صبري سابقة تاريخية خطيرة تحصل منذ خمسة عقود...
وحقيقة الحال فان الاستهداف الاسرائيلي للأقصى لم يبدأ امس بل انطلق مع الحفريات الصهيونية التي حاولت العبث بأساسات المسجد المقدس ، وكذا مع محاولات الكنيست استصدار قانون التنظيم المكاني لأوقات الصلاة في الاقصى..
على مدى العقود الماضية ورغم كل يمتلكه المحتل من اسلحة وعتاد ورغم كل الدعم الخارجي .. فشل الاحتلال في اسكات اجراس القدس ومآذنها فظلت الصلاة ترفع باسم السلام ..باسم القدس .. لكن تجاهل الدول العربية للقضية الام ، جعل المحتل يتمادى في صلفه وجبروته ليصوب سلاحه ضد الاقصى المبارك محاولا اسكات صوت الاذان ومنع الصلاة في سابقة تاريخية خطيرة ولها اكثر من دلالة .....اذ هناك محاولات اسرائيلية لقلب الطاولة والمعادلات وايقاف اي طريق يؤدي الى قيام دولة فلسطينية قائمة الذات عاصمتها القدس الشريف ..لذلك فان تأجيج وتصعيد الوضع في القدس يدخل في الاطار نفسه ...
من أجل العودة الى نقطة الصفر ... واعتقال مفتي القدس وضربه هي محاولات جديدة لإسقاط آخر قلاع الهوية الفلسطينية واسكات كل نفس فلسطيني ..
ولعل السؤال الذي يطرح ،هل يمكن التعويل على موقف عربي لإيقاف الانتهاكات الاسرائيلية ؟ وهل الدول العربية المنخرطة في حروب عبثية فيما بينها ستلتفت وتعطي الاهتمام نفسه لقضية القدس والأقصى؟..
اليوم وبعد مضي حوالي 70 سنة من الاحتلال ومن النكبة ...نجد انفسنا امام نكبات جديدة وحروب اهلية باتت فيها الدول العربية توجه اسلحتها نحو الداخل ولم تعد «اسرائيل» هي العدو الاول ولا فلسطين هي أم القضايا .. لذلك فان المعركة اليوم هي معركة المقدسيين بكل ما يمتلكونه من ارادة لإعادة النور الى الاقصى ...لرفع صوت الأذان عاليا من اولى القبلتين وثالت الحرمين الشريفين ليصل الى كل الربوع ..
صوت الاقصى لن يسكت ..وأجراس الكنائس لن تتوقف ..مادام هناك شرفاء حاملون للأمانة ..مادام هناك ابطال مستعدون لدفع اثمان باهظة من دمائهم وارواحهم ليبقى الاقصى هو البوصلة ...