إنّ ما لاحظناه في النقاش العام حول هذا الموضوع الذي شغل الرأي العام ولا يزال هو هيمنة التصورات والحلول القديمة على أصحابها والحال أنّ ما عايناه طيلة هذه السنوات الأخيرة يتنزّل في إطار «الإرهاب الحديث» الذي تطوّر بسرعة غير مسبوقة بفضل الإمكانيات المادية والتكنولوجية واللوجستية التي بحوزته وهو ما جعله يتحول إلى إرهاب عابر لكلّ القارات. وانطلاقا من ذلك ما عاد بالإمكان استعادة التجارب القديمة ذلك أنّ الذين شاركوا في «الأنشطة» الإرهابية لتنظيم داعش لا يحملون نفس القناعات والدوافع والسلوك ...التي كانت للإرهابيين السابقين الذين فجروا بعض الأماكن أو قاتلوا في أفغانستان. كما أنّ أساليب انتزاع المعلومات التي كانت تقوم في الغالب، على ممارسة التعذيب ما عادت مقبولة يضاف إلى ذلك أنّ الأشخاص المستجوبين لم يتعاملوا مع هذه النوعية من الإرهابيين الذين ألفوا القتل والنحر والتعذيب والتفاخر بـ«قطع رؤوس المعتدين» و«سمل الأحداق» و«تأديب من طغى» و«كاتم الصوت جميل صداه...» ونفترض أنّ هؤلاء المحققين ليسوا ملمّين بآخر الطرق والأساليب المعتمدة في المؤسسات الأمنية الغربية من حيث أساليب الخطاب والتحقيق وغيرها.
لا مناص من القول إنّ أساليب التحقيق وكيفية انتزاع المعلومات لا تزال مغيّبة في النقاش الدائر حول «عودة الإرهابيين» مع أنّ فئة تصرّ على وجود منفعة وغنم كبير وراء هذه العودة من حيث تزويد الأجهزة الأمنية بمعلومات حول الشبكات وطريقة عملها. وبالرجوع إلى تجارب من سبقونا في التعاطي مع الإرهابيين المنتمين إلى الجماعات الإرهابية كالقاعدة نذكّر بالجدل الذي حدث بعد تعذيب العراقيين في سجن أبي غريب حول «مشروعية» استعمال أساليب جديدة في التعذيب للوصول إلى المعلومة كاستعمال الايحاءات الجنسية والإثارة، والتأنيث القسري لسلوك المساجين ...
أمّا تجربة الشيشان فإنّها تشير إلى وجود مسلك آخر في التعامل مع الإرهابيين يتمثل في اجراء التحريات والدراسات الاستقصائية لمعرفة المحيط الذي عاش فيه الإرهابي وجمع.....