المنتظر أن يتحول اليوم الرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس مجلس نواب الشعب، إلى الولاية للإشراف على فعاليات إحياء الذكرى. الاستعدادات هذه السنة كانت استثنائية على مستوى البرمجة التي كانت متنوعة ولم تقتصر فقط على يوم التظاهرة بل انطلقت منذ بداية الأسبوع.
تحيي تونس اليوم الأحد 15 أكتوبر الذكرى الـ 54 لمعركة الجلاء، وهو تاريخ إجلاء آخر جندي فرنسي عن البلاد التونسية، 15 أكتوبر من سنة 1963، تاريخ مغادرة الأميرال الفرنسي فيفياي ميناد المدينة إعلانا عن نهاية مرحلة الاستعمار الفرنسي، ويشار إلى أن الاشتباكات تواصلت طيلة يومي 21 و22 جويلية 1961 حتى صدور القرار 164 عن مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بعد أن كان ذلك اليوم هو الأكثر دموية في المعركة وقد وصل يوم 25 جويلية من نفس السنة الأمين العام للأمم المتحدة إلى بنزرت ليتم يوم 21 أوت عقد اجتماع في الأمم المتحدة للنظر في قضية بنزرت وانتهى بإصدار قرارات لفائدة تونس لتصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 أوت 1961 بالأغلبية المطلقة على إدانة العدوان الفرنسي وتطالب بفتح التفاوض بين تونس وفرنسا من أجل تحقيق الجلاء عن بنزرت.
احتفال وطني لكن ينظم على مستوى جهوي
إحياء ذكرى معركة الجلاء هذه السنة سيكون استثنائيا من حيث تنوع البرمجة، احتفال سيكون بطعم عسكري وفق ما أكده والي بنزرت محمد قويدر لـ»المغرب»، مشيرا إلى أنه الاحتفال الوحيد الوطني الذي ينظم على مستوى جهوي وقد انطلقت الولاية للاستعداد لهذه التظاهرة منذ فترة وهناك ضيوف من المناضلين من 24 ولاية واكبوا هذه الاحتفالات ولأول مرة يتم استقبالهم في مقر ولاية بنزرت قبل يوم من الموكب الرسمي للاحتفالات وتنظيم مسامرة لهم مع استاذ جامعي متخصص في التاريخ بكلية الآداب بمنوبة ومؤرخ آخر من مدينة بنزرت للتذكير بالأحداث إلى جانب عرض شريط وثائقي تمّ تقديمه بالمناسبة لهم. وأضاف الوالي أن الاحتفالات انطلقت منذ أسبوع في كل المناطق للتعريف بهذه المعركة للشباب من خلال تنظيم دورات تثقيفية ورياضية بين الأحياء اختتمت يوم أمس وسيتم تكريم الفائزين فيها الأسبوع المقبل.
برنامج بروتوكولي
والي بنزرت أشار إلى أنه سيتم أيضا في الأسبوع المقبل تكريم عديد المناضلين من أبناء الولاية، مؤكدا أن الاحتفالات مازالت متواصلة وقد تمّ يوم أمس تنظيم سهرة فنية وعروض فروسية إلى جانب فقرة تنشيطية أثثتها فرقة من أقصى الجنوب التونسي. وبين الوالي أنه تمّ الاستعداد الجيد لهذه التظاهرة وتقريبا أهم رجالات تونس موجودين في الولاية مع العناية بالمحيط ونظافته والزينة ككل سنة فضلا عن قيام نساء رجال الأعمال بتنظيم أول تظاهرة لهم في هذا الشأن. وعن مراسم موكب الاحتفال اليوم، قال محدثنا إن الموكب سيشرف عليه الرؤساء الثلاثة وسط حضور كل أعضاء الحكومة والمنظمات الوطنية ورؤساء الأحزاب السياسية ومناضلي الجهات لتلاوة الفاتحة وتحية العلم ووضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء واستعراض تشكيلة شرفية من الجيوش الثلاثة بروضة الشهداء، وبين أن مثل هذه المواكب لن يتمّ فيها إلقاء أي كلمة أو خطاب بل فقط تتم مصافحة مجموعة من المدعوين ثم تلاوة الفائحة ووضع إكليل الزهور ثمّ مغادرة الموكب، فالاحتفال هو احتفال بطعم عسكري كما جرت العادة كل سنة.
ويشار إلى أن رئيس الجمهورية خلال استقباله أول أمس وزير العدل غازي الجريبي بمناسبة تقديم تقرير حول نتائج أعمال لجنة العفو، قرّر في إطار إحياء الذكرى 54 لعيد الجلاء تمتيع 1027 محكوما عليهم بالعفو الخاصّ، الذي يؤدي إلى سراح 442 سجينا. كما يذكر أيضا أنه خلال إحياء الذكرى الـ53 السنة الفارطة لم يتمكن رئيس بلدية بنزرت رياض اللزام من دخول روضة الشهداء، حيث بقي بعيدا عن الموكب الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى جانب رئيس مجلس الشعب محمد الناصر وذلك بسبب الإجراءات البروتوكولية الأمنية الصارمة والتي حتمت على رئيس البلدية البقاء خارجا، إلى حين الانتهاء من تلاوة الفاتحة.
معركة الجلاء في تواريخ
سبتمبر 1958: الحكومة التونسية تحدد لفرنسا أجلاً أقصاه 8 فيفري 1960 لتحديد تاريخ الجلاء عن بنزرت
30 جوان 1961: قوات الحرس الوطني تتصدى لأشغال توسعة مهبط الطائرات بثكنة سيدي احمد
1 جويلية 1961: احتجاج من القائم بالأعمال الفرنسي على ذلك العمل يولد بداية أزمة دبلوماسية بين البلدين حول بنزرت.
3 جويلية: اجتماع جهوي في بنزرت يشرف عليه الباهي الأدغم لدراسة الوضع.
4 جويلية: عبد المجيد شاكر يعلن قرار الحزب بتطهير البلاد من الوجود الأجنبي وانطلاق عمليات التعبئة.
10 جويلية: والي بنزرت يراسل القائد العسكري الفرنسي طالبا عدم ظهور الجنود الفرنسيين بالمدينة وهو ما تم فعلا.
13 جويلية: فرنسا تعلن رفض المفاوضات تحت التهديد.
14 جويلية: بورقيبة يخطب أمام 100 ألف متظاهر ويؤكد على ضرورة الجلاء.
18 جويلية: شارل ديغول يعلن رسميا عدم استعداد فرنسا للتفاوض حول الانسحاب من بنزرت.
19 جويلية: انطلاق المعارك وسقوط 50 تونسيا (قتيلا وجريحا) و30 جريحا فرنسيا.
20 جويلية: تواصل المعارك وسقوط مزيد من الجرحى وارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 200.
21 جويلية: بورقيبة يحث على الاستبسال في القتال و فرنسا تكثف قصفها للمدينة و تحول المعركة إلى حرب شوارع حقيقية.
22 جويلية: صدور قرار عن مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بعد أن كان ذلك اليوم هو الأكثر دموية في المعركة.
25 جويلية: وصول الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد إلى بنزرت
21 أوت 1961: عقد اجتماع في الأمم المتحدة للنظر في قضية بنزرت ينتهي بإصدار قرارات لفائدة تونس.
27 أوت 1961: الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت بالأغلبية المطلقة على إدانة العدوان الفرنسي و تطالب بفتح التفاوض بين تونس و فرنسا من أجل تحقيق الجلاء عن بنزرت
18 سبتمبر 1961: التوصل لاتفاق تونسي-فرنسي ينص على سحب كل القوات الفرنسية من مدينة بنزرت والعودة إلى بلادها
4 أكتوبر 1961: الإعلان عن موعد جلاء الفرنسيين عن التراب التونسي وخروجه من بنزرت
15 أكتوبر 1963: جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية