نتائج التدخلات خلال فترة الصيف وايضا نتائج العطلة الآمنة والاستعداد لموسمي الخريف والشتاء فضلا عن التوصيات والمقترحات والتي بينت وجود عدة صعوبات ونقائص.
اكد هشام الفوراتي وزير الداخلية خلال اشرافه على اجتماع اللجنة الوطنية الدائمة لتفادي ومجابهة الكوارث ان كميات الامطار هذه السنة كانت هامة وانطلقت مبكرا منذ فصل الصيف ولكنها كانت فرصة للتقييم بالرغم من بعض الاضرار المسجلة في عدد من الاحياء الشعبية والمناطق جراء عدم استيعاب منسوب المياه وبالتالي كشفت عن بعض الصعوبات وسيتم تقديم المقترحات لتجنب مثل هذه الاضرار في المستقبل .
الاستعدادات لموسم الخريف والشتاء ليس مسؤولية وزارة الداخلية فقط بل هي مسؤولية جميع الهياكل على غرار الفلاحة والبيئة والتجهيز واللجان الجهوية على حد تعبيره موضحا انه اثر مناقشة ودراسة التقييم سيكون هناك عمل على تفادي وتدارك النقائص.
وزير الداخلية : مبان عشوائية ..فواضل البناء اكتسحت الأودية
الوزير في مستهل الجلسة ذكر ايضا ان من بين الاشكاليات في هذا الصدد وجود العديد من الاحياء السكنية المبنية بطرق فوضوية عشوائية وان البعض من مباني البنية التحتية ليست مناسبة لتحمل كميات كبيرة من الامطار والدليل على ذلك انه عند ازالة بعض الجدران مثلما حصل في بنزرت خلال الامطار الاخيرة عاد سيلان المياه الى طبيعته، بالاضافة الى فواضل مواد البناء التي اكتسحت الاودية وتسببت في فيضانها مشيرا الى انه حتى لو كانت هناك كميات معقولة من المياه سيؤدي ذلك الى فيضان .
وبخصوص دعم مجهودات الحماية المدنية بتجهيزات جديدة افاد الوزير ان الحماية المدنية خلال كل سنة تقتني آليات وأجهزة جديدة وذلك عن طريق الهبات في إطار التعاون الثنائي او من خلال الميزانية المرصودة للوزارة وبالتالي فان تجهيزات الحماية تتطور لكن في حاجة الى مزيد دعمها .
وقد قدم العميد بالديوان الوطني للحماية المدنية عبد العزيز الهرماسي عرضا عن الاستعداد لموسمي الخريف والشتاء مشيرا إلى أنه تم عقد سلسلة من الجلسات الجهوية أفضت إلى رفع جملة من التوصيات، تعلقت أساسا بالعمل على تحيين المخطط الجهوي لتفادي الكوارث ومجابهتها والمخطط الخصوصي الأزرق على مستوى الإمكانات المادية والبشرية.
فيضانات أوت الماضي ... وسبب تراكم المياه
خلال هذه الصائفة كان هناك معدلات قياسية لنزول الامطار وهبوب رياح قوية مما استجوب اجراء 388 عملية ضخ للمياه، معاينة 333 منزلا، اجلاء 13 عائلة، ازاحة كمية كبيرة من الحجارة من فوق السكك الحددية، كما تمت معاينة 3 جثث، امراة اثر سقوطها بمجرى مياه بمنوبة وجثتين متفحمتين بالطريق العام اثر اصابتهما بصعقة كهربائية جراء لمسهما لسلك كهربائي معرض للامطار، انقطاع للطرقات، انهيار جسر .... وخلال هذه التدخلات تم تسجيل عدة نقائص وخاصة منها في ولاية بنزرت سببها الاساسي البناء الفوضوي بجانب الاودية وعدم وظيفية بعض المنشات المائية وتولي بعض البلديات انجاز بعض الاشغال التي تتعلق بالبنية الاساسية لم تراع السيلان الطبيعي للمياه ..ولذلك تم اتخاذ جملة من قرارات الهدم وانجاز فتحات ودعوة ادارة الميناء التجاري ببنزرت الاسراع بانجاز قناة لتصريف مياه الامطار تحت الجسر المتحرك .
ولتفادي الكوارث ومجابهتها اوصت اللجنة بتحيين مخزون المساعدات من المواد الغذائية ، صيانة شبكات الكهرباء والغاز.. معاينة التجمعات السكنية الموجودة بالقرب من الاودية، صيانة الطرقات، الاسراع في استكمال اشغال تنظيف الاودية .. ومجاري المياه السطحية وقنوات تصريف المياه المستعملة ومياه السيلان.
كما لوحظ نقص في عمليات جهر الاودية وشبكات التصرف، اضافة الى عدم انجاز بعض المشاريع التي تعهدت بها اللجان الجهوية في الاجال المتفق عليها جراء عدم قدرة ادارات الاختصاص على الايفاء بما تعهدت به وكذلك بطء في انجاز المشاريع المتعلقة بحماية متساكني حوض مجردة من الفيضانات على مستوى مجاز الباب وبوسالم ...
وشددت اللجنة على مزيد العمل على عمليات جهر وتنظيف الاودية والاتربة، صيانة الطرقات والمسالك الفلاحية مقاومة البناء الفوضوي، الاسراع في استكمال انجاز الاشغال المتعلقة بالتوقي من الفيضانات.
عادة ما تعرف ولايات الشمال الغربي خلال فترة الشتاء بسبب نزول كميات كبيرة من الامطار او الثلوج عدة صعوبات على مستوى التنقل جراء انقطاعات للطرق وفيضان اودية عزل بعض الاحياء او التجمعات السكنية وتضرر مساكن .. وتراكم المياه بسرعة في المدن وهو مشهد يتكرر من سنة الى اخرى فهل تتكمن هذه اللجان الجهوية من تفادي حدوث بعض الحوادث التي شهدتها تونس في السنوات الماضية.
على مستوى النجدة والإسعاف بالطرقات شهد عدد حوادث الطرقات ارتفاعا حيث تبين الارقام المقدمة من قبل الحماية المدنية خلال بداية شهر جوان الى غاية الاسبوع الاول من شهر سبتمبر الجاري، زيادة بـ225 حادثا حيث سجل خلال الفترة المذكورة من سنة 2017، قرابة 9416 حادثا، في حين تم تسجيل خلال نفس الفترة من السنة الحالية 9641 حادثا، الا ان عدد الجرحى وعدد القتلى تراجع، فعدد القتلى منذ غرة جوان 2018 الى غاية 7 سبتمبر الجاري 170 قتيل، في حين كان خلال نفس الفترة من السنة الماضية 190 قتيلا.
في السياق ذاته وعلى مستوى الانقاذ والنجدة بالشواطئ تم التطرق الى اشكالية نقص عدد السباحين المنقذين خاصة بولاية نابل ومدنين بسبب نقص الاعتمادات المالية المرصودة للبلديات والمجالس الجهوية المخصصة لانتداب السباحين المنقذين بالرغم من المراسلات الموجهة اليها، نقص في تهيئة وتوفير ابراج المراقبة والحراسة، فضلا عن حوادث الاعتداء على هؤلاء السباحين، وقد تم التمكن من انقاذ 614 شخصا خلال هذه الصائفة من الغرق في حين هلك 68 اخرين .
اما فيما يتعلق بتامين الثروة الغابية والمزارع من الحرائق فقد سجل عدد الحرائق بالنسبة للغابات تراجعا خلال هذه السنة بحوالي 92 حريقا عن السنة الماضية خلال نفس الفترة ونقص ايضا على مستوى المساحة ، اما عدد الحرائق للمحاصيل الزراعية فقد شهدت ارتفاعا، لكن المساحة تراجعت، ومن الصعوبات التي تواجهها فرق الحماية المدنية هي نقصا على مستوى الطرائد النارية والمسالك الغابية، عدم وجود احزمة قاطعة للنار لحماية التجمعات السكنية، نقص في الاليات الثقيلة، نقص في التزود بالمياه، وجود مصبا للفضلات متاخمة للغابات، وايضا اضرام النار المتعمد من قبل المواطنين .