خلال هذه الفترة : قطاعية وسياسية واجتماعية الإضرابات والاحتجاجات متواصلة ضد حكومة الشاهد

خلال السنوات الاخيرة عرفت هذه الفترة من نهاية السنة وبداية السنة الجديدة «بالأجواء المتوترة» والساخنة» من الاحتجاجات

على قانون المالية ورفض بعض القرارات الى احتجاجات اجتماعية عمت تقريبا مختلف الجهات السنة الماضية الى الاضرابات والاحتجاجات القطاعية للنقابات... ولئن كان ابرزها هذه السنة قد انطلق بإضراب قطاع الوظيفة العمومية في 22 من نوفمبر الماضي فقرار «المقاطعة» بالنسبة للتعليم الثانوى والإعدادي الى الازمة بين اتحاد الأساتذة الجامعيين اجابة ووزارة التعليم العالي ، الى رفض الزيادة في تعريفة الكهرباء المخصصة للصناعيين فرفض نواب كتلة النداء لصندوق الكرامة وتقديم طعن في الفصل المتعلق بهذا الصندوق فإنّ قرار الاضراب العام يوم 17 جانفي يظل الأبرز الى حين إلغائه وايجاد حل بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل.

الاشكال او الأزمة الأبرز اليوم هي المتعلقة بمقاطعة الامتحانات بالنسبة لتلاميذ الاعدادي والثانوي تنفيذا لقرار الجامعة العامة للتعليم الثانوى والذي انسحب على الاسبوع ما قبل المغلق والمغلق ولئن كانت نسب نجاح المقاطعة متفاوتة بين جهة واخرى ولكنها تعتبر اشكالا خاصة وان الوزارة اكدت ان مجال الامتحان محدد وفق رزنامة مدرسية ولا يمكن تجاوزها ، الازمة بين الحكومة وبين نقابة التعليم الثانوى تطورت في السنة الماضية الى قرابة نهاية السنة الدراسية وقد اكد وزير التربية في تصريح اعلامي انه كان لها تاثير، و الى حين جلوس الطرفين الى طاولة المفاوضات فان النقابة لن تتراجع عن قرارها.

في الاطار ذاته وليس بعيدا عن قطاع التعليم تواجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اشكالية مع اتحاد «اجابة» الذي يمثل حوالي 30 بالمائة من المؤسسات الجامعية والذي يهدد بنفس سيناريو السنة الماضية واستعمل ورقة السنة البيضاء، انطلق اتحاد اجابة في سلسلة من التحركات على غرار الاضراب الاداري بعدم تسليم مواضيع الامتحانات بالنسبة للدورة الرئيسية ومواصلة حجب اعداد الاشغال التطبيقة و الامتناع عن إعطاء تقارير البحث السنوية الفردية بالنسبة للأساتذة الباحثين في كلّ مراكز البحث العلمي....

من بين الاحتجاجات الاخرى على الوزراء نذكر استنكار المكتب النقابي للمركز الوطني للإعلامية السياسة المتواصلة لتهميش المركز من خلال ما صرّح به وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي في مجلس نواب الشعب عند مناقشة ميزانية الوزارة يوم 30 نوفمبر 2018، حيث أكد نيّته في حصر دور المركز الوطني للإعلامية في الإيواء وتشغيل المنظومات الوطنية فقط مدّعيا أن نشاط المركز فعليا يقتصر على ذلك واعتبر المركز ان ذلك إزدراء للمجهود الذي يقوم به موظفو المركز في حين أن الكفاءات التي يدّعي أنها تدفع بتجسيم مشاريع المخطط الرقمي تعتمد على عمل إطارات المركز الوطني للإعلامية في عديد المرّات .

من ناحية اخرى عبرت منظمة الاعراف عن رفضها للزيادة في الكهرباء والغاز باكثر من 45 % وامتنع عدد من الصناعيين عن تسديد الفواتير ووفق آخر تصريح لنائب رئيس منظمة الاعراف امس لاذاعة موزييك فان رئيس الحكومة تفهم موقف الصناعيين وإقتنع بضرورة التعديل في القرار، كما قبل مزيد النقاش في إتجاه التراجع عن هذه الزيادة، قائلا «الصناعيون غير قادرين على خلاص الفواتير.. ولهذا رفضوا ونحن ساندناهم».

اجتماعيا يعتصم اصحاب الشهائد العليا في بعض الجهات ويحتج اهالي قابس على التلوث وعلى التأخير في تنفيذ قرار تفكيك الوحدات الملوثة بقابس التابعة للمجمع الكيميائي التونسي ونقلها خارج مناطق العمران ..واعلن مجمع التنسيقيات الجهوية لعمال الحضائر الدخول في سلسلة من التحركات الاحتجاجية على المستوى الجهوي بكامل ولايات الجمهورية انطلاقا من يوم امس 5 ديسمبر 2018 .

وأعلن تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان عن مشاركة مجمع التنسيقيات الجهوية لعمال الحضائر بكافة ولايات الجمهورية في التحرك الوطني بساحة القصبة المزمع القيام به يوم 10 ديسمبر 2018 معتبرا أن هذه الفئة لم تمسها حقوق الإنسان والإنسانية والدخول في اعتصامات مفتوحة.
على المستوى السياسي والبرلماني كتلة النداء قررت امس تقديم طعن لدى المحكمة الإدارية في الفصل المتعلق بصندوق الكرامة ومساهمة الدولة في تمويله بمشروع قانون المالية، بعد ان اقترحت خلال جلسة لجنة المالية والتخطيط والتنمية، إلغاء صندوق الكرامة المعني بصرف التعويضات لضحايا الاستبداد وضخّ اعتماداته لفائدة العائلات المعوزة..

ويبقى اعلان الاضراب العام في الوظيفة العمومية وفي القطاع العام المقرر ليوم 17 جانفي المقبل الحدث الاكبر في صورة تنفيذه مع انه مازال هناك متسع من الوقت بين الطرفين لتجاوزه وتفاديه .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115