والفائزة بالانتخابات التشريعية 2014 ، النهضة خلال اخر اجتماع لمكتبها التنفيذي عبرت عن انشغالها بمحاولة بعض الاطراف التي اقترن اسمها «بالاستبداد والفساد»، تسميم الأجواء السياسية والتشويش على المسار وتكريس منطق الاحتقان والاستقطاب وتقسيم التونسيين في اشارة الى تصريحات بعض القادة الندائيين وأطراف سياسية ...
لئن كان القيادي بحركة النهضة فتحي العيادي واضحا في تدوينة له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حيث اكد ان النهضة لها «أخلاقها التي تمنعها من الغدر والخيانة ولا احد يجبرها على ان تنتهج نهجا غير مقتنعة به»، مضيفا ان خطاب برهان بسيس – المكلف بالشؤون السياسية في حركة نداء تونس الذي صرح ان النداء سيراجع علاقته بالنهضة وان جزءا من قواعد النهضة صوتت للعياري...- من الماضي الذي لم تعد تونس بحاجة اليه بل يمثل عبئا على الانتقال الديمقراطي والنهج التشاركي في بناء تونس ، فان الناطق الرسمي باسم الحركة رفض الافصاح عن هذه الاطراف مكتفيا بالقول في تصريح لـ«المغرب» بانها معروفة لدى الرأي العام من خلال خطاباتها وتصريحاتها
في تصريح لـ«المغرب» اوضح العيادي ان لحركة النهضة اخلاقها السياسية واذا قطعت وعدا ودخلت في توافق فهي تلتزم به وبهذه الشراكة وانه ليس من عادات الحركة ان تغدر او تخون، واضاف انه لا معنى لكلام برهان بسيس ولا يفهم هذا الكلام معتبرا الا مبرر له، علما وان بسيس قال ايضا أن هذا يضع قضية العلاقة مع النهضة تحت المجهر..
العيادى اكد ان الاصل في عمل الاحزاب ان تقرأ ما حصل من احداث والمطلوب منها ان تكون هذه القراءة واعية وهادئة وخاصة من قبل القيادات السياسية «واشدد على القيادات السياسية» وألّا تجعل من هذه الاحداث الجزئية رغم اهميتها سببا في إحداث تغييرات كبيرة وان الواقع السياسي التونسي محكوم بمعدلات سياسية تتصل بواقع سياسي مرتبط بمصلحة تونس وبالتالى هذه المعدلات السياسية تنظر اليها النهضة من باب مصلحة تونس وفق العيادي.
وبخصوص موقف حركة نداء تونس في بيانها والاعلان عن القيام بالمراجعات الشجاعة والضرورية في علاقتها مع بعض الأطراف السياسية ومنها النهضة خلال اجتماعها في نهاية الاسبوع الجاري ، قال العيادي ان النداء يدرس ما يشاء ، ولكن النهضة تعرف جيدا خياراتها وان ما اقدمت عليه كان باقتناع ، مشيرا الى ان النهضة تدرس هذا الوضع ايضا وهي محكومة بخيار استراتيجي يقوم على السعي الى تحقيق نقلة على جميع المستويات مما يساعد على الاستقرار السياسي والاقتصادي..
وعن الاطراف السياسية الاخرى التي ذكرها بيان المكتب التنفيذي ، شدد العيادي على ان الشعب التونسي بين انه على دراية ووعي بما يحدث، وان خطاب الكراهية والعنف لن يثمر ولذلك نددت النهضة بخطاب وثقافة الاقصاء والتشويش وتدعو الى تكريس الاختلاف في اطار الحوار والتوافق ، من جهته افاد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري لـ«المغرب» ان اجتماع المكتب السياسي ايضا بعد اجتماع المكتب التنفيذي امس هو اجتماع دوري وقد يتم فيه طرح مسالة الانتخابات الجزئية بالمانيا باعتبار انه تم التطرق اليها خلال اجتماع المكتب التنفيذي، وان الاطراف السياسية التي تمت الاشارة اليها هي عديدة وتصريحاتها موجودة في وسائل الاعلام بكل وضوح والراي العام يعرفها، وان الغاية من ورائها تسميم العلاقة بين اطراف التوافق النهضة والنداء والتقت حدث الانتخابات الجزئية بالمانيا من اجل التشويش، معتقدا ان البلاد في حاجة الى تجاوز منطق الانقسام والدفع نحو التعايش وخاصة بين تلك الموقعة على وثيقة قرطاج، وليس الدفع الى الوراء.
وشدد الخميري على ان التعايش قاد البلاد الى التوافق ولذلك مازلت النهضة تؤمن بالخيارات التي اتخذتها ومن له راي اخر فهو حر ، ولكن الاولوية لمصلحة البلاد قبل الاحزاب على حد قوله مشيرا الى ان اللقاءات متواصلة مع حركة نداء تونس والنهضة والنداء ليسا في قطيعة ، والنهضة وفق الخميري لا يمكن ان تغيير في خياراتها الكبرى كخيار
المشاركة والتعايش
في السياق ذاته جدد المكتب التنفيذي لحركة النهضة حرصه المتواصل على بذل قصارى الجهد لتنقية المناخ السياسي بما يدعم مقومات الاستقرار ويخلق شروط النمو ويدعم الحكومة ومؤسسات الدولة للقيام بأدوارها التي توجب على الجميع تغليب منطق الوحدة الوطنية والعليا للبلاد على المصالح الحزبية الضيقة واكدت الحركة اعتزازها بأن تحل الذكرى السابعة للثورة وتونس تعيش على إيقاع المصالحة بين أبنائها بعيدا عن مخاطر الانقسام والفتنة، وخاصة بعد المصادقة على قانون المصالحة الإدارية وإعادة الاعتبار للكفاءات الوطنية التي لم تتورط في الفساد.