يأتي ذلك في ظل التطورات الاخيرة التي شهدها الاقليم ،وكذلك دعوة مجلس الامن الحكومة العراقية وقادة الاكراد لإجراء مباحثات لإنهاء الازمة التي تسبب بها الاستفتاء على استقلال كردستان العراق الشهر الماضي. والمعلوم ان عرض قادة الاكراد بتجميد نتيجة الاستفتاء لاقى رفضا من قبل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مطالبا بالغائه ، ما يضع تساؤلات عديدة حول مآلات الأزمة الراهنة وتداعياتها على وضع العراق والمنطقة.. كسب الوقت في هذا السياق يعتبر الباحث والكاتب العراقي قاسم آل جابر رئيس منظمة الأنوار لتنمية الشباب لـ «المغرب» ان ما يسمى -بالمبادرة الكردستانية التي أطلقتها حكومة إقليم الشمال ورئيسها منتهي الولاية مسعود البرزاني حول تجميد الاستفتاء وليس الغائه كما تطالب بغداد- هو فخ آخر وخدعة جديدة من أجل كسب الوقت حتى موعد الانتخابات البرلمانية القادمة في شهر افريل 2018 . وقال ان هذا ما ترفضه بغداد تماما وغير قابل للتفاوض أو الحوار حتى الغاء الإستفتاء وتسليم المطلوبين وعودة البيشمركة التابعة للبرزاني إلى حدود ما قبل 2003 وتسليم المنافذ الحدودية والمطارات والكشف عن مصير أموال النفط التي كان الإقليم يصدرها خارج السلطة الاتحادية . وعن مآل الأزمة بين الاقليم وبغداد اضاف :«اتوقع أن تستمر الأزمة بين المركز والإقليم مع وجود حراك سياسي ومطالب شعبية باستقالة حكومة الإقليم بعد استعادة المناطق المشتركة وفرض حضر للطيران، وغلق الحدود من الجانب التركي والإيراني».
وأضاف بالقول :«في جانب آخر وضعت الحكومة العراقية خطة أمنية لاستعادة آخر المناطق التي يسيطر عليها داعش في القائم وراوة التي يتحصن فيهما التنظيم الإرهابي بعد أن تم سحقه في الموصل والانبار وصلاح الدين والحويجة». نهاية داعش ؟ وعن تواجد داعش الارهابي في العراق اجاب :«قد نستطيع القول أن داعش الارهابي انتهى عسكريا وبات القضاء عليه نهائيا مسألة وقت ليس بالكثير . وربما في الأيام القليلة القادمة سنشهد انطلاق العمليات العسكرية وإعلان العراق خال من العصابات الإرهابية بشكل كامل، والبدء بإعادة النازحين وإعادة الأعمار وتقديم الخدمات التي بدأت فعليا في أغلب المناطق المحررة».
وأوضح ان الحكومة العراقية منفتحة على الجميع وخاصة الدول العربية التي أبدت استعدادها لدعم العراق وإعادة إعمار المناطق المحررة مشيرا الى ان الجولة العربية الأخير لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هي أيضا ضمن خطط الحكومة للحصول على دعم عربي ودولي لإعادة الأعمار والبناء وتعدد الموارد وبناء شراكات مع دول الجوار وبناء عراق خال من الفساد والتطرف والإرهاب». اما عن مصير وحدة البلد في ظل التحديات والصعوبات الاقتصادية والأمنية والسياسية القائمة يتابع بالقول:«العراق اليوم أكثر قوة وتماسكا ولا خوف على وحدة في ظل وجود قوة عسكرية ضاربة مصنفة على أنها ثالث قوة عربية متمثلة بجهاز مكافحة الإرهاب والجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي».