول ان نضع استراتيجية لمجابهة كل التوقعات والاحتمالات . ويمكن ان تلعب الدور المنتجة للنفط دورا هاما ويمكن مثلا ان تُدعى لزيادة الانتاج ، وهي في الواقع مجرد دعوة أخوية دون الزام للدول الأعضاء».
وتابع :«تسعى منظمة الى ان يكون لها وزن في العالم مثلا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تواجه تحديات صعبة في ظل الحرب الروسية ولكنها لم تستطع ان تفعل شيئا الى حد الآن. كما ان الاتحاد الاوروبي المعروف بانسجام موقفه عاجز اليوم عن إيقاف الحرب». وأضاف ان بلاده تسعى الى التزام مبدإ الحياد فيما يتعلق بالنزاع الروسي الأوكراني وهذا ما يفسر سبب تصويتها في الجمعية العامة.
وفيما يتعلق برده على سؤال الصحفيين حول إمكانية ان تناقش الدورة الحالية الأزمة الروسية الأوكرانية أجاب بالقول :«هذه المسألة ليست مطروحة على قائمة جدول الأعمال لكن يمكن ان يضاف بند يعالج انعكاسات هذه الأزمة على الدول القريبة من الحرب».
اما فيما يتعلق بآفاق وواقع التعاون التونسي الباكستاني اكد السفير بان هناك زيادة بنسبة 145 بالمئة في الصادرات الباكستانية الى تونس خلال هذا العام وعبّر عن تطلعاته بأن تكون هناك زيادة مماثلة في الصادرات التونسية الى باكستان وقال ان المواد الأساسية التي تستوردها بلاده من تونس هي الفوسفاط وبعض المواد الطبيبة وغيرها . وأكد على ضرورة إيلاء أهمية لتأسيس مجلس أعمال مشترك لرجال الأعمال ليكون منطلقا لزيادة تعميق أسس التبادل التجاري والشراكات بين البلدين.
وأشار خلال اللقاء الصحفي الى حادثة الاطلاق «الخطإ» لصاروخ هندي سقط داخل الأراضي الباكستانية مؤخرا . وحذر من عواقب تكرار هكذا حوادث . وأشار الى ان وزارة الخارجية الباكستانية طالبت من نيودلهي توضيح «نوع ومواصفات» الصاروخ، قائلة إن «مثل هذا الأمر الخطير لا يمكن معالجته بالتفسير المبسط الذي قدمته السلطات الهندية».
وقد رفضت إسلام أباد إعلان نيودلهي عن إنشاء محكمة تحقيق داخلية معتبرة ذلك «غير كاف» لأن الصاروخ انتهى به المطاف في الأراضي الباكستانية. ودعت الخارجية الباكستانية الهند الى أن تشرح الإجراءات المعمول بها لمنع الإطلاق العرضي للصواريخ والظروف الخاصة لهذا الحادث».
وتساءلت إسلام أباد عما إذا كان الصاروخ مزودا بآلية التدمير الذاتي، وسبب فشل الهند في تدميره. ودعت باكستان المجتمع الدولي إلى التنبه «بجدية» إلى هذا الحادث الخطير في بيئة نووية، وأن يلعب دوره في تعزيز الاستقرار الاستراتيجي بالمنطقة.
سفير باكستان بتونس طاهر حسين اندرابي في لقاء صحفي : الدورة 48 لمنظمة التعاون الإسلامي فرصة تاريخية لتعزيز الشراكات بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الصعبة
- بقلم روعة قاسم
- 09:58 16/03/2022
- 712 عدد المشاهدات
تحتضن باكستان فعاليات الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار «الشراكة من أجل الوحدة والعدالة والتنمية» وذلك في الفترة الواقعة بين 22 و 23 من مارس الجاري .