في بيانها الأخير تشدد فيه على الالتزام التام بتحييد أجهزة الدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها رئاسة الحكومة عن التوظيف الحزبي. يأتي ذلك قبل فترة قصيرة من اقتراب موعد الاعلان عن المشروع السياسي الجديد للشاهد، في المقابل يؤكد انصار الشاهد على ان منافسهم في الانتخابات القادمة هو حركة النهضة ...
خصص بيان مجلس شورى النهضة في دورته الاخيرة المنعقدة نهاية الاسبوع الماضي احدى نقاطه لتوجيه رسالة الى رئاسة الحكومة يوسف الشاهد تشدد على النأي بالمؤسسة عن التوظيف الحزبي يأتي ذلك بعد حوار رئيس الحكومة التلفزي وان المشروع السياسي الجديد استعدادا للانتخابات المقبلة اصبح واقعا وجاء في بيان الشورى تأكيد المجلس أهمية الاستقرار الحكومي لمجابهة المخاطر والتحديات الماثلة وضمان المناخ الملائم لاستكمال المسار الديمقراطي مع الالتزام التام بتحييد أجهزة الدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها رئاسة الحكومة عن التوظيف الحزبي «وتابع في نفس السياق “كما ينبه المجلس الى ضرورة تجنب خطاب الاستقطاب الذي لا يساعد على بناء الثقة المتبادلة بين مختلف المكونات السياسية والتنافس النزيه حول البرامج التي تنفع المواطنين وتساهم في رقي الوطن».
وفي هذا السياق اوضح عماد الخميري الناطق الرسمي باسم حركة النهضة لـ«المغرب» ان الحركة تؤكد منذ مدة ان المرحلة الانتقالية تحتاج الى حيادية مؤسسات الدولة وانه بقدر المطالبة بالاستقرار الحكومي باعتبارها مصلحة وطنية فان الحركة تعتبر انه يجب على الحكومة التوجه نحو الانكباب على مشاغل المواطنين واهتمامات التونسيين وعلى الفعل الاقتصادى والاجتماعي والاستجابة الى مشاغلهم وان يقع ابعاد اجهزة ومؤسساتها عن الصراعات السياسية وذلك ياتي في اطار التأكيد لما سبق الاعلان عنه سابقا. اما في ما يتعلق بمواصلة الشاهد على راس الحكومة في الوقت الذي يتم فيه الاعداد للمشروع السياسي الجديد، قال الخميري ان النهضة لم تدخل في التفاصيل ولكنها تطالب بالالتزام بالمبدأ وهو حياد مؤسسات الدولة عن الصراعات السياسية وان تكون على نفس المسافة من الجميع وان تكون للأحزاب امكانيات متكافئة غير مستندة إلى اجهزة الدولة.
هذا التأكيد من مجلس شورى النهضة والتذكير جاء في خضم الحديث عن قرب الاعلان عن حزب الشاهد ودعوته «للديمقراطيين والتقدميين والنظاف» للالتقاء حول مشروع سياسي جديد وانطلاق اجتماعاته الجهوية تحت اشراف المدير السابق للديوان الرئاسي سليم العزابي مصحوبا بنواب من كتلة الائتلاف الوطني ووزراء ...وقد غيرت النهضة التوجه من تجديد الدعم للحكومة الى التأكيد على اهمية الاستقرار الحكومي في نهاية هذه السنة وان يكون عنوان سنة 2019 التي ستعرف محطات انتخابية كبرى الالتزام بالمبدإ وهو «الحياد».
والتنبيه إلى خطاب الاستقطاب وقد بيّن الخميري ان الخطاب السياسي لا يجب ان يقوم على اسس عقائدية او ايديولوجية بل يجب ان يكون من خلال تقديم برنامج يعالج مشاكل ومشاغل التونسيين والتنافس على تلك الاسس وليس على اسس خطاب يقسّم التونسيين.
ويشدد الطرف الاخر أي كتلة الائتلاف الوطني او اصحاب المشروع الجديد على ان النهضة منافسهم في الانتخابات المقبلة وأنّ اتفاقهم الراهن مع النهضة اضطراري لتسيير دواليب الدولة وان هذا التشارك مع النهضة سينتهي بانطلاق الانتخابات حسب ما جاء على لسان النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الصحبي بن فرج في اذاعة موزييك امس.