وتداعيات هذه العملية على بلد يعيش منذ سنين حروبا ، نتج عنها تدهور حاد للأوضاع الانسانية، من تفاقم للعنف ، والقتل والدمار، والانتهاكات لحقوق الانسان، ومن اجل متابعة مختلف هذه الانتهاكات..انشأ مجلس حقوق الانسان فريق الخبراء البارزين المعني باليمن وتم الاعلان يوم الاثنين الماضي عن اعضاء هذا الفريق وعلى رأسهم الوزير السابق كمال الجندوبي الذي اكد في تصريح مقتضب لـ«المغرب» ان الاوضاع صعبة في اليمن وان الاحداث الاخيرة «ستزيد الطين بلة».
كمال الجندوبي الوزير سابقا – وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدنى وحقوق الانسان- عين يوم الاثنين 4 ديسمبر الجاري على راس فريق اممي وهو فريق الخبراء البارزين الدوليين والإقليميين المعني باليمن بتكليف من المفوض السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين، هذا التعيين تزامن مع أحداث دامية في اليمن كان ابرزها مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد صالح وما قد يخلفه ذلك من تفاقم تأزم الاوضاع على جميع الاصعدة، الجندوبي افاد في تصريحه لـ«المغرب» ان التعيين حديث العهد وانه في بداية المهمة وبالتالي لا يمكن اعطاء صورة كاملة عما يحدث في اليمن .
وضعية كارثية
وأضاف الجندوبي - الذي شغل ايضا منصب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في 2011 - ان التعيين من قبل المفوض السامى لحقوق الانسان على راس هذا الفريق شرف له ، ومسؤولية كبيرة ، من اجل قضايا عادلة ، مبينا ان مهمته ستدوم سنة تتوج برفع تقرير كتابي شامل للمفوضية السامية مع نهاية 2018 وعندها يمكن تشخيص الوضع والحديث عنه باكثر دقة وتفاصيل، لكن ما يمكن قوله هو ان الوضعية الحالية كارثية على جميع المستويات ، اطفال يعانون من سوء التغذية ، عائلات دون ماوى ، بنية تحتية تدمرت ، نزاعات متعددة، عنف، قتل .. تفشي الامراض.. الموت.. عمليات التهجير..انتهاكات وتجاوزات عدة لحقوق الانسان كل ذلك وفق الجندوبي له تأثير على الاوضاع الانسانية بصفة عامة .
وحول تاثير مقتل علي عبد صالح على الاوضاع باليمن قال الجندوبي ان ذلك سيزيد الطين بلة، وان تجاوز المأزق والوضعية المعقدة والصعبة في اليمن رهين ارادة اليمنيين مشيرا في الان ذاته الى ان العملية مرتبطة ايضا بالوضع الاقليمي، والمصالح الجيواسراتيجية والمصالح الدولية.
تفاقم العنف
ويضم الفريق الاممي الذي يتراسه الجندوبي تشارلز غاراوي من المملكة المتحدة وميليسا باركي من أستراليا. وللتذكير فقد كان الجندوبي ايضا عضواً ورئيساً لعدد من الجمعيات المعنية بحقوق الإنسان، بما في ذلك الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الإنسان ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. وعضواً في المجلس التنفيذي للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب. ويشار إلى أنّ مهمة هذا الفريق وفقا لقرار مجلس حقوق الإنسان بتاريخ 29 سبتمبر 2017، تتمثل في رصد حالة حقوق الإنسان في اليمن وإجراء تحقيق شامل حول كل الادعاءات المتعلقة بالانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان الدولية وغيرها التي ارتكبتها كل الأطراف في النزاع في اليمن منذ سبتمبر 2014، وتقديم تقرير كتابي إلى المفوض السامي بحلول سبتمبر 2018.
ووفق ما نشره مركز الامم المتحدة للاعلام قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، يوم الإثنين، إن تفاقم العنف بشدة في الأيام الأخيرة في العاصمة اليمنية صنعاء أكد مرة جديدة على التأثير المروع الذي تخلِّفه الحرب الوحشية التي تشهدها البلاد على المدنيين. وانه «على مدى ثلاث سنوات، كان الشعب اليمني عرضة للقتل والدمار واليأس. لذلك، من الضروري أن يتم تقديم الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الانتهاكات والتجاوزات إلى المساءلة». معلنا عن تعيين الأعضاء في فريق الخبراء البارزين المعني باليمن الذي أنشأه مجلس حقوق الإنسان.
وقال المفوض السامي «يشكل تأسيس الفريق خطوة مهمة من أجل المساءلة والقضاء على الإفلات من العقاب فيما يتعلق بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها كل الأطراف في اليمن وسط تدهور الأزمة الإنسانية في البلاد، ومن أجل ضمان حصول الضحايا على العدالة والتعويضات».