عمليات سبر الآراء غير المنشور إبان الحملة الانتخابية من تراجع واضح للنداء واستقرار النهضة وتحقيق بعض القائمات المستقلة أو الحزبية لنتائج مهمة وأحيانا لانتصارات في بعض البلديات.
النتيجة الإجمالية لتقديرات سيغما كونساي تعطي %27.5 للنهضة و%22.5 للنداء و%22 لمختلف القائمات الحزبية والائتلافية و%28 للقائمات المستقلة .. مع تقدم نسبي للجبهة الشعبية وللتيار الديمقراطي على بقية الأحزاب والائتلافات بتسجيلهما على التوالي%5.3 و%4.9
هزيمة للنداء وانتصار نسبي للنهضة
الملاحظة السياسية الأولى والتي أتينا عليها في افتتاحية هذا العدد الخاص هي هزيمة نداء تونس الذي فقد حوالي 15 نقطة مقارنة بـ2014 مع فقدان 800.000 صوت أما النهضة فقد حافظت على نفس نسبة 2014 مع فقدانها لنصف قاعدتها الانتخابية ..
ولقد استفادت بعض القائمات المستقلة والحزبية والائتلافية من هذا التراجع الهام للنداء ..
مازال من السابق لأوانه الحديث عن من انتصر في هذه البلدية أو تلك إذ قليلة هي الدوائر التي تحصلت فيها قائمة بعينها على الأغلبية المطلقة للأصوات وهذا يعني أن رئيس بلدية ما ليس بالضرورة رئيس القائمة الأولى بل رئيس القائمة التي تمكنت من نسج التحالفات التي تسمح لها بالحصول على أغلبية مطلقة داخل المجلس البلدي ..
سنتحدث هنا فقط عن تقديرات التصويت في 44 بلدية على وجه الخصوص وهي تقديرات انبنت على عملية سبر أراء الناخبين الفعليين اثر خروجهم من مكاتب الاقتراع مما يعطينا تقديرات دقيقة إلى حد كبير..
الاستنتاجات العامة
المقارنة بين مختلف القائمات الحزبية والائتلافية والمستقلة ليست ميسورة .. فهنالك بلا شك النتائج الإجمالية التي قدمناها في ما سبق ولكن جلّ الأحزاب (باستثناء النهضة والنداء ) تقدمت في عدد محدود من الدوائر وعليه تكون المقارنة على المستوى الوطني منقوصة إذ ينبغي أن نضيف إليها نسب هذه الأحزاب في الدوائر التي ترشحت لها فقط وفي انتظار أن ننجز هذا عندما تتوفر كل النتائج الأولية للانتخابات البلدية يمكن أن نقوم بمقارنة نسبة كل فئة (النهضة – النداء –القائمات الحزبية والائتلافية – المستقلون ) على عدد القائمات التي قدمتها فنحصل على المؤشرات التالية :
%7.9 للنهضة
%6.5 للنداء
%4.4 للأحزاب والائتلافات
%3.3 للمستقلين
ماذا تقول لنا هذه الأرقام ؟ تقول مسالة واحدة وهي أن الفارق بين النداء وبقية الأحزاب الأخرى لم يعد فارقا شاسعا أي لو ترشح حزب يمثل معدل أصوات الأحزاب مجتمعة في كل الدوائر الانتخابية لكانت نسبته الوطنية في حدود %15 من الأصوات وهذا يحصل للمرة الأولى منذ 2011 حيث كانت كل الأحزاب متأخرة كثيرة عن النهضة في 2011 وعن النداء والنهضة في 2014..
بطبيعة الحال لا شيء يدل أن حزبا بعينه قادر على تحقيق هذه النسبة عمليا ولكن لو عممنا نتائج بعض الأحزاب التي تحصلت عليها في الدوائر التي ترشحت لها واعتبرنا ان بقية الدوائر ستصوت لها بنفس النسب تقريبا يصبح بروز حزب او حزبين كبيرين جديدين مسألة وإرادة إلى حد كبير وهذا ما يطمح له بالأساس الجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي ومشروع تونس والحزب الدستوري الحرّ..
النتائج التقديرية في 44 بلدية
النهضة الأولى في تونس وصفاقس والنداء الأول في سوسة
لو توقفنا عند عاصمات الولايات الأربع والعشرين واهتممنا فقط بالثالوث الأول لرأينا أن حركة النهضة تأتي الأولى في 13 مدن الولايات منها تونس وصفاقس وبنزرت وباجة والقصرين وكل مدن ولايات الجنوب باستثناء توزر وهي قد تحصل على الأغلبية المطلقة فقط في مدنين وتأتي النهضة الثانية في سبع مدن الولايات والثالثة في ثلاث مدن وتغيب عن المراتب الأولى في مدينة الكاف فقط
أما النداء فلا يأتي الأول إلا في سبع مدن الولايات وهي منوبة ونابل والكاف وسوسة والمنستير والمهدية وسيدي بوزيد ..
بالنسبة للولايات الأربع الباقية فقد فاز الحزب الدستوري الحر بالمرتبة الأولى في سليانة بينما فازت ثلاث قائمات مستقلة بالريادة في أريانة وزغوان وتوزر..
بطبيعة الحال كما سبق وأن قلنا القائمة الأولى ليست دوما متأكدة من الفوز برئاسة البلدية فهنالك دورة ثانية ستكون دورة التحالفات ولهذا يجب انتظار النتائج النهائية حتى تبدأ هذه المشاورات ولكن لهذه النتائج وقع سياسي ورمزي لا يخفى على احد وتقدم النهضة على النداء في تونس العاصمة بالذات مسالة لها أكثر من دلالة
والملاحظ أن هنالك قائمات مستقلة أخرى قد أحرزت على المرتبة الأولى ضمن عينة البلديات الأربع والأربعين التي نقدمها في هذا العدد الخاص كقائمة الأمل والطموح في دقاش والتواصل بالقطار وقائمة منزل بوزيان ببوزيان وجمال بلادنا بجمال ونفزة في عينينا في نفزة وآفاق زغوان بزغوان ..
والاكيد ان وضع بقية البلديات سيكون مشابها والسؤال الأساسي هو هل ستعمد الأحزاب الى تحالفات عامة على المستوى الوطني أم إلى تحالفات محلية لا تخضع لمنطق سياسي واضح ..
والسؤال الأبرز اليوم هو الانعكاسات السياسية للهزيمة الندائية ولعودة النهضة الى الصدارة الأكيد في كل الأحوال أننا أمام تغيرات هامة في المشهد السياسي استعدادا للمواعيد الانتخابية الحاسمة في نهاية 2019.
الجذاذة التقنية
عدد الولايات 24
عدد البلديات 148
عدد مراكز الاقتراع 864
عدد الوحدات المكونة للعينة 32306
هامش الخطأ على المستوى الوطني أقل من %1