الاعدادية 25 جويلية بالمدينة ، الى جانب حالات اغماء واختناق طالت تسع تلميذات اخريات، ، فشلت الحركة في تالة التي نفذ اهلها اضرابا عاما و نظمت المسيرات والوقفات الاحتجاجية بمختلف المعتمديات وتعطلت الدروس بكل المعاهد تنديدا بتقصير سلطة الاشراف في اجراء الصيانة اللازمة.
بالتزامن مع تشييع جثماني التلميذتين سرور هيشري ورحمة سعيدي إلى مثواهما الأخير بمسقط رأسيهما بمنطقة «البرك» من عمادة زلفان في معتمدية «العيون»، ومنطقة «بولحناش» من معتمدية تالة، نفذ أهالي معتمدية تالة اضرابا عاما تلبية لدعوة من الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين ، احتجاجا على ما اعتبره الأهالي تهاونا أدّى إلى وفاة التلميذتين خلال اندلاع حريق بمبيت إعدادية 25 جويلية ليلة الثلاثاء الماضي.
وقد تعطلت مختلف الخدمات في المعتمدية وأغلقت كافة المؤسسات العمومية والخاصة والمدارس والمعاهد الإعدادية والثانوية والمحلات التجارية باستثناء الصيدليات والمستشفى المحلي وجابت المسيرات الشوارع وحمل الجموع جنازة رمزية للتلميذتين، انطلقت من امام مقر الاتحاد المحلي للشغل ثم توجهت الى المدرسة الاعدادية .
اضراب عام بتالة ..واضراب لقطاع التعليم الثانوي بكامل الولاية
طالب المحتجون بفتح تحقيق والكشف عن الاسباب الحقيقية لاندلاع الحريق وتحديد المسؤوليين ، الكاتب العام للاتحاد الجهوى للشغل بالقصرين محمد السايحي اكد في تصريح لـ«المغرب» ان النقابات المحلية بالقصرين ومكونات المجتمع المدني دعت الى تنفيذ اضراب عام بتالة والى تنظيم مسيرات وتحركات احتجاجية في كامل الولاية فضلا عن اضراب عام في المعاهد والمدارس الاعدادية بالقصرين.
من جهته اكد محمد العريبي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتالة ان الاضراب كان ناجحا وان مختلف المؤسسات استجابت لدعوة الاتحاد والمنظمات الوطنية والجمعيات بعد ان تسبب التقصير والتهاون من قبل سلطة الاشراف في وفاة تلميذتين مشيرا الى ان اهالي تالة سيرفعون قضية ضد وزارة التربية وممثلي وزارة التربية من السلطات الجهوية الى الوزير .
كما شدد محمد الفاهم عرباوي عضو الفرع الجامعي لنقابة التعليم الثانوي لـ«المغرب» على ان الاطار التربوى منذ السنة الماضية طالب بتوفير الحد الادنى لسلامتهم وسلامة التلاميذ لكن سلطة الاشراف لم تلتزم بتعهداتها ، مشيرا الى ان مدرسة 25 جويلية مؤسسة عريقة تم انشاؤها منذ 1968 ، وتتطلب صيانة بين الفترة والاخرى ولكن الوزارة لم تقم بذلك بالرغم من الضغط في اتجاه تحسين المؤسسة واضاف انه كان من المفترض ان تنتهي اشغال الصيانة في الجزء الاول لهذه المؤسسة منذ اوت 2016 ، الا ان الاشغال تعطلت وتم التعهد في مناسبة ثانية بالانتهاء من الصيانة في 25 جويلية من سنة 2017 لكن المقاول المشرف على ذلك لم ينه الأشغال متعللا بان الوزارة لم تسدد مستحقاته المالية.
ما حصل جريمة دولة
المتحدث نفسه اكد ان الاطار التربوي دخل في اضراب السنة الفارطة لاستحالة التدريس في هذه المؤسسة ونبه الى الوضعية الكارثية والاسلاك الكهربائية المكشوفة والجدران المتداعية للسقوط ودورات المياه غير الصالحة ...وبالتالى فان الوزارة هي الهيكل الوحيد الذي يتحمل المسؤولية، وما حدث جريمة دولة على حد تعبيره واكبر من مدير المعهد او المدير الجهوي.. داعيا الى الوقوف على حجم الفساد في الصفقات ومشاكل القطاع .
في السياق ذاته طالبت بعض الاحزاب بمساءلة وزير التربية على غرار التيار الشعبي والكشف عن حقيقة ما حدث من جهته اعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بفتح تحقيق جدى داعيا المسؤول عن ذلك الى تقديم استقالته.
وكلفت وزارة التربية وفق ما جاء في بيانها ، اخصائية نفسية بالإحاطة بالتلميذات سواء بالمستشفى أو بالمؤسسة التربوية المعنية إضافة إلى تكليف فريق إداري وتقني للقيام بالمعاينة الأولية لتحديد أوجه التدخل.
وأكدت الوزارة أن “التنسيق جار مع الجهات الأمنية لتحديد أسباب الحريق من ناحية ومع مصالح وزارة الصحة والسلط الجهوية والطرف الاجتماعي من ناحية ثانية لتأمين الرعاية الصحية والنفسية لكافة التلاميذ وللقيمتين المشرفتين على تأطير المقيمات ساعة نشوب الحريق”.
وللتذكير فقد دعت الجامعة العامة للتعليم الثانوي حال وفاة التلميذتين الى تنفيذ وقفة احتجاجية واضراب بساعتين امس في مختلف المدارس الاعدادية والمعاهد بكامل تراب الجمهورية.