«المغرب» رافقت الجيش التونسي للمنطقة العسكرية العازلة ببنقردان،أول أمس، أين استقبلنا الفوج 33 استطلاع أين عاينّا جاهزية الجيش التونسي ومعنوياته المرتفعة واستبساله في صدّ أي عدوان أو خطر محتمل..
انطلقنا بمعية الجيش الوطني في السادسة صباحا في اتجاه ثكنة العوينة أولا لنستقل الطائرة باتجاه مطار جربة جرجيس، ولنستقل الحافلة ثانيا باتجاه المنطقة العازلة، كما زرنا معبر راس الجدير والساتر الترابي والخندق، والإطلاع على جاهزية الجيش الوطني.
رغم الحرارة الشديدة، والرمال المتناثرة إلا أنّ عناصر الجيش التونسي ومختلف التشكيلات العسكرية والأمنية (المتواجدة في معبر راس جدير أو في المنطقة العازلة) كانوا على أهبة الإستعداد واليقظة..
أمّدنا سليمان المجدوب مساعد آمر الفوج 33 استطلاع (آمر الفوج هو العقيد محجوبي الذي أصيب في عملية بن قردان)بالعديد من المعلومات حيث أنّ الفوج 33 استطلاع تكوّن سنة 1976، وتركّز أولا في القصرين من سنة 1976 إلى سنة 1984، ثم من 1984 إلى سنة 1991 في جرجيس، ثم من سنة 1991 إلى سنة 1995 في تطاوين، وأخيرا من سنة 1995 إلى الآن مازال في بنقردان.. هذا الفوج يتبع اللواء الأول مشاة ميكانيكية الذي يضم كلا من ولاية قابس ومدنين وجزءا من تطاوين.. وقطاع مسؤولية هذا الفوج
هو معتمدية بن قردان الذي يضطلع بـ 3 مهام :
- مجال أمن الحدود وتشمل المنطقة العازلة والشريط الحدودي حيث يتناول المراقبة المستمرة للشريط الحدودي قصد التفطن المبكر لكل أشكال التسللات في الإتجاهين( من تونس إلى ليبيا، ومن ليبيا إلى تونس) لإنّ التسللات موجودة في الاتجاهين، وذلك بالتنسيق مع العناصر الليبية، ومع قوات الأمن الداخلي الموجودة بالشريط الساحلي، خاصة مع حرس الحدود..
- مهام عملياتية : تنفيذ المهام القتالية ذات الطابع العسكري البحت في إطار الدفاع عن حرمة الوطن وهي المهمة التي خلق من أجلها الفوج،
- مهام ذات طابع عام: المساهمة في حفظ النظام وهو ما اضطلع به هذا الفوج منذ 14 جانفي 2011 إلى غاية الان، كما يضطلع هذا الفوج بنجدة المواطنين في الكوارث الطبيعية ( فيضانات، حرائق، زلازل، الجراد..)
التحديات في الشريط الحدودي و كيفية التصدي لها
بالإضافة إلى جبل الشعاني في حدوده مع الجزائر، فإن حدود ولاية بن قردان تعتبر من أخطر المناطق الحدودية، بحكم قرب مناطق العمران للحدود.. التهريب في الاتجاهين (في اتجاه تونس وفي اتجاه ليبيا)، الهجرة غير الشرعية بجميع أنواعها برا وبحرا أو التسللات للعناصر الإرهابية، ولسائل أن يتساءل ما الذي يقع تهريبه في اتجاه ليبيا تحديدا؟:مواد مدعمة، مشروبات كحولية، مخدرات.
وما الذي يقع تهريبه من ليبيا إلى تونس؟ بالطبع أسلحة، ذخيرة، محروقات، والعملة الصعبة..
وفي مجال تهريب الأسلحة والذخيرة (انطلق العمل ضد تهريب الأسلحة والذخيرة منذ فيفري 2011 عندما وجد فراغ أمني، وعندما كانت الحدود غير مراقبة بالشكل الذي هي عليه اليوم، وعندما بدأت الأسلحة تنتشر في ليبيا). وهنا كان لزاما دعم أمن الحدود للحد من هذه الظواهر.. فتم إنشاء منطقة عازلة تفصل الجمهورية التونسية على باقي دول الجوار وخاصة ليبيا من الجنوب الشرقي والجزائر من الغرب، تم إعلان المنطقة العازلة في 29 أوت 2013 في القرار الجمهوري 230 في ولاية المنصف المرزوقي، وتبدأ المنطقة العازلة من راس جدير إلى برج الخضراء جنوبا ثم ترجع غربا إلى الحدود مع الجزائر التابعة للفيلق أول للتراب الصحراوي.. هذه المنطقة تحتوي على العديد من مناطق التفتيش وهي المنافذ الوحيدة تقريبا المسموح فيها بالدخول أو الخروج من المنطقة العازلة وذلك بالترخيص من قبل السلط الجهوية..
التهديدات الإرهابية والمجهودات الجبارة لمقاومتها
تأتي التهديدات من المجموعات الإرهابية (وخاصة تنظيم «داعش» الارهابي والتي تعرف بالوحشية وبث الرعب المزعوم.. ما يدعو للقلق هو سيطرة هذه المجموعات الإرهابية على أسلحة القوات النظامية في ليبيا.. (وهذا المعطى تمّ تدارسه والقيام بالعديد من الخطط للتصدي لهذه الفرضية وما يترتب عنها) وهنالك مجهودات جبارة تتمثل في تدعيم المنطقة العازلة بمنظومة حواجز ( الساتر الترابي والخندق) وفي بعض الأماكن هنالك جدار مصنّع.. بالإضافة إلى منظومة مراقبة إلكترونية مجهزة بمعدات مراقبة متطورة جدا ( تمّ إنشاؤها بالتعاون مع الجانب الأمريكي والألماني).. وتدعيم التشكيلات المنتصبة على الحدود في الترتيبية الدفاعية بما يجعلها قادرة على الحركية والحماية وتدعيم قوّة النار.. كما تمّ تركيز وحدات......