في مئات حقول النفط في شمال شرق سورية إلى الشركة الإسرائيلية. ( GDC) كما فضحت مصادر إسرائيلية مطلعة أطماع نتنياهو الإرهابي، في سوريا تحديداً، والشرق الأوسط بشكل عام، بعد إعلان رجل الأعمال الإسرائيلي مردخاي خانا الاتفاق بين الأكراد وشركته، وقال: «لا أريد أن يكون هذا النفط من نصيب الحكومة السورية، وعندما تعطي إدارة ترامب الضوء الأخضر، سنبدأ في تصدير هذا النفط بأسعار عادلة واستخدامه لبناء سورية ديمقراطية والدفاع عنها.
اللافت هنا ، في بداية الحرب على سوريا، عندما سيطرت «داعش» وأخواتها على حقول النفط في سورية، كان يُنقل النفط إلى تركيا بواسطة صهاريج. فحينها، كما تشهد وسائل الإعلام، تاجرت به عائلة الرئيس التركي أردوغان. وأما في الوقت الحالي، فتم عزل تركيا عن حقول النفط بممر حدودي ضيق ولم يبق أمام صهاريج النفط خيار سوى التوجه جنوبا عبر العراق إلى الأردن ومن ثم إلى إسرائيل كون هذا الطريق يخضع لسيطرة الجيش الأمريكي. وعلى الرغم من التصريحات المزدوجة لترامب بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، فإن هذه القوات في الواقع لن تغادر هذا البلد طواعية فقد اتجهت واشنطن، بكل وضوح إلى الاستيلاء على حقول النفط السورية والاحتفاظ بالسيطرة عليها وسط مخاوف من أن يسيطر عليها الجيش السوري نفسه الذي عزز وجوده مؤخرا بالمنطقة، وبالتالي، فاستمرار الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة هو البداية المحتملة لبناء خط أنابيب نفط يربط بين حقول دير الزور وحيفا في فلسطين، فإذا تحقق هذا المشروع، سيتم تصدير أكثر من 5 ملايين برميل من النفط يوميا.
وتزامنا مع هذه المستجدات الأخيرة،تتمسك واشنطن بالسيطرة على مناطق معينة في سوريا، لضمان استمرار سرقة نفطها والتحكم في الممرات البرية في شرق سورية لذلك يحاول ترامب تبرير سرقته للنفط ، بذريعة حمايته من داعش، بينما ترامب نفسه أعلن في أكثر من مرة انتهاء الحرب مع «داعش» وان أمريكا انتصرت عليه ، حتى انها أعلنت تصفية زعيمه أبو بكر البغدادي، وهو ما يؤكد انتفاء ذريعة بقاء القوات الأمريكية في سوريا لإدارة الحقول في شمال شرق سورية «القامشلي والحسكة»، من الواضح أن هذا التخبط في سياسات ترامب الخارجية ليس بالأمر الجديد.
كما أنّ هذه السياسة لوضع اليد على نفط دولة عربية هي جزء من سياسة أمريكا العدوانية. كما ترى واشنطن في تواجدها شرق سوريا ورقة يمكن أن تستخدمها لتأمين مصالحها ومصالح ذيلها «إسرائيل» في أي تسوية للأزمة السورية مستقبلا ، بعد آن فقدت كل أوراقها هناك بفضل صمود الجيش العربي السوري. من الجدير بالذكر أنه يتعين على الحكومة السورية استعادة السيطرة على جميع المنشآت النفطية في شمال شرق سوريا، لأن شعب سوريا يدرك أن أمن وطنه واستقراره «خطان أحمران» لا يمكن تجاوزهما لأن من أغوتهم دعوات الفوضى والتخريب، تعلموا من التجارب المريرة أن التفريط في الوطن خيانة كبرى، لذلك سيبقى أمن الوطن واستقراره فوق كل اعتبار، وسيواصل الشعب دعم جيشه وقيادته لاستكمال خط العبور إلى مستقبل عريض، يأبى الشرفاء التفريط فيه، وبالتالي فإن العدوان الذي تقوده أمريكا وعملاؤها لهو أقوى دليل على الحقد الذي يملأ صدور هؤلاء العصابة على سوريا وشعبها.
وأخيراً أختم مقالي بالقول إن كل ما يجري اليوم في سوريا هو من صنع أمريكا وحلفاؤها، وأن مصلحة سوريا البلد، وسورية الشعب، وسوريا الدولة قد تقتضي مواجهة دولية أكبر «حلفاء سوريا» لإيقاف التدخل الأمريكي في سوريا فضلاً عن جرائم المليشيات المسلحة عند الحدّ الذي وصلت إليه، بكل ما أوتيت من جهد للحفاظ على سوريا متصالحة مع نفسها، وحريصة على مستقبل شعبها، رغم كل هذا الدمار الذي يعمل على تكريسه الغرب لتفتيت بنيتها الاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والإنسانية أيضاً.