طابع فئوي أو طائفي ، وحذّر ناصر من إمكانية تسليم «المنطقة الخضراء» لبعض فصائل الحشد الشعبي مما قد يزيد المشهد الأمني والسياسي تعقيدا وفق تعبيره.
ماهي قراءتكم للمشهد الراهن في العراق وتأثير الأزمة السياسية على الحرب ضدّ الإرهاب؟
السياسة هي قلب المشهد العراقي عموما إلا أن ذلك لن يؤثر على قتال تنظيم «داعش» والإرهاب لسبب بسيط وهو أنّ صفوف المؤسّسة العسكريّة التي تقوم بهذا الدور منظمة بشكل جيد، وهي تقاتل التّنظيم الإرهابي من منطلق مهني وعقائدي ولن يؤثر في عضدها أي تغيير سياسي. خصوصا وان المحتجين ينتمون إلى طبقة الفقراء والمسحوقين إلا ان تسريبات غير مؤكدة تقول بتسليم المنطقة الخضراء لبعض فصائل الحشد وهو ما قد يزيد المشهد الأمني والسياسي تعقيدا .
ماهو الدور الذي تلعبه المرجعية الشيعية في المظاهرات الأخيرة؟ وماهو الهدف من زيارة مقتدى الصدر إلى إيران؟
المرجعية الشيعية تتمتع بثقل سياسي كبير في العراق على الرغم من إعلانها مرارا وتكرارا النأي بنفسها عن السياسة، وأن موقف المتفرج الذي تلعبه هذه الأيام هو في حقيقته تأييد لهذا الحراك الذي يقوده الصدر بعد أن أغلقت النخب السياسية الشيعية الباب أمام أية إصلاحات مقترحة وإسهامها الفاضح بإشاعة الفساد. بالنسبة لزيارة الصدر إلى إيران فهي تنبع من معرفته بحجم النفوذ الإيراني في العراق وان قيام أي حكومة فيه لابد أن تحظى بتوافق إيراني أمريكي أضف إلى ذلك أن الصدر كان ممتعضا من تنامي النفوذ الإيراني الذي انعكس سلبا على حجمه السياسي والعسكري وهو ماظهر في هتافات جمهوره ضد «طهران» مؤخراً ،كما أن زيارته هذه مختلفة تماما عن زيارته السابقة إذ تأتي الآن من منطلق قوة واقتدار .كما يروّج أتباعه الذين تمكنوا من إسقاط المنطقة الرئاسية المعروفة بالخضراء دون أن يصدهم أحد. وبالتالي فان مفاوضات الصدر في طهران هي ما يعول عليها في تهدئة الوضع وعدم الانجرار إلى المواجهة المتوقع حصولها وإلا فان الصدر عازم هذه المرة على إصدار شهادة وفاة لنظام المحاصصة الذي يعاني من موت سريري وفرض شكل جديد للنظام .
ربط البعض المظاهرات الأخيرة بدعوة الصدر لمناصريه بالاعتصام ، هل يعني ذلك أن هذه المظاهرات فئوية أم أنها تمثل المجتمع العراقي؟
نجح الصدر وأتباعه في طمأنة الحركات المدنية والانخراط معها في تظاهرات واعتصامات مشتركة متسلحين بشعارات وطنية بحتة وليست فئوية أو طائفية وقد برز هذا من خلال ترشيح أشخاص تكنوقراط مستقلين لشغل الحقائب الوزارية.
هل سينجح العبادي في حل الأزمة، وماهي التحديات المطروحة أمام الحكومة العراقية؟
برأيي أن العبادي سيفشل مرة أخرى بتشكيل حكومة جديدة إضافة إلى سلسلة الفشل المتكرر سابقا بسبب انقسام الكتل السياسية التي تعاني من تيه وشعور بالصدمة والتي لن تمضي حكومة تكنوقراط بسلة واحدة كما يطالب الصدر دون مكاسب او حتى التقاط الأنفاس ،وقد بدأ التذمر من ضعف العبادي أمام حركة الاحتجاج بالتسرب بالتأثير على توجهات معظم قادة الكتل السياسية وهذا ما أصبح واضحا من خلال تصريحاتها.