وتهدف المباحثات إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني وذلك إثر انسحاب الولايات المتحدة منه وما تبعه من توقف للمفاوضات استمر قرابة خمسة أشهر. وتشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر.
ويتطلع الإيرانيون من خلال هذه الجولة الى الغاء العقوبات المسّلطة على بلادهم والتي تمسّ قطاعات حساسة مثل الصحة والاقتصاد وغيرها . وتذكر مصادر وتقارير إعلامية بان الأطراف الأوروبية في مفاوضات فيينا دعت إلى إنهاء سريع لهذه الجولة من المحادثات. فيما يفضل الفريق الإيراني المفاوض مواصلة المحادثات طالما كان ذلك ضروريا».
فرصة للاستقرار
وقد قدمت طهران إلى الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي مسودتين بشأن العقوبات والقضايا النووية . وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن «كبير المفاوضين الإيرانيين على باقري أعلن في محادثات فيينا أن إيران قدمت مقترحاتها بشأن مسألتي رفع العقوبات الجائرة والقضايا النووية». ولم تذكر تفاصيل أخرى.
ويعتبر الكثيرون بان عودة المفاوضات تمثل فرصة للتهدئة في المنطقة المشتعلة بالأزمات والحروب الإقليمية . اذ يلقي الصراع القديم المتجدد بين طهران وبعض الدول الخليجية خاصة مع الرياض بثقله على عديد الملفات الساخنة في المنطقة سيما إلى الحرب في اليمن والأزمة اللبنانية وغيرها.
ومن شأن إنجاح جولة التفاوض -بحسب عديد المراقبين- ان ينعكس إيجابا على أجواء الخلافات المتصاعدة في المنطقة . وقد بدأت بوادر للتهدئة خاصة مع اعلان أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات بأن بلاده سترسل قريبا وفدا إلى إيران في إطار مساعي تحسين العلاقات مع طهران. وأكد ان الهدف فتح «صفحة جديدة» في العلاقات.
وكان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري قد التقى مع مسؤولين إماراتيين يوم 24 نوفمبر الماضي في زيارة نادرة.
وقد بدأت الإمارات الحوار مع إيران عام 2019 ، أما السعودية فبدأت محادثات مباشرة مع إيران في أبريل وصفتها الرياض بأنها «ودية» لكنها استكشافية إلى حد بعيد.
ضغوطات اسرائيلية
ويبدو أن أهم عائق للتوصل الى اتفاق جديد او تفعيل الاتفاق القديم هو جهود «إسرائيل» لعرقلة الاتفاق وانهائه، وقد دعا امس كيان الاحتلال الاسرائيلي الخميس القوى العالمية إلى وقف المفاوضات النووية مع إيران على الفور.
ويبدو جليا ان تل ابيب تضغط -خاصة على الولايات المتحدة - والتي تشارك بصورة غير مباشرة في المفاوضات -من أجل وقف المفاوضات على الفور واتخاذ خطوات صارمة من جانب القوى العالمية. في حين اعتبرت الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني أن الأيام المقبلة ستسمح بتقييم «جدّيّة» الإيرانيين وباتخاذ قرار بشأن مواصلة المحادثات.
وتعد مسألة الغاء العقوبات الأمريكية المعضلة الأهم التي تواجه أطراف التفاوض المجتمعة في فيينا. ولئن أعلن منسّق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يرأس المفاوضات أنه متفائل بعد الاجتماع الافتتاحي الا ان الدبلوماسيين الأوروبيين كانوا أكثر حذراً.
وأعرب الدبلوماسيون عن أملهم في أن تكون لديهم «بحلول نهاية الأسبوع صورة أوضح»، مشيرين إلى احتمال «توقف» المفاوضات في حال غياب التقدم. وأضافوا «قد يحين الوقت لإعادة النظر في النهج الدبلوماسي، لكننا لسنا في هذه المرحلة بعد».
يشار الى ان إيران أبرمت مع ستّ قوى دولية في عام 2015، اتفاقا بشأن برنامجها النووي أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن جاء انسحاب الولايات المتحدة بشكل آحادي من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب ليخلط الأوراق من جديد خاصة بعد أن أعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
ومع مجيء جو بايدن الى الحكم على رأس البيت الأبيض أعرب عن استعداد بلاده آنذاك لإعادة الاتفاق، بشرط عودة إيران لالتزاماتها.
ويؤكد الدبلوماسيون الأوروبيون بانه تم انجاز خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات 70 إلى 80 % من العمل، لكن ينبغي حلّ بعض المسائل الأكثر تعقيدًا .
انطلاق جولة جديدة من المفاوضات النووية في فيينا: إيران بين تحديي الملف النووي والأزمات الإقليمية
- بقلم روعة قاسم
- 11:48 03/12/2021
- 808 عدد المشاهدات
انطلقت في فيينا قبل يومين جولة جديدة من المفاوضات بين ايران ودول المانيا وفرنسا وروسيا والصين الى جانب مندوب الاتحاد الأوروبي .