استقالة غسان سلامة إلى نكسة في جهود إيجاد تسوية سلمية للازمة الليبية.وكانت ردود أفعال محلية ودولية تواترت بعد إرسال سلامة الاثنين الفارط طلب استقالة للامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.
تراوحت المواقف وردود الأفعال المحلية بين متفهم لسبب انسحاب سلامة ومقدر لجهوده في البحث عن حل سلمي، وبين من اعتبر سلامة مبعوثا فاشلا رغم الإقرار بان سلامة ليس سوى موظف تابع للأمم المتحدة خاضع لسياسات الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي .
دوليا أثنى أمين عام جامعة الدول العربية على جهود غسان سلامة التي بذلها طيلة فترة رئاسته للبعثة الأممية لدى ليبيا، احمد ابو الغيط جدد بالمناسبة حرص الجامعة العربية على مواصلة تعاونها الوثيق مع الأمم المتحدة في كل ما يسهم في التوصل إلى تسوية سياسية متكاملة للوضع في ليبيا . إلى ذلك ذكر مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الذي يقوده حفتر .العميد خالد المحجوب أن المسار العسكري لم تتحقق فيه اي نتائج ملموسة و أن الجيش يتعامل مع جسم غير شرعي في إشارة إلى المجموعات المسلحة التابعة للوفاق .
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
مؤكدا أن وقف إطلاق النار من وجهة رأي الجيش إنما هو لأجل تسليم سلاح المليشيات لا من اجل تشكيل أجسام أخرى . المحجوب أضاف بان سلامة ارتكب الكثير من الأخطاء حالت دون تحقيق المطلوب بسبب تغاضيه عن أساس الأزمة وهو وجود المليشيات التي لا تخضع للحكومة ولا للشرعية .
ليبيا موضوع لقاء السيسي بوزير خارجية الكونغو
بعيدا عن ردود الأفعال المحلية والدولية حول استقالة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقاهرة وزير خارجية الكونغو جان كلود جاكوسو بحضور وزير الخارجية سامح شكري. لقاء قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أنه شهد تبادل الرؤى حول أزمة ليبيا و تداعياتها على الأمن الإقليمي والقاري. حيث جرى التوافق على ضرورة مضاعفة الجهود لبلوغ الحل السلمي للازمة الليبية من خلال دعم تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين ورفض أي تدخل خارجي في الأراضي الليبية .
علما بان رئيس الكونغو دنيس ساسو نجيسو يترأس اللجنة رفيعة المستوى التي شكلها الاتحاد الإفريقي حول ليبيا. وتستعد اللجنة بالتعاون مع الأمم المتحدة انجاز ملتقى المصالحة الوطنية حول ليبيا شهر مارس الجاري أو مطلع افريل القادم باديس ابابا من اجل إقرار فترة انتقالية والبت في نقاط أخرى منها موضوع الدستور الدائم .ويقترح الملتقى تاريخا لعرض الدستور على الاستفتاء الشعبي وتحديد موعد الانتخابات العامة .
ويرى متابعون بان الفرقاء المحليين مازالوا يراهنون على خيار الحسم العسكري وتعطيل المساعي السياسية والانسحاب من مفاوضات جينيف مثال على ذلك ، ولفت شق من المتابعين بان التمسك بخيار الحسم العسكري يتطلب من طرفي الحرب المزيد من طلب الدعم العسكري المباشر من حلفاء الخارج فلا حفتر قادر على السيطرة على طرابلس دون تلقي الدعم الخارجي ولا السراج كذلك .