المعنية انطلقت في دراسة الاجراءات اللازمة من اجل الحماية لكن الدور الاول والأساسي وفق مندوبي حماية الطفولة هو للولي لحماية طفله من هذه التطبيقات.
في اخر تقرير للمنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية والاقتصادية الصادر امس خلال ندوة صحفية تم الكشف عن عدد حالات الانتحار والتهديد بالانتحار خلال شهر جانفي الماضي والتي وصلت الى 72 حالة ومحاولات الانتحار في أغلبها في صنف الذكور، منها ست حالات انتحار بالنسبة للاطفال.
في الاونة الاخيرة تم تداول بصفة مكثفة حالات الانتحار في صفوف الاطفال ليس في تونس فقط بل في العديد من الدول وخاصة منها الجزائر مشيرين الى ان «الحوت الازرق» او «مريم» وهما تطبيقات الكترونية تستغل بساطة الاطفال وبراءتهم لتضعهم في جو حزين وتدفع بهم الى الانتحار بعد ابتزازهم وتهديدهم وخاصة في تطبيقة الحوت الازرق.
اخر الضحايا قيل انه انتحر بسبب هذه التطبيقة وذلك يوم الاحد المنقضي بولاية سوسة وتحديدا في مدينة «بوفيشة» لطفل لم يتجاوز 11 سنة ، انيس عون الله مندوب حماية الطفولة بتونس افاد في تصريح لـ«المغرب» انه يجب اولا توضيح، المسالة إذ لم يقع اعلام (الى حين كتابة هذه الاسطر) مندوبية حماية الطفولة ان الانتحار كان بسبب هذه التطبيقة، ولكن هناك تحقيقات وأبحاث وفحص فني للمعدات الالكترونية التي كانت تستعمل من قبل الضحايا، وان مسالة «الحوت الازرق» او «مريم» هي مجرد شكوك الى حين الانتهاء من الابحاث .
في السياق ذاته افاد المصدر نفسه ان هذه الشكوك جعلت من وزارة المرأة والأسرة والطفولة والهياكل التابعة لها تأخذ المسالة على محمل الجد وتم التنسيق مع مختلف الوزارات المعنية على غرار ووزارة التربية وزارة تكنولوجيا المعلومات والوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية والبحث عن سبل التصدى لمثل هذه التطبيقات .
إلا ان الولي وفق انيس عون الله هو الاقرب للطفل والذي يمكنه ان يطلع على هاتفه الجوال وعلى حاسوبه خاصة وان هذه التطبيقة تستهدف اطفالا مازالوا بإمكان اوليائهم السيطرة عليهم ، وفي صورة عدم التمكن من مراقبة الاجهزة الالكترونية للطفل يمكنهم ملاحظة بعض تصرفاته كالانطوائية والخوف والعنف وهي من بين عوارض هذه اللعبة وعلى الولي حينها التوجه او الاتصال بمندوبية حماية الطفولة.
لقد سجلّت ثلاث حالات في اسبوع وفق نفس المصدر ، الذي أشار الى ان المسالة غير مرتبطة بالأوضاع الاجتماعية لأنها تعتمد على خلق جو من التعاسة والضغط، تجعل من الطفل ضعيف الشخصية ويمكن ان يقوم بأي شيء خاصة وان تطبيقة «مريم» مثلا لا تطلب من الطفل الانتحار على عكس «الحوت الازرق» والتي تجعل الطفل يمر بحوالي 50 تحديا، وفيها تهديد، وهنا دعا المتحدث الاولياء وكل مستعملي الشبكة العنكبوتية الى عدم نشر معطيات شخصية لأنها تستغل في مثل هذه التطبيقات» .
وأشار الى انه يمكن الخروج من هذه التطبيقة دون حصول أي أضرار وحول التحرك الآن قال ان تداول هذه الحالات في وسائل الاعلام وايضا الحديث عن امكانية ان يكون السبب هذه التطبيقات شجع الاولياء على الإبلاغ. وأقرّ المصدر نفسه ان المسالة غير سهلة وان العملية صعبة لأنه لا يمكن حجب او غلق المواقع ولذلك يتم التعويل كثيرا على الاولياء وهناك برمجيات تمنع الولوج الى مثل هذه التطبيقات.
في تقريره اشار المنتدى الى ان اكثر من نصف الحالات المرصودة هي تهديد بالانتحار الجماعي او محاولات انتحار جماعية ورصد المنتدى ان هناك حالة انتحار لتلميذة تقليدا للعبة الالكترونية مريم والحوت الازرق واشار الى ان عديد التشكيات حول هذه اللعبة قد صدرت من جهات مختلفة وذلك في تقرير شهر جانفي المنقضي.