الرسميّة الّتي يؤدّيها رئيس عربي إلى سوريا منذ بدء الصراع. وانقطعت علاقات سوريا الدبلوماسية بالدول العربية ودول الاقليم ودول العالم باستثناء القلة القليلة منذ سنة 2011 اذ خيرت الدول العربية قطع علاقاتها بحكومة بشار الاسد.
وأظهرت صور رسمية الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله للبشير في المطار ، كما انعقدت محادثات في قصر الرئاسة تناولت أحدث التطورات في المنطقة وفي سوريا. وتأتي زيارة البشير في هذا التوقيت لتفتح الباب من جديد أمام امكانية استعادة دمشق لعلاقاتها مع دول الجوار وأيضا باقي الدول العربية في وقت تحقق فيه حكومة الأسد وحلفاؤها روسيا وإيران تقدما ميدانيا ملحوظا وأيضا على صعيد التسويات السياسية. يشار الى أنّ جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا في نوفمبر 2011.وبما ان الدول العربية أغلقت سفاراتها أو خفضت علاقاتها مع دمشق يعتبر متابعون ان التحدي الراهن امام الأسد هو محاولة اعادة تطبيع العلاقات مع سائر الدول العربية والدخول مجددا من بوابة العالم العربي. وقال بيان صادر عن الرئاسة السودانية إن الرئيسين السوداني والسوري «أكدا على أن الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». وعلى الجانب السوري قال بيان صدر عن الرئاسة السورية إن البشير أوضح «أن سورية هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية».
في نفس السياق تترقب الساحة الدولية نذر مواجهة حادة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بعد إعلان أنقرة عن هجوم مرتقب ستشنّه في مناطق شرق نهر الفرات في سوريا. وتأتي العملية العسكرية التي ستشنها أنقرة لضرب مسلحين أكراد تعتبرهم ‘’ارهابيين’’ في حين تدعمهم الولايات المتحدة الأمريكية .ولطالما اعتبر هذا الموضوع نقطة خلافية كبرى بين الطرفين الأمريكي والتّركي فيما يتعلّق بالصراع السوري.
ترقّب داخلي
في هذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ››المغرب›› أنّ زيارة الرئيس السوداني الى سوريا «يٌنظر إليها في دمشق كبداية تحرك عربي تجاه سوريا التي ترسم ملامح النصر على الإرهاب كما ينظر إليها كنوع من الوساطة وجس النبض المتبادل بين سوريا و دول عربية كانت فاعلة في طرف العدوان و تمويله على سوريا».
وأضاف أنّ المشهد السوري عموما في حالة ترقب لخطوات يقوم بها النظام التركي في المنطقة الشرقية للالتفاف على اتفاقات «استانة» وتأجيلها أو خلط اوراقها في ما يخص تحرير «ادلب». وبخصوص امكانية حدوث صدام امريكي تركي خصوصا بعد ان اعلنت انقرة انها اقدمت على الخطوة دون موافقة واشنطن أجاب محدّثنا أنه ليس هناك اي تحرك تركي دون تنسيق مع واشنطن ، مضيفا أن ما يروج على انه دون موافقة واشنطن فهذا ربما لحفظ خط رجعة واشنطن مع حلفائها الاكراد وفق تعبيره..واكد « ولا ننسى أن تركيا دولة مهمة في حلف الناتو و في النهاية لن تتخلى واشنطن عن التنسيق معها .فالتغيير الديمغرافي هدف واشنطن في الجزيرة السورية، وواشنطن تقود الأمور لصراع عربي كردي يثبت وجودها و سيطرتها على منابع النفط و الغاز هناك والسيطرة على منطقة عازلة تحاول استدامتها بين سوريا و العراق».
وبخصوص الدعم الامريكي للأكراد ومواقف حلفاء دمشق منه ، وامكانية تراجع امريكا عن ورقة الضغط قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة أنّ واشنطن ستبقي على دعمها للقيادات الكردية في المدن الداخلية في الجزيرة السورية اذ أنّ التدخل التركي سيشمل شريطا حدوديا بعمق معين، كما ان واشنطن لن تتخلى عن اوراقها هناك و لن تتخلى عن تواجدها إلا في حال صدام مباشر مع الجيش السوري و حلفائه أو عبر مقاومة مسلحة في مرحلة ما بعد تحرير ادلب وفق تعبيره .