الانتفاضة الفلسطينية الثانية ..فقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية باعتقاله في عام 2002، وحكمت عليه بالسجن لخمسة مؤبدات.. امضى اكثر من 17 عاما في سجون الاحتلال ولا يزال الى الان يناضل من قلب الزنزانة مدافعا عن الحق الفلسطيني .. الحقوقية الفلسطينية فدوى البرغوثي زوجة القيادي الاسير مروان البرغوثي تقول في حديثها الخاص لـ « المغرب» على هامش زيارتها لتونس ان قضية مروان البرغوثي هي قضية كل الاسرى الفلسطينيين مشيرة الى انها تسعى لتدويل قضية الاسرى في كل المحافل الدولية من اجل ايصال صوتهم للعالم اجمع وفضح الانتهاكات الصهيونية .
اين وصلت معركة تحرير المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي من سجون الاحتلال الاسرائيلي ؟
المناضل مروان البرغوثي امضى 17 عاما في سجون الاحتلال ، قضى منها الف يوم في زنزانة العزل الانفرادي بسبب تصريحاته او بياناته او نداءاته . ارادت اسرائيل ان تعزل صوت مروان البرغوثي عن الشارع الفلسطيني وان تعزله سياسيا ولكنها فشلت فشلا ذريعا ، واكبر مثال ان مروان البرغوثي ما زال يحظى بشعبية عالية في الشارع الفلسطيني ويسمع رايه وهذا رد على الاحتلال الذي اراد ان يعزله وهو اليوم موجود بسجن قريب من نتانيا مع 120 معتقلا فلسطينيا ويحاول الاسرائيليون عزلهم عن باقي الاسرى وليس فقط عن الشارع الفلسطيني لان الاسرائيليين يعلمون م تأثير المناضل مروان البرغوثي الكبير حتى على اخوانه الاسرى والشارع ..اعداد قليلة التقت مع المناضل خلال 17 عاما من ابناء الحركة الاسيرة الذين يتنقلون بشكل تلقائي في بعض الاحيان من سجن الى سجن ..نحن كعائلة ممنوعون من زيارته ، بعد اضراب الحرية والكرامة التي خاضته خيرة ابناء شعبنا الفلسطيني وصمد خلاله الاسرى صمودا اسطوريا بالرغم من العدوان الذي شن عليهم على مدى 22 يوما، وتعرض الاسرى خلاله لكل انواع القهر والتعذيب لكنهم لم ينهوا اضرابهم الا بعد ان تحققت بعض المطالب التي رفعوها .
على هذا الاساس قام وزير الامن الداخلي بمنعي من زيارة المناضل البرغوثي وهذه اول مرة يأخذ وزير الامن الاسرائيلي قرارا دون العودة الى المحاكم فيمنعوني من زيارة زوجي من عام 2017 الى غاية عام 2019 . ابنائي ايضا لم يلتقوا بوالدهم منذ 4 سنوات واكثر ولكن معنوياته عالية رغم كل شيء ..يقوم المحامي بزيارته مرة اسبوعيا ومن خلاله تأتينا اخباره ويطمئننا على صحته ..ومن خلال الرسائل التي يرسلها لنا نستشف منه قدرة هائلة على تذليل كافة العقبات الموجودة في السجن من اجل تحويل حياتهم الى امل وجهد وثقافة عالية ومحاولة لخلق بيئة داخل السجن فيها ثقافة ووعي وعلم معرفة.
كيف يمكن تدويل قضية مروان البرغوثي وباقي الاسرى الفلسطينيين عموما خاصة في ظل الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لأبسط حقوق الانسان؟
خضنا نضالا مريرا فيما يتعلق بقضية الاسرى وتدويلها وحماية شرعية قضية الأسرى، لان اسرائيل بكل ما تملك من قوة لدى الاعلام والعالم المتصهين والذي يدعم اسرائيل على حساب الحق الفلسطيني، حاولت ان تخوف المؤسسات الدولية والمنظمات ومؤسسات حقوق الانسان لكي تمنعهم من تناول موضوع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين، ووصمت نضالهم بالارهاب، وكأن من يقف الى جانب حقوق الانسان يدعم الارهاب.. هذا ما استطاعت اسرائيل ان تبثه. لكن نحن كفلسطينيين عملنا في الاتجاه المعاكس خاصة في حملتنا الدولية لحرية مروان البرغوثي وباقي الاسرى، فعملنا على دحض هذه الرواية وربط نضالنا بنضال الشعوب الاخرى في ايرلندا وامريكا اللاتينية وغيرها وبدأنا في حملة واسعة وصلت الى حد اخذ دعم 8 من الحائزين على جائزة نوبل للسلام ، دعمونا ورشحوا مروان البرغوثي لهذه الجائرة في سنة 2016 ...اليوم لدينا شراكة مروان البرغوثي للمدن الفرنسية واعطت مواطنة الشرف لمروان البرغوثي ..ونحن نحيي كل الذين عملوا معنا في هذه الحملة التي اطلقت من زنزانة الزعيم مانديلا.وفي ايرلندا ايضا اطلقنا حملة للتضامن مع المناضل مروان البرغوثي وانتشرت بشكل كبير ونقول دائما ان تكريم المناضل مروان البرغوثي هو تكريم لكل المعتقلين والأسرى الفلسطينيين ومنهم حوالي 100 طفل.
من خلال تواصلكم غير المباشر معه عبر الرسائل ، كيف ينظر مروان البرغوثي الى ما يحصل في فلسطين خاصة الانقسام الحاصل وما هي رسالته؟
موقف البرغوثي واضح قبل اعتقاله، لقد كان مؤمنا بالشراكة الحقيقية ما بين الفصائل الفلسطينية. وقبل اعتقاله كان ينسق بين القوى الوطنية والاسلامية جميعا وكان يترأس اجتماعاتهم وينسق معهم من اجل فعاليات الانتفاضة الفلسطينية المباركة وبعد اعتقاله لا يزال يلعب هذا الدور من وراء الزنزانة . كان محزنا وكارثيا بالنسبة اليه موضوع الانقسام الفلسطيني وكان دائما يرفع شعار الوحدة الفلسطينية وانه لا يمكن لشعب مشتت ان ينتصر. ونحن بالرغم من عذاب امهات الاسرى سنظل نواصل من اجل ان نحقق الانتصار ..ولكن حالة الانقسام لا تساعد على ذلك ويسعى مروان البرغوثي من خلال تواصله مع الفصائل خارج السجون او من رسائله الدائمة ان يقول ان المتسبب في الانقسام هو المتسبب في ضياع القضية الفلسطينية.