والاكتفاء بتحريك «بيدق» في انتظار اكتشاف نوايا المنافس..
وبهذا المعنى يمكن أن نقول بأن ما بين الحكومة وقيادة اتحاد الشغل لعبة شطرنج مازالت في بداياتها، وكل فريق لم يفصح بعد عن عن خطته الحقيقية رغم تكرار الإعلان عن النوايا الأولى: «لالتأجيل الزيادة في الأجور» بالنسبة للقيادة النقابية واستحالة هذه الزيادة بالنسبة للحكومة..
ولكن القاعدة السرية في لعبة الشطرنج هذه أن اللقاء سينتهي ضرورة PAT أو «باجي» في دارجتنا التونسية أي لاغالب ولا مغلوب..
هذا هو الرهان الفعلي لكل الحوار الدائرة رحاه الآن بين اتحاد الشغل والحكومة: انهزام أي طرف هو كارثة لا على المنهزم فقط بل وعلى المنتصر أيضا..
لنفترض جدلا أنّ اتحاد الشغل سيتحصل على كل ما طالب به، أي الزيادات التي كانت مبرمجة زمن حكومة الحبيب الصيد.. فهل ستستطيع حكومة يوسف الشاهد بعد ذلك مطالبة أيّة فئة اجتماعية أخرى بجهد إضافي لإنقاذ الميزانية ؟
إما لو أصرت الحكومة على رأيها الحالي ومرّت بقوة أمام مجلس نواب الشعب معتمدة على انضباط أحزاب الأغلبية لها فقد ندخل في أزمة اجتماعية لا أحد قادر على التنبؤ بمآلاتها..
إذن محكوم على كلا الطرفين بأن لا يكونا في وضعية الغالب أو المغلوب ولكن السؤال المُحيّر هو أين تكمن منطقة الوسط بين موقفي الحكومة واتحاد الشغل ؟ وماهي حدود تلك ......