ساقية سيدي يوسف: احتجاجا على تردى الاوضاع الاجتماعية: ثلاث محاولات انتحار في أقل من 24 ساعة ..حالة من الاحتقان ودعوة لمقاطعة إحياء الذكرى 60 لأحداث الساقية و14 جانفي

حالة من الاحتقان ودعوات إلى مقاطعة إحياء الذكرى 60 لأحداث ساقية سيدي يوسف ومقاطعة احياء ذكرى 14 جانفي

تسود معتمدية ساقية سيدي يوسف بعد ثلاث محاولات انتحار مع نهاية الاسبوع نتج عنها وفاة شاب في العقد الثالث من العمر احتجاجا على الوضع الاجتماعي وتردى الاوضاع المعيشية في المنطقة التى ما زالت تعاني التهميش وارتفاع نسب البطالة.
خلال شهر ديسمبر من سنة 2017 عرفت تونس 63 محاولة انتحار وحالة انتحار وفق ما افاد به المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لـ«المغرب» كما سجل المنتدى خلال سنة 2017 حوالي 621 محاولة انتحار وحالة انتحار بكامل تراب الجمهورية.

وفي اقل من يومين –الجمعة وصباح يوم السبت - عرفت ولاية الكاف 4 محاولات انتحار تم انقاذ ثلاثة اشخاص في حين توفي الشخص الرابع صباح امس واخر حالته حرجة، ثلاث محاولات عرفتها معتمدية ساقية سيدي يوسف مما ولد حالة من الاحتقان خاصة بعد وفاة الشاب في الثلاثين من العمر صباح أمس «شنقا» بمنطقة الزعارير بسبب تردي اوضاعه الاجتماعية وعدم تمكنه من الحصول على عمل ورفض السلطات المحلية الاصغاء اليه حسب ما افادت به مكونات المجتمع المدني بالجهة لـ «المغرب».

مقاطعة
عماد الروابح الكاتب العام لنقابة التعليم الاساسي بساقية سيدي يوسف ورئيس جمعية الاخوة التونسية الجزائرية اكد في تصريح لـ«المغرب» ان الوضع الاجتماعي بالجهة محتقن منذ مدة لغياب التنمية وفرص التشغيل وتردى الاوضاع الاجتماعية فضلا عن الزيادات في الاسعار الاخيرة، مشيرا الى ان سبب تأزم الأوضاع هو توزيع مساعدات عينية في الفترة الاخيرة تقدر بحوالي 800 دينار موجهة لمتساكني المناطق الحدودية بطريقة وصفها بأنها عشوائية دون الاعتماد على تقييم او تحديد برنامج ، مشيرا الى انه مبرمجا رصد مبلغ مالي معين من اجل هذه المناطق لكن تم تجميده في الفترة الاخيرة من قبل احد المسؤولين بالجهة ويتم التصرف فيه بين الحين والاخر دون اخذ راي مكونات المجتمع المدنى حسب الولاءات والمحاصصة الحزبية وهو ما ولد احساسا بالظلم والقهر لدى الاهالي وولد توترا حيث اقدم شخصان على الانتحار يوم الجمعة الماضية وتم انقاذ أحدهما من قبل المواطنين، لكن لم يتمكن الاهالي من انقاذ الشاب الذي انتحر شنقا صباح يوم السبت بعد ان رفضت معتمدة الجهة لقاءه .

واشار المتحدث ذاته الى ان منطقة سيدي الوحيشي من ساقية سيدي يوسف تم القطع الطرق بها منذ يوم الجمعة، ونظرا لحالة الاحتقان التى تعرفها الجهة منذ فترة والحسابات الضيقة قررت مختلف مكونات المجتمع المدني من الاتحاد والجمعيات واتحاد المعطلين عن العمل ...في عريضة ممضاة من الجميع توجيه الدعوة للاهالي من اجل مقاطعة احياء الذكرى 60 لاحداث ساقية سيدي يوسف نظرا لفشل الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال الى غاية اليوم في ارساء منوال تنمية عادل وتوفير مواطن شغل لشباب المنطقة خاصة في ظل التهديدات الارهابية، فضلا عن مقاطعة احياء ذكرى 14 جانفي .

مسيرات
من جهته اكد توفيق العرفاوي منسق عمال الحضائر الفلاحية في الجهة لـ«المغرب» أن المساعادت العينية او ما يعبر عنه بمنحة المناطق الفلاحية الحدودية كانت من بين الاسباب التى فجرت الوضع وتعامل معتمدة الجهة مع الاهالي وكيفية توزيعها لهذه المساعدات، حيث لم يجد عدد كبير من الأهالي أسماءهم مدرجة في اللائحة في حين تم تمتيع اسماء أخرى لم تكن من بين المنتفعين سابقا في ظل غياب أي رقابة أو لجان تتابع الموضوع .

اما فيما يتعلق بالحالة الرابعة بمنطقة الكاف فقد تم توجيه الضحية إلى مستشفى الحروق بن عروس وأكد أنه من عمال الحضائر الذين يعملون بنظام الاسبوعين وهو من ذوي الاحتياجات الخصوصية وله طفلان وتم حذف اسمه مؤخرا، مشيرا الى ان الوضع متأزّم في عدد من معتمديات الكاف وليس في الساقية فقط وان الاحزاب غائبة تماما وهناك استغلال فاحش للطبقات المفقرة.

وبين المتحدث نفسه ان اجتماعات ومشاورات جارية من اجل تنظيم تحركات اجتماعية خلال الايام المقبلة معتبرا ان الاوضاع ستتطور اكثر من خلال تنظيم مسيرات احتجاجية امام مقر الولاية احتجاجا على اليات العمل الهش.
وفق اخر احصائيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية سجل خلال شهر ديسمبر من سنة الماضية 63 حالة انتحار ومحاولة انتحار، وحوالي 621 محاولة انتحار وحالة انتحار مقابل 857 عام 2016، و549 خلال سنة 2015.

ووفق مؤشرات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية فان شهر جانفي يعد من بين الاشهر التى ترتفع فيها محاولات الانتحار وحالات الانتحار حيث سجل خلال شهر جانفي من السنة الماضية 79 حالة انتحار ومحاولة انتحار ، شهر فيفري 106 ، مارس 50 ، شهر افريل 46، ماي 66 ، جوان 13، جويلية 32 ، اوت 17 ، سبتمبر 53 ، اكتوبر 44، نوفمبر 52 حالة انتحار ومحاولة انتحار.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115