قرب الحسم السوري ومفاجآت جديدة لدول الاقليم

يواجه الجيش العربي السوري في أكثر من جبهة قتالية القوى المتطرفة والمجموعات المسلحة وخاصة في محافظة إدلب ،

مسنود بغطاء جوي بمختلف أنواع الأسلحة، ويقف خلفه والى جواره دول تعتبر الأقوى عسكرياً وسياسياً ليس في المنطقة، وبات واضحاً أمام الجميع أن العالم عاد ليعترف ليس فقط بقوة وصمود الجيش السوري، وإنما أيضاً بقدرة السوريين على التحدي وكسب الرهانات الصعبة وتجاوز الصعاب، بذلك تتجه سوريا نحو الفصل الأخير من النصر بعد تمكن الجيش من سحق الجماعات الجهادية في البلاد.

المتابع للمشهد السوري، يرى بوضوح أن سوريا تتجه نحو نافذة النصر والحسم، إذ وجه الرئيس الأسد في كلمته أمام المجالس المحلية رسائل قوية في غاية الأهمية و تحمل في طياتها الكثير من المعطيات والمعلومات إلى الداخل والخارج السوري ، تثبت حالة إصرار الجيش السوري الذي عهد ، بـ«نصر نهائي وكامل» على الجماعات المتشددة والفصائل المسلحة في ادلب، بقوله: «بأن تحرير ادلب بات قريباً»، كما بعث رسائل ساخنة وخطيرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، في وقت أكد فيه الأسد على قدرة السوريين على التحدي وكسب الرهانات الصعبة، وبطبيعة الأمر، ينظر السوريون إلى يوم تحرير ما بقي من المناطق تحت سيطرة التنظيمات المتطرفة حتى آخر شبر منها ورفع العلم العربي السوري فوق ثراها، كما يجدد السوريون إصرارهم على استكمال معارك التحرير، وتخليص سوريا من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة. في سياق متصل تأتي قمة سوتشي التي انعقدت قبل أيام في روسيا لتكون منعطفا واضحاً وكبيراً لحسم ملفي إدلب وشرق الفرات، وتحقيق استقرار ووحدة الشعب السوري والأرض السورية، والتنسيق مع الحكومة السورية لمحاربة الإرهاب وإجتثاثه من جذوره خاصة «جبهة النصرة»، التي تشكل العمود الفقري لـ«هيئة تحرير الشام» بعد أن قرر حلفاء دمشق قلب الطاولة على الجميع في المنطقة.

من تابع تصريحات وتهديدات الرئيس اردوغان في بداية الأزمة السورية لا يمكن أن يتوقع تراجع نبرته تجاه سورية في هذه الفترة، لذلك يبدو أن تركيا اقتنعت أخيراً، بأن معاقل التنظيمات المسلحة تتهاوى بسرعة كبيرة، ويكمل الجيش السوري إقامة قوس يحاصر ما تبقى من مواقع للمسلحين، لإحكام الحصار حولهم، وقطع الحبل السري الذي تغذيهم به تركيا، وبذلك يفقد أردوغان دوره وتأثيره على أرض المعركة في سوريا.

ونجده اليوم يعيش حالة من القلق والارتباك في مواقفه لفشل مشروعه في سوريا بعد أكثر من ثماني سنوات من التدخل في الأزمة السورية، واتساع دائرة المعارضة داخل تركيا لهذا التدخل، من هنا تجد تركيا نفسها أمام مأزق حقيقي، فالمنطقة العازلة في شمال سورية أصبحت فِكرة غير قابلة للتحقق في ظل معارضة كل من روسيا وإيران وسورية وعدم حماسة الغرب لهذه المنطقة. في ذات السياق بدأت معالم هزيمة تركيا في «معركة ادلب» تظهر جلية في الأفق، وهو ما أربك حسابات الدول المشاركة بالعدوان على سورية، فأخذت كل دولة تحاول إبعاد شبهة الهزيمة عن نفسها، وترمي بالتهم ومسؤولية الفشل على أعوانها، وهو ما أدى إلى تعميق الخلافات بين هذه الدول وبعضها البعض التي ربما تصل إلى تفكك التحالف الدولي برئاسة أمريكا، فقد شهدت محافظة ادلب خلال الأيام الماضية تقدماً كبيراً للجيش السوري وحلفائه بالتزامن مع سيطرتهما على مواقع مهمة وإستراتيجية، بالرغم من تزايد الإمدادات للمتطرفين، لمساعدتهم وفك الحصار عنهم، لكن رغم كل هذه التحضيرات إلا أن حسم المعركة هناك أصبح أمرا وشيكا، وأصبح الجيش العربي السوري يسترجع الأراضي التي فقدها بعدما

كان مطوقاً من الإرهاب ومن تركيا وحلفائها. مجملاً....إن الرهان على إضعاف سورية وإسقاطها فشل وهي ترفع شارة النصر، فالتطورات الميدانية والسياسية تفيد بأن خطاب النصر الذي سيلقيه الرئيس الأسد قد بات قريباً جداً بغض النظر عن التوقيت، فالمؤشرات كلها اليوم في هذه الحرب تؤكد أن التنظيمات المتطرفة المسلحة ومن ورائها على عتبة النهايات .في هذا الإطار يمكنني القول أن اللعبة انتهت بالنسبة لأدوات تركيا في سورية وأصبحت ادلب ما بين انتصار وانتصار، وأن داعش والقوى المتطرفة الأخرى خُدعوا حين اعتقدوا أن هذه المدينة سهلة...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115