لاحياء الذكرى الرابعة لعملية الكرامة التي اعلنها الضابط المتقاعد حفتر لمحاربة الجماعات الارهابية . وتصادف الذكرى الرابعة الخامس من ماي القادم ، وعلى هامش تلك الاحتفالات سوف يجري تخريج الدفعة 51 من طلبة الكلية العسكرية توكرة . و لم تتسرب اية معلومات عن حالة حفتر الصحية و عما اذا كانت حالته تتحسن ام انها مازالت حرجة ، كما لا يعرف ان كان من الممكن لحفتر مواكبة احياء الذكرى الرابعة للكرامة ام لا.
و كان رئيس الاركان العامة الناظوري اعلن الاسبوع الماضي عودة حفتر خلال يومين، غير ان الفترة انقضت و لم يعد حفتر الذي كان اصيب بجلطة دماغية منذ 3 اسابيع و نقل الى احد المستشفيات الباريسية وسط تكتم شديد. و تضاربت الانباء حول وضعه الصحي او حتى نوع اصابته . مما اشعل حرب الاشاعات بين الشق الداعم لحفتر والرافض له. الى درجة ان الاطراف الرافضة لبقاء القائد العام على رأس الجيش سربت خبر وفاته في اكثر من مناسبة طارحة اسماء بديله عنه و مؤكدة ان مرحلة حفتر انتهت. و بقطع النظر عن عودته الى ليبيا قريبا من عدمه تبعا لتطور حالته، فان اغلب المهتمين بالشان الليبي يذهبون للتاكيد بان حالة المعني مازالت لم تستقر و انه يعاني من عجز حال دون ظهوره حتى عبر تسجيل صوتي يرد فيه على اشاعة وفاته.
التكتم على حالة حفتر الصحية و كشف حقيقة اصابته تحرص عليه الدول الكبرى لفتح المجال لليبيين لايجاد بديل عنه. و تتخوف تلك الدول من تداعيات اعلان انسحاب حفتر المفاجئ من المشهد سيما مع ضعف المؤسسة العسكرية التابعة للرئاسي.
ملتقى شامل لليبيين
الى ذلك، كشف السفير مفتاح الميسوري مسؤول العلاقات الخارجية باللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع في نسخته الاصلية بان مقترح وفكرة انجاز هكذا مؤتمر او ملتقى شامل انطلق الاعداد لها منذ 2013 من طرف شخصيات ليبية في تونس. وعند تعين المبعوث الحالي ممثلا خاصا للامين العام للامم المتحدة لدى ليبيا وعندما جاء غسان سلامة الى تونس وقبل ذهابه الى ليبيا التقى عددا من اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الجامع وطلب توضيحات بشأن تفاصيل المؤتمر. واردف الميسوري في حوار له مع فضائية الحدث المحلية:”بعد ذلك اللقاء مع سلامة، جرى لقاء ثان اشترطت فيه اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع رفضها تدخل او تواجد السفراء الاجانب في فعاليات المؤتمر والاختصار على الاطراف الليبية
وأكد الميسوري ان هذا المسار لا يعني الجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الجامع في نسخته الاصلية. الميسوري اشار الى ان لجنته اتصلت بكل الحساسيات و المكونات المحلية من عمداء بلديات ومجموعات مسلحة ومجلس النواب و القبائل ، و ان كل جهة عينت ممثلا عنها في المؤتمر. ولكن المبعوث الاممي كان له راي مخالف ربما بسبب وجود ضغوطات دولية عليه حالت دون قبوله النسخة الاصلية للمؤتمر الوطني الجامع . ويرى متابعون لعمل واداء بعثة الامم المتحدة للدعم لدى ليبيا او غيرها من بعثات الامم المتحدة في الدول التي تعرف ازمات مماثلة بان رئيس البعثة على اتصال دائم بسفراء الدول الكبرى و المؤثرة في الازمة و ذات المصالح في بلد الازمة.
فعلى سبيل الذكر نجد سلامة و قبله كوبلر و برنار دينو يلتقون السفراء الاجانب و تحديدا سفراء بريطانيا ايطاليا وفرنسا اكثر مما يلتقون الاطراف المحلية . تدخل هؤلاء السفراء في الشان الداخلي وعمل البعثة الاممية امتد الى كل المجالات من ذلك اجتماع غسان سلامة الاسبوع الماضي مع سفير ايطاليا لدى ليبيا من اجل بحث صيانة المدينة العتيقة- طرابلس- . الملاحظون يرون ان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة هو المسؤول رقم واحد لتنفيذ مبادرة الامم المتحدة لحل الازمة الراهنة وهو معين من طرف الدول دائمة العضوية بالامم المتحدة. و تلك الدول لها مصالح في ليبيا و بالتالي من البديهي ان يخضع سلامة و غيره من الممثلين للامم المتحدة الى ضغوطات الدول العظمى.