أما على مستوى مؤشري الثقة والمستقبل بالنسبة للشخصيات السياسية فقد تفوق مرة أخرى ناجي جلول وزير التربية على كل منافسيه وبفارق كبير للغاية...
مازال أغلب التونسيين يعتبرون أن البلاد تسير في الطريق الخطإ رغم انخفاض هذه النسبة من 63,7 % في شهر أفريل إلى 62,2 % في شهر ماي.. ويعود هذا الانخفاض بالأساس إلى ناخبي نداء تونس الذين انخفضت نسبة تشاؤمهم بأكثر من ست نقاط في حين لم تنخفض هذه النسبة إلا بنقطتين عند القاعدة الانتخابية النهضوية...
نسبة التشاؤم مرتفعة بالأساس في ولايات تونس الكبرى (تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة) والشمال الشرقي (بنزرت وزغوان ونابل) وصفاقس والجنوب الغربي (قفصة وتوزر وقبلي) وهي في حوالي الثلثين في كل هذه الجهات ويبقى الجنوب الشرقي (قابس ومدنين وتطاوين) المنطقة الأقل تشاؤما (50,6 % فقط) تليها ولايات الشمال الغربي (باجة وسليانة والكاف وجندوبة) بــ 52,8 % ونلاحظ أيضا انخفاضا ملموسا في منسوب التشاؤم في ولايات الوسط الشرقي (سوسة والمنستير والمهدية).
والواضح هنا أن التباين الهام في نسب التفاؤل بين مختلف جهات الجمهورية لا يخضع لمحددات اقتصادية واجتماعية مباشرة بل إلى تنوعات ذهنية وانثروبولوجية معقدة تعطي تلونا خاصا لمختلف جهات البلاد...
عندما ندرس المتغيّر الجيلي في نسب التشاؤم نجد أن الفئة العمرية الأكثر تفاؤلا هي فئة الكهول الأربعينيين (من 41 إلى 50 سنة) وهي الفئة العمرية الوحيدة التي تكاد تتعادل فيها نسبتا التشاؤم والتفاؤل، أما الفئات الأكثر تشاؤما فنجدها في طرفي السلم العمري... فئات الشباب وخاصة من هم في بداية حياتهم العملية (31 - 35 سنة) وكذلك فئة ما فوق ستين سنة.. ولهذه المفارقة تفسير أولي مفادها أن الكهول النشيطين (36 - 59 سنة) هم الذين يعتقدون بأن لديهم تأثيرا إيجابيا إلى حد ما على حياتهم اليومية وعلى الحياة العامة أيضا بينما يفقد هذه الثقة النسبية من غادر الحياة العملية أو من لم يدخلها بعد...
والطريف أننا لا نجد في المتغيرين الجنسي والاجتماعي فوارق تذكر.. فالرجال أكثر تشاؤما من النساء بثلاث نقاط فقط بينما نجد أن الطبقة المرفهة وكذا الطبقة الوسطى العليا هما الأكثر تشاؤما مقارنة بالطبقة الوسطى السفلى وبالطبقة الشعبية ولكن وفي كل الحالات يبقى الفارق دون أربع نقاط...
الثقة مرتفعة نسبيا في رأس السلطة التنفيذية
يبقى منسوب الرضا على الأداء مرتفعا في رأس السلطة التنفيذية رغم غلبة التشاؤم على النفوس.. والملاحظ أن رئيس الجمهورية هو المستفيد الأبرز عندما نقارن بين منسوبي الثقة الكبيرة إذ نجد أن الفارق بين صاحب قرطاج وصاحب القصبة هو في مستوى عشر نقاط كاملة... وما يمكن أن نضيفه هو الاستحسان الذي وجده حوار رئيس الدولة ودعوته إلى حكومة وحدة وطنية فالفرق يصل إلى مستوى ثماني نقاط بين العينة المستجوبة قبل الحوار (اثنتان تقريبا) والثلث المستجوب بعده...
ولكن رغم هذا يبقى خمس التونسيين غير راضين بالمرة على أداء رئيس الجمهورية بينما تنزل هذه النسبة إلى 16 % بالنسبة لرئيس الحكومة.
ناجي جلول في الصدارة مرة أخرى
مازال ناجي جلول هو الشخصية السياسية التي تتمتع بأهم منسوب من الثقة الكبيرة... وهو لم يكتف بالمحافظة على الصدارة بل عمّق الفارق بينه وبين ملاحقيه المباشرين الباجي قائد السبسي وعبد الفتاح مورو بسبع نقاط كاملة...
الحبيب الصيد مازال محافظا على المركز الرابع بـــ 36 نقطة متأخرا بـــ 12 نقطة على وزير التربية ويختم خماسي الطليعة مرة المهدي جمعة ولكن يتأخر بعشرين نقطة عن صاحب المركز الأول...
أما في بقية المراكز فلا جديد يذكر سوى احتلال محسن مرزوق وسليم الرياحي والهاشمي الحامدي وحافظ قائد السبسي وفوزي اللومي المراتب الخمس الأخيرة...
وعندما نرى مؤشر الثقة الكبيرة عند القاعدة الانتخابية الندائية نرى.....