ليؤكّد شعبها قدرته على إفشال كافة المؤامرات التي تحيط به لا سيّما أن هذه المنطقة بدأت تسلك طريقها تدريجياً نحو التنمية وتتجاوز ضعف بناها التحتية وتنشّط دورتها الاقتصادية، بعد أن تمكن الجيش السوري من تطهير المدينة بالكامل من داعش المتطرفة، التي انهارت وبدأت في الفرار.
اليوم أبناء ريف تل أبيض توعدوا بالوقوف بقوة أمام أي أعمال عنف ستحاول أن تفتعلها المليشيات المسلحة «التركمانية» المدعومة من الجيش التركي، وعلى مدار الأشهر الماضية، كثّفت هذه المليشيات من تحركاتها وتحرشها بقرية خربة الرز الواقعة على بعد 20 كم شمالي شرقي مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي ما أثار غضب الأهالي، إثر نشوب اشتباكات بين سكان القرية من عشيرة البوخميس العربية مع مسلحي ما يسمى «أحرار الشرقية» و«الجبهة الشامية» التابعين للجيش التركي.
ريف تل أبيض تحول اليوم إلى ثكنة عسكرية فيما يخوض ثلة من الشباب المستبسلين بصدور عارية معركة دفاعا عن مناطقهم، في مواجهة المجموعات المسلحة المدعومة بقوة من الجيش التركي، من خلال إدراكهم بأنه لا أحد يهتم بسورية إذا لم يهتم به أبناؤه وان فخ الفوضى المسلحة والفتنة الطائفية إنما الهدف منه تدمير وإضعاف الجميع وإحراق سورية بمن فيها، وبالتالي لا يجب بأي حال من الأحوال إتاحة الفرصة للخارج لرمي عود الكبريت الذي يشعل الحريق في البلد من خلال إثارة الفتنة بين أبنائه. فالقضية تتلخص في معركة كرامة وبقاء ليحافظ الاهالي على مدينتهم، وثمن الحرية غال، ولكن الدفاع عنها واجب، وها هي عظمة أبنائها تبرز في الدفاع عنها الدم والإرادة والعزيمة والكفاح.
لهذا لا تزال تركيا ومرتزقتها تعتبر الشمال السوري غنيمة لهم وملك من أملاكهم ولهذا هم اليوم يستميتون بشتى الطرق لفرض هيمنتهم عليه بذائع الوهم والخيال وفتاوى التكفير التي مهدت لهم لاجتياح شمال شرق سورية في أسوإ احتلال في تاريخ البشرية ومن هذا المنطلق هم يحلمون بأنهم سيسيطروا مرة أخرى عليه بمساعدة أدواتها ومرتزقتها، فهذا أمراً بات مستحيلاً لأن الظروف اليوم اختلفت مما كان في السابق حتى وإن حاولوا الزج بجحافلهم فأنها ستحترق بنيران جيشنا العربي السوري الذي سيكسر كل أحلامهم التي يسعون لتحقيقها في وطننا الكبير « سورية».
مجملاً.... لقد قدمت سورية الشهداء خلال المراحل السابقة و اليوم شبابنا يسقط الشهيد تلو الشهيد دفاعاً عن الوطن الذي تتكالب عليه المؤامرات ، ومن هذا المنطلق أن سورية جادة في مكافحة الإرهاب، وأنّ اجتثاثه سيكون نهاية المطاف مهما طال أمد الحرب مع هذه الجماعات المتطرفة، يبقى التذكير أنّ هناك خطاباً تحريضياً واسع النطاق ممول من تركيا التي مازالت تقود وتدعم المليشيات المتطرفة ، بالتالي فان هذا الإرهاب لن يهزم سورية وأهلها، فلقد انهزمت داعش وأخواتها على تراب هذه المدينة ، وستنتصر سورية مُجدداً فهذه مدينة ارتبطت بالحياة والسلام، لذلك ستنتصر بإرادة أهلها وعزم أبنائها. وكلنا يتفق إن العبث لا يمتلك مقومات النجاح والانتصار وإن قدر الأمة بيد أبنائها هذا ما برهنه صمود الشعب والجيش السوري الذي جعل تركيا مكشوفة بلا غطاء أمام العالم.
وباختصار شديد: بقي أن نترقب إعلان الانتصار الكامل للشعب السوري في مراحل لم تعد ببعيدة، وبعد هذه السنوات تستحقّ دمشق تحية احترام وهي تخوض المعركة عن الأمة العربية كلها والذي ستنعكس آثارها بطبيعة الحال على منطقة الشرق الأوسط وربما على الحالة الدولية.