خبراء يحذرون:" التفوق في الذكاء الاصطناعي يرجح كفة الصين.. بكين لم تعد تقلد"

أكد المدير التنفيذي السابق لشركة "غوغل" إريك شميدت والمحللة المتخصصة في الشأن الصيني سيلينا شو أن الصين باتت

إما على قدم المساواة مع الولايات المتحدة أو بدأت تتفوق عليها في عدد من التقنيات، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن هذه الطفرة التكنولوجية تعد تحولا استراتيجيا في ميزان القيادة العالمية.

وأفاد الكاتبان في مقال نشر في صحيفة 'نيويورك تايمز'، أن "الصين طورت ميزة حقيقية في كيفية نشر التكنولوجيا وتعميمها وتصنيعها"، مؤكدين أن من يتبنى التكنولوجيا وينشرها بأسرع وقت هو من ينتصر.

وأوضح شميدت وشو أن المشهد التكنولوجي في الصين تغير بشكل ملحوظ خلال فترة قصيرة، لافتين إلى أن "أحاديث العشاء باتت تهيمن عليها نقاشات حول ديب سيك وغيرها من روبوتات المحادثة الذكية"، بينما أصبحت الطائرات بدون طيار، والسيارات الكهربائية، والروبوتات الراقصة جزءا من الحياة اليومية الصينية.

وأشار المقال إلى أن النماذج الصينية للذكاء الاصطناعي، ومنها نموذج DeepSeek V3، باتت تضاهي النماذج الأمريكية، بل كانت، حسب بعض المعايير، أفضل نموذج غير استدلالي، موضحا أن "شركات الذكاء الاصطناعي الصينية وسعت نفوذها من خلال توزيع نماذجها بحرية للاستخدام والتنزيل والتعديل من قبل العامة".

كما لفت الكاتبان إلى أن تطبيقات صينية مثل "Temu" و"TikTok" أصبحت من بين الأكثر تحميلا عالميا، وقالا: "ليس من الصعب تخيل مراهقين حول العالم مدمنين على التطبيقات والرفقاء الافتراضيين الصينيين".

وأشارا إلى أن الاقتصاد الرقمي الأمريكي بلغ 2.6 تريليون دولار عام 2022، أكدا أن الحفاظ على هذه الهيمنة يتطلب "اختيار البنية التكنولوجية الأمريكية من قبل العالم: الخوارزميات، التطبيقات، والعتاد، وليس الصينية".

وأضاف المقال أن الصين تحولت خلال 12 عاما من "أمة مقلدة" إلى قوة تكنولوجية، موضحا أن شركة Xiaomi سلّمت 135,000 سيارة كهربائية في العام الماضي، بينما تخلت Apple عن مشروعها في هذا المجال رغم استثمارات ضخمة دامت عقدا كاملا.

ووفق شميدت وشو فإن الصين الآن في سباق لنشر الروبوتات على نطاق واسع، مشيرين إلى أن البلاد قامت في عام 2023 بتركيب عدد من الروبوتات الصناعية يفوق كل الدول الأخرى مجتمعة.

ورغم أن الصين لا تزال متأخرة في مجال أشباه الموصلات، وتواجه تحديات اقتصادية، إلا أن الكاتبين حذرا من التقليل من عزيمة الحكومة الصينية على تحمل الألم الاقتصادي قصير الأمد في سبيل الهيمنة التكنولوجية.

وحول السياسات الأمريكية، أشار المقال إلى أن فرض القيود على تصدير الرقائق للصين لم ينجح في إبطاء تقدمها، بل كان دافعا إضافيا للابتكار.

ونقل الكاتبان عن أحد الحاضرين في لقاء بالصين قوله ساخرا: "يجب على أمريكا أن تفرض عقوبات على فريق كرة القدم الرجالي لدينا أيضا حتى يتحسن.

وختم المقال بتحذير واضح من أن "الفصل التالي من سباق الذكاء الاصطناعي سيكون معركة شاملة على جميع الجبهات"، مؤكدا أن أمريكا ستحتاج إلى كل ميزة تملكها لمواجهة التقدم الصيني المتسارع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115