لهذا كان ما جاء في تدوينة الأستاذ حافظ عتب يوم السبت غرة أفريل صادما و يكاد لا يصدق عندما تحدث عن فضيحة في الجامعة التونسية موردا الخلاصات العامة كاملة لهذه «المسودة» التي تم إيداعها بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس لنيل شهادة الدكتوراه..وخلنا حينها أننا أمام «كذبة أفريل» ولكن تدخل الأستاذ المشرف على هذا «البحث» يوم 2 أفريل وتأكيده صحة هذه الوثيقة مع تنديده بالحملة « المغرضة» التي تمس من سمعته وكفاءته العلمية جعلنا نقف على حجم الكارثة التي حصلت وكيف أن الخرافة والدجل بدآ يريدان التسرب بصلف غريب إلى أسوار الجامعة التونسية ومن ورائها إلى عقول بعض خريجيها ونزر نتمنى أن لا يتجاوز الفرد الواحد من أساتذتها..
لن نذكر اسم الطالبة ولا اسم الأستاذ المشرف لأننا لا نريد التشهير بأحد ولا نريد الدخول في جدل حول شخص بذاته بل نريد أن ندق بدورنا جرس الخطر بأقوى جهدنا لان هذه الحالة – ورجاؤنا أن تكون وحيدة – تدل على ما هو أعمق واهم منها وهو تسلل الخرافة والدجل بدعوى مزدوجة من «علم» لاعقل فيه ومن «دين» لا فهم ينيره..
ماذا تقول هذه «الأطروحة» كما بيّن ذلك الأستاذ المشرف في بعض تدخلاته الإعلامية : هنالك نموذجان (Modèles) لتفسير الحركة النسبية (mouvement relatif) بين الأرض والشمس، النموذج الأول (وهو الذي يدرسه كل تلاميذ الدنيا منذ قرون) يقول بأن الأرض تدور حول الشمس (modèle héliocentrique) ويزعم النموذج الثاني بأنّ الأرض ثابتة لا تتحرك وهي في وسط العالم وأن الشمس وبقية الكواكب الأخرى تدور حولها (le modèle géocentrique) وأن الطالبة التي أشرف على تأطيرها قد قامت بمقارنة علمية بين النموذجين و»بينت» (نعم بينت) بان النموذج الثاني هو الأفضل علميا أي أن لديه قدرة تفسيرية ارفع من النموذج الأول ..
ويختم الأستاذ المشرف قوله بأن هذه «النظرية» لديها أنصار في أمريكا وألمانيا وبريطانيا وبالتالي لا مجال لهذا الجدل خاصة وأنه ارتبط بمسألة لم ترد مطلقا في هذا «البحث» وهي أن الأرض مسطحة !! ويختم مختلف تدخلاته بالقول بأن الدستور التونسي يفرض احترام «الحريات الأكاديمية» وأن هذا «البحث» ينبغي أن يناقش في إطار علمي هادئ دون تشنج .. والدليل الأكبر هو قبول مجلة «علمية» نشر مقال «علمي» في شهر أوت الماضي بإمضاء الطالبة والأستاذ المشرف حول الحجج الفيزيائية والفلكية لنموذج مركزية الأرض.. وينسى الأستاذ بأن يقول بأن هذه «المجلة العلمية» هي مجلة هندية تنشر ما هبّ ودبّ مقابل مبلغ مالي زهيد يقدر بحوالي 150 دينارا تونسيا !
نعود إلى «الخلاصات النهائية» لهذا «البحث» لنرى كمّ الجهل والخرافة والشعوذة المتضمنة في كلمات قليلة :
هدف هذه الدراسة هو البرهنة عبر جملة .....