و«مقاطعة الامتحانات»، وفي الوقت الذي تشدد فيه وزارة التربية على ان مجال الامتحانات هو محدد وفق روزنامة معدة منذ بداية السنة ولا يمكن تجاوزها تعتبر الجامعة انه يمكن تجاوز هذا الاشكال ولكن في كل الحالات لا يمكن ان تتجاوز بداية الأسبوع المقبل باعتبار ان موعد العطلة المدرسية لا يمكن تجاوزه حسب الوزارة.
وفق آخر التطورات تنتظر وزارة التربية ردا من قبل الجامعة العامة للتعليم الثانوى على محضر جلسة تم ارساله للجامعة خلال الساعات الماضية ، ولكن في صورة تواصل المقاطعة والحلول التى يمكن ان تطرح من قبل الوزارة يقول بخصوصها احمد السبري مدير عام الخلية المركزية للحوكمة بوزارة التربية لـ«المغرب» ان الحلول لن تكون احادية الجانب وان الفرضيات يمكن مناقشتها وفق التطورات والوضعيات الآنية وبالتالي لا يمكن الجزم في المسالة الان.
بالعودة الى تاثير هذه «المقاطعة» على سير الامتحانات بصفة عامة قال عمر الولباني مدير عام الامتحانات بوزارة التربية في تصريح لـ«المغرب» انه من الضروري اولا الابتعاد عن الفرضيات السلبية باعتبار المسالة وارد حلها في اي وقت بين الطرفين، وما يمكنه قوله ان التقييم المستمر في النهاية يهم كل تلاميذ الاعدادي والثانوي في هذه الحالة باعتبار ان تلاميذ الابتدائي لا يشملهم هذا القرار – المقاطعة - والمهم ايضا انه لا توجد مقاطعة على مستوى التكوين، وانما الاشكال يمس مستوى التقييم فقط، وفي نهاية المطاف فان الامتحانات الوطنية – الباكالوريا والتاسعة اساسي- تبنى على مكتسبات التلميذ طيلة المرحلة التى سبقت الامتحان واذا كان هناك مآخذ فتكمن على مستوى التقييم وليس على مستوى بناء المكتسبات.
اذن المشكل هنا في تقييم ما اكتسبه التلميذ خلال الثلاثي الاول من السنة الدراسية، وهناك افاد الولباني ان هذا التقييم مهم للتلميذ وللأستاذ وللولي ايضا من اجل تفادي نقاط «الضعف»، والتلميذ من حقه في نهاية الثلاثية معرفة مستواه هل هو جيد او فيه بعض الهنات، وهو مهم ايضا للاستاذ ، وهذا التقييم التكويني ينتج عنه فيما بعد تقييم ختامي وهنا نوضح ان ما يحدث لا يهم المسار التكويني الاساسي للتلميذ باعتبار انه لا يوجد تاخير في الدروس والخلل الحالي يكمن في عملية التقييم لنهاية الثلاثية الاولى وليس خلال الثلاثية ، كما اشار الولباني الى ان فروض المراقبة تم اجراؤها والعملية منحصرة في جزء من التقييم التكويني.
ولذلك شدد الولباني على اهمية معرفة ان الاشكال متعلق بالتقييم التكويني في جزئه النهائي للثلاثي الاول ولا يشمل التكوين الاساسي ولكن المدير العام للامتحانات بالرغم من تاكيده على ان عملية التقييم مهمة للاطراف المعنية سواء التلميذ او المربي او الولي بعد سلسلة من الدروس، فانه يشدد على ان الامتحان ليس هو الهدف من الذهاب الى المدرسة ، وان الهدف هو اكتساب المعرفة والمهارات والقيم، والامتحان هو الوسيلة لقيس ما اكتسب وليس الغاية مضيفا: ولكن للاسف اصبح التركيز الكلي اليوم على الامتحان في حين ان هناك جوانب اخرى مهمة وهي الجوانب المعرفية والمهارات الاجتماعية والعاطفية والقيادة وضبط النفس واتخاذ القرارات وكيفية التواصل مع الغير .. وفي النهاية كيف نكون مواطنا، متسائلا ما هي الفائدة من الحصول على «نوابغ» لا يتقنون التسيير او التعايش مع الاخر» .
وأضاف الولباني انه في الدول المتقدمة تغيرت هذه الطرق التي اكل عليها الدهر وشرب حيث اصبح التلميذ يقيم نفسه ويقيم زميله وحتى الولي يمكنه ذلك وبالتالي تم تجاوز هاجس الامتحانات واصبح التركيز على ما اكتسب التلميذ وكيف يمكنه الاندماج في المجتمع مع الاخرين وافتكاك مكان له وبالتالي هذا الاهم تكوين مواطن لا حشو المعلومات وفي النهاية التقييم يكون في خدمة التكوين وليس العكس وهذا يحدث بتعاضد جهود الجميع من التلميذ الى الاستاذ الى الولي الى الادارة ...