خلاف بين إسبانيا و إيطاليا حول ملف المهاجرين

إندلعت أزمة دبلوماسية بين إسبانيا و إيطاليا في شأن استقبال بواخر النجدة المحملة

بالمهاجرين اثر تصريح جاء على لسان وزير خارجية إسبانيا جوزيب بورال وصف فيه الموقف الإيطالي بـ”الوقح”. و كانت إسبانيا قد استقبلت باخرة “آكواريوس” التي رفضت روما دخولها لموانيها في صقلية في شهر جوان الماضي. و توترت العلاقات بين الطرفين بعد تعنت ماتيو سلفيني وزير داخلية إيطاليا في الاجتماع المخصص من قبل بروكسل لطرح الحلول الممكنة لقضية استقبال المهاجرين.

و كان ماتيو سلفيني، وزير داخلية إيطاليا، قد اقترح أن «تستقبل إسبانيا 4 بواخر متتالية بسبب عدم وفائها بوعودها في استقبال 3265 طالب لجوء في حين لم تستقبل سوى 235 منهم». ووجه نقده كذلك لفرنسا التي لم تستقبل من إيطاليا إلا 640 لاجئ في حين حصتها ترتفع إلى 9816. و اعتبر وزير خارجية إسبانيا أن «الأزمة أخطر من أزمة اليورو» و أنها تتطلب حلا أوروبيا على المستوى البعيد تشارك فيه كل الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي.

و اعتبر بوريل في لقاء مع الصحافة الأوروبية أن «قطع طريق ليبيا أمام المهاجرين غير منطقي وهو يمثل مشكلة أعمق من تلك التي تواجهها بلدان شرق أوروبا». و ترفض الدول الشرقية استقبال قسطها من المهاجرين حسب إتفاق دبلن الذي ينظم استقبال اللاجئين و المهاجرين في أوروبا. و أضاف بوريل أن الإتحاد الأوروبي عليه أن «يجسم سياسة في موقع انطلاق المهاجرين « أي في الدول المصدرة للهجرة. عكس ذلك هو أن تواصل الدول تحويل الضغط من جهة إلى أخرى.

إسبانيا تستقبل باخرة جديدة
و قررت الحكومة الإسبانية استقبال باخرة أخرى، «أوبن آرمز» ، يوم 2 أوت محملة بـ 87 مهاجر جلهم من السودان و من السودان الجنوبي فارين من «جحيم دارفور». و قررت فرنسا استقبال 20 منهم بعد أن قبلت 45 لاجئ كانوا على متن «آكواريوس». و تصبح هكذا إسبانيا أول بلد في جنوب أوروبا من حيث عدد اللاجئين القادمين من إفريقيا. و حسب إحصائيات المنظمة العالمية للهجرة فقد سجلت إسبانيا قبول 24 ألف مهاجر منذ بداية هذه السنة. وهو رقم يفوق ما تم تسجيله بالنسبة لعام 2017.

ويعتبر الخبراء في شأن الهجرة و اللجوء أن إيطاليا أطلقت صيحة فزع مثلت تحديا لأوروبا التي لم تجد حلا جماعيا لمشكلة موجات المهاجرين القادمين من ليبيا بعد أن نجحت عام 2015 في إدارة موجات اللاجئين القادمين من الشرق بالتعاون مع تركيا. أما في قضية الحال فإن هنالك إجماع على أن دول جنوب المتوسط هي التي تتحمل العبء الكامل في استقبال الوافدين . وأن أمام رفض الدول الشرقية و الدول الأوروبية الكبرى تحمل مسؤولياتهم في استقبال حصتهم من اللاجئين فإن الحكومة الإيطالية سوف تواصل سياسة غلق موانيها بما أنها تتمتع بمساندة تكاد تكون عامة من قبل الرأي العام الإيطالي . وهو في آخر المطاف ما يرفع أسهم اليمين المتطرف الذي يظهر، و لو بصورة فجة و غير انسانية، قدرته على منع موجات المهاجرين من دخول الأراضي الإيطالية. وهو ما عبر عنه بوضوح ماتيو سلفيني عندما صرح للصحافة «إن يوجد في أوروبا أحد يعتقد أن إيطاليا سوف تصبح مركزا للاجئين فهو مخطىء».

الموقف الإيطالي يحتم على دول الإتحاد الأوروبي نحت تصور شامل للمستقبل. وهو ما عبر عنه وزير خارجية إسبانيا الذي أكد على ضرورة نقاش مسألة « 200 مليون ساكن في منطقة الساحل سوف يتنقلون في الثلاثين سنة المقبلة» نحو أوروبا. مشكلة مستقبلية تتطلب حلولا عاجلة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115