في أسابيع قليلة تغيّرت وستتغيّر كل المعطيات السياسية في إحدى أقدم الديمقراطيات في العالم .نادرا ما كانت النتائج منتظرة منذ شهرين على الأقل بمثل هذا الوقع المفاجئ والمذهل كما كانت نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية ..
مرشح اليمين الكلاسيكي، فرنسوا فيون، كان في طريق مفتوح لانتخابات قال الجميع بان اليمين (حزب الجمهوريين) لا يمكن له أن يخسرها خاصة وأنه فاز على كل منافسيه في الانتخابات التمهيدية بصفة ساحقة ، ولكن الفضائح المالية الملتصقة بتصرفه في المال العام كنائب منتخب و إصراره على مواصلة المشوار جعل الرئيس الافتراضي لفرنسا يمنى بهزيمة قاسية (الثالث بـ%19.91)
ويعرض حزبه الذي كان يستعد لحكم فرنسا إلى محنة قد تقضي على حظوظه لا فقط لهذه الخماسية ولكن لفترة قد تطول مع ما يعنيه هذا من انقسامات محتملة وإعادة ترتيب للبيت الداخلي ..
ولكن الهزيمة الساحقة كانت بلا شك لممثل العائلة الفرنسية الثانية الحزب الاشتراكي الذي اكتفى بالمرتبة الخامسة وبأسوإ نتيجة لهذا الحزب منذ حوالي خمسين سنة ( %6.35) ..وهي كذلك المرة الأولى منذ نصف قرن التي تتفوق فيها قوة على يسار الحزب الاشتراكي على الحزب الذي أعاد تأسيسه فرنسوا ميتران..
صعود ممثلة أقصى اليمين إلى الدور الثاني كان متوقعا منذ سنتين على الأقل إذ مافتىء حزب الجبهة الوطنية يحقق نتائج متصاعدة في كل الانتخابات السابقة (أوروبية وجهوية ) بل ولعل المفاجئ هو نتيجتها الضعيفة نسبيا هذه المرة ..
أما ماكرون ، هذا القادم من لا شيء ، فلقد تمكن من انجاز قلما يحقق في الديمقراطيات العريقة : انبجاس مفاجئ خارج الأطر الحزبية الكلاسيكية الأساسية والانتصار على.....