كل ما نعيشه اليوم هو متضمن بالقوة في ذلك اللقاء كما أن حياة المحبين هي في النهاية التجليات العملية للنظرة الأولى..
قصة «حبّ» الشيخين تشبه بعض الأفلام الهندية التي يكون فيها المتحابان من مملكتين متنازعتين متحاربتين منذ القدم ثم تسعى كل قوى «الشرّ» لإفشال هذه العلاقة.. ولكن «الحب» أقوى من الجميع..
ذلك ما حصل، تقريبا، بين الشيخين وحزبيهما فبعد الاقتناع بالتعاون الاضطراري ها نحن دخلنا بصفة تكاد تكون كلية إلى التحالف الاستراتيجي الإرادي..
في ظرف سنة انتقلنا من الشراكة «الخجولة» ومن «الحبّ» السري إلى تنسيق شبه مستمر فتحالف استراتيجي وضع عليه الشيخان بصمتهما بالأحرف الأولى وتركا لبقية قيادات الحزبين وضع اللوجستيك الملائم لهذه الزيجة السعيدة التي ستعلن على رؤوس الملإ والإشهاد وأين سيقدم كل طرف مهرا غاليا رغم احترازات بعض أهالي المملكتين غير المتعودين على تبادل الورود بين العدوين اللدودين في الماضي القريب.
المهر الغالي الذي قدمه الباجي قائد السبسي – أو هكذا فهمنا من تصريحات راشد الغنوشي – هو تسوية نهائية لملف العفو التشريعي العام بكل ما فيه بما في ذلك أولئك الذين قدّموا ملفاتهم بعد الآجال القانونية وعددهم يفوق الألف.. وغنيّ عن القول بأن أبغض الحرام عند أهالي المملكة الندائية هو العفو التشريعي العام المرادف عندهم للغنيمة النهضوية ولتبذير المال العام على «مجرمي الحق العام».. ولكن عندما سيرى هؤلاء المهر الضخم الذي قدمه راشد الغنوشي سيهون الحال فــــ»الشيخ» قد قبل قانون المصالحة شكلا ومضمونا و»المصالحة» عند أهالي المملكة النهضوية هي رمز التطبيع مع الفساد والمنظومة القديمة ولكن المهر الندائي لا يُرد.. وهكذا سهل ابتلاع «الحربوشة» عند أهالي المملكتين إذ حصلوا جميعا على ما يرضي زبائنهم وحرفاءهم وتمت «المقايضة» التاريخية بمباركة شيخانية لا ترقى إليها شبهة لا من فوقها ولا من تحتها إلا لمن لا يعجبه العجب.. وما حصل بين الشيخين هو العجب العجاب ولا شك...
من ساءه هذا العرس البهيج هو العزول سواء انتمى لما تبقى من التحالف الرباعي الأصلي أو كان خارجه ومنّى النفس بكتلة كبيرة يضيّق بها الخناق في مجلس نواب الشعب على الكتلة الإسلامية..
ولكن اليوم لا كتلة تعلو فوق كتلة الشيخين فهي تزن لوحدها 126 نائبا أي 58 % والأكيد أن صفوفها ستتدعم بكل من يريد .....