لعقد جلسة عامة من اجل نيل الثقة لأعضاء الحكومة الجدد، عقد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ندوة صحفية تطرق فيها الى مسألة التحوير الوزاري كما أوضح فيها بعض الاخبار التي تم تداولها حول مؤسسة رئاسة الجمهورية .
لم ينته الجدل حول التحوير الوزاري منذ يوم الاثنين الماضي والاخبار المتداولة بخصوصه والاجتماعات المتتالية خاصة لنداء تونس وإمكانية طعن رئاسة الجمهورية في التحوير والبحث عن نقاط سها عنها رئيس الحكومة قبل الاعلان عن التحوير كل هذه المسائل كانت سببا في توتر الاجواء السياسية، ولذلك اعتبر اعضاء من الاطراف المكونة للحكومة الجديدة ان ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية امس ايجابي بالرغم مما حمله من لوم وعتاب .
مراسلة «من رئاسة الجمهورية»
القائمة الاسمية للحكومة «الجديدة» التى تتكون من وزراء من النهضة وحركة مشروع تونس والمبادرة وأيضا وزراء من النداء لم تكن نفس القائمة التي قدمت لرئيس الجمهورية وهي محور المراسلة الى ارسلت من قبل رئاسة الجمهورية لمجلس نواب الشعب خلال الساعات الماضية قبل انعقاد مكتب المجلس وفق ما افادت به مصادر من مكتب المجلس وان هذه المراسلة لم تتضمن لا اعتراضا والا أي ملاحظة سوى الفرق في الاسماء فقط.
اما في ما يتعلق بآراء قيادات الاحزاب او الكتل المساندة للحكومة والمشاركة فيها على غرار كتلة الائتلاف الوطني وحركة مشروع تونس وحركة النهضة فقد اكدت ان خطاب رئيس الجمهورية لم يحد عما عرف به من تغليب مصلحة البلاد والعمل بأحكام الدستور، حيث اكدت القيادية بحركة مشروع تونس وطفة بلعيد لـ «المغرب» ان خطاب رئيس الجمهورية بين مرة اخرى انه يتعامل مع المسائل كرئيس دولة كما كذب كل الاخبار المتداولة حول ردة فعله بالرغم ممّا بدا من لوم وعتاب في كلامه حول مسالة التحوير الوزاري كما شدد على ان الامر الآن بيد مجلس النواب انطلاقا من احترامه للدستور وحرصه على تطبيقه.
هذا الخطاب وفق بلعيد يدل ايضا على رصانة رئيس الجمهورية بعيدا عن التصعيد الذي لوحظ في الايام الماضية والذي عكر الاجواء، وانه حتى وان وجد اختلاف او خلاف بينه وبين رئيس الحكومة فان الدستور فوق الجميع كما شدد وفق القيادية بالمشروع على انه لن يفعل الفصل 82 كما دعت اطراف الى ذلك وان الخلاف لا يمكن ان يكون سببا في تعطيل مصالح الدولة، وان الباجي ارجع الامور الى مسارها قاطعا الطريق امام الذين ارادوا «الركوب» على الاحداث .
وعرجت بلعيد على مسألة اضافة وزارات جديدة بانها مسالة شكلية ولا يترتب عنها أي ابطال بالاضافة الى ان الفصل لم يحدد أي زمن وبالتالي ليس لها تاثير وانه اذا غابت بعض الاشياء لا يجب استغلالها لضرب الدولة بل لتفاديها ولاصلاحها وان مجلس الوزراء انعقد لاتمام الاجراءات فقط في اشارة الى المراسلة التي أرسلها رئيس الحكومة حول مداولات مجلس الوزراء.
سحب البساط من تحت العابثين
من جهته شدد النائب عن كتلة الائتلاف الوطني لـ«المغرب» وليد جلاد على ان الكتلة كانت تتوقع ذلك من رئيس الجمهورية وان لها ثقة في الباجي قائد السبسي هو رجل دولة بامتياز، رغم افتعال الازمات من بعض المحيطين به، الا انه امس انتصر لمفهوم الدولة ولم ينساق الى الداعين للعبث على حد قوله. واضاف جلاد ان رئيس الدولة عرج في اكثر من مناسبة في خطابه على عدم وجود خلاف مع رئيس الحكومة ، ولكن له لوم وعتاب هو يعرف جيدا صلاحياته كما حددها الدستور مشيرا الى ان العتاب مقبول من رئيس الدولة الذي سحب البساط من تحت اقدام «العابثين من المحيطين به» والذين ارادوا جره الى مهاترات رئيس الدولة في غنى عنها وفق تعبيره.
في السياق ذاته وحول التحوير الوزاري شدد جلاد على ان عدد النواب الذين مع التحوير خلال التصويت سيكون اكثر من 130 نائبا ثم سيكون لكتلة الائتلاف سلسلة من المشاورات من اجل الاعلان عن الحركة السياسية الجديدة التى تجمع العائلة الوسطية.
من جهتها ثمنت حركة النهضة ما جاء في الندوة الصحفية لرئيس الجمهورية حيث قال الناطق الرسمي باسمها عماد الخميرى إنّ رئيس الجمهورية تصرّف كرئيس دولة حكيم متشبّع بفكرة الدولة، وأكّد من جديد أنه أحد ضمانات احترام الدستور.
وأضاف أنّ قائد السبسي أكّد من خلال كلمته على أهمية تواصل المسار الديمقراطي، وقال انه يكبر في رئيس الجمهورية هذا الموقف وانه ليس بجديد عليه لأنّه أثبت في كل المحطات وقوفه إلى جانب مصلحة تونس وهو ما إنفكّ يثبت الدور المهمّ الذي لعبه منذ الثورة’على حد تعبيره.