وباتت بريطانيا خلال الآونة الأخيرة مسرحا لسلسلة عمليات ارهابية أخطرها تلك التي استهدفت المارة على جسر لندن في الثالث من جوان الماضي. فهذه العملية تبدو في واقع الأمر بمثابة رد فعل على هجمات تبناها تنظيم داعش في بريطانيا. المؤشر الى ذلك ما قاله احد شهود العيان من ان سائق العربة قال انه يريد قتل المسلمين. ايضا طريقة تنفيذ الهجوم عن طريق الدهس توحي بان المهاجم أراد ان يقول اننا ندهسكم مثلما تفعلون بِنَا».
وبحسب الاعلامي والباحث اللبناني كميل الطويل المقيم في لندن :«هذا الهجوم ليس الاول الذي يتعرض له مسلمون في بريطانيا على أيدي عنصريين. في السابق حصلت اعتداءات على مساجد وتم نزع حجاب مسلمات ووصل الامر الى حد القتل (جريمة القتل التي ارتكبها طالب أوكراني ضد مسلم لمجرد انه مسلم). تتصاعد ردود فعل الذين يكرهون المسلمين كلما حصل هجوم ارهابي يستهدف مدنيين في بريطانيا. لكن ذلك يبقى في إطار محدود والشرطة لا تتساهل مع اعمال عنصرية مهما كانت الجهة التي تقوم بها. الخوف هو انه كلما نجح هجوم ارهابي يقوم به داعش قويت شوكة العنصريين الذين يعتبرون المسلمين طابور خامس يتسامح مع الاٍرهاب وفِي هذا تعميم كبير لان جزءا من الهجمات الإرهابية هنا تم إحباطه نتيجة تعاون مجتمع المسلمين مع اجهزة الأمن».
والمفارقة ان تصاعد عمليات العنف والإرهاب التكفيري تدفع ثمنه الجاليات المسلمة مرتين ، اذ ان ضحايا هذه العمليات الارهابية ايضا من الجاليات المسلمة والمهاجرين ، اضافة الى انهم باتوا الشريحة المستهدفة من العمليات الانتقامية التي ينفذها بعض المتطرفين. وهناك خشية من ان تكون هذه العملية بداية لعمليات انتقام من الابرياء من الجاليات الإسلامية في اوروباخاصة و ان اليمين المتطرف يتعاظم نفوذه في القارة العجوز. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ،هل سيضيف الغربيون هذا العمل الى خانة الارهاب؟ ام انه سيقع اعتبار الحادثة جريمة حق عام و يتم تجاوزها دون ان تأخذ حظها في الاعلام الغربي مثل العمليات الارهابية التي يرتكبها منتمون الى الاسلام؟