هو مفاجأة ايجابية في موسم كروي انتظرنا توديعه على أحر من الجمر لما طغى عليه من تجاوزات و احتجاجات هي وقود «احتراف كاذب» في رابطة محترفة أولى تحسم فيها الحوارات الكروية بين أروقة المكاتب... البعض يربط النجاح بالانتدابات المكلفة والأسماء الرنانة لكن نجم المتلوي كسر القاعدة ...فريق المناجم تلألأ هذا الموسم في سماء الكرة التونسية ليحتل المركز الرابع في الترتيب العام للبطولة ب 49 نقطة بعد 15 فوزا و 4 تعادلات و 11 هزيمة وسجل خط هجومه 36 هدفا فيما قبل خطه الخلفي 26 هدفا وهو الفريق الوحيد الذي هزم بطل الموسم الحالي النجم الساحلي دون أن ننسى أيضا انه الأول في ترتيب الروح الرياضية بصفر ورقة حمراء..
نجم المتلوي صعد في أعقاب موسم 2012 - 2013 إلى الرابطة الأولى و طيلة موسمين (2013 - 2014 و 2014 - 2015) صارع من أجل تفادي النزول قبل أن يحقق المفاجـأة هذا الموسم بوجوده ضمن الرباعي الأول و ينطلق بحظوظ وافرة لطرق أبواب مغامرة افريقية. «المغرب الرياضي» حاول بالاستنارة بآراء عدد من الفنيين البحث في وصفة نجاح كتيبة محمد الكوكي الذي خيّر في ختام الموسم المنقضي انهاء التجربة مع الفريق الذي نجح فيه لطرق باب تجربة جديدة في مستقبل المرسى ...
محمود الورتاني:«العمل بعيدا عن الأضواء أفاد الفريق»
«ليس هناك سر أو وصفة لتألق نجم المتلوي هذا الموسم، فهذا الفريق كان خلال الموسمين الأخيرين يلعب من أجل تفادي النزول بنفس المجموعة تقريبا التي بدأت تتكون و تعودت بأجواء الرابطة الأولى دون أن ننسى الإطار الإداري الذي له دور كبير في ما بلغه الفريق برفع شعار الاستمرارية فحتى عندما رحل شكري الخطوي المدرب السابق فإنه ترك نواة فريق مميزة و أحسنت الهيئة اختيار البديل وبدأ ‘مشروع ‘نجم المتلوي في التبلور رغم بعض التأخير بسبب بعض التغييرات على مستوى الرصيد البشري. ولعل ما ساعد الكوكي على النجاح أن مسؤولي نجم المتلوي ورئيسيه السابق و الحالي تحديدا ليسا دخيلين على ميدان الكرة و يعرفان كل أجوائه وقد ساهما في نجاح الإطار الفني بعيدا عن أية ضغوط ومشاكل ليثبت فريق المناجم أنه ليس الأسماء الرنانة من تصنع التألق بل هي البرمجة والاستمرارية و العمل المتكامل بين جميع الأطراف من إدارة و إطار فني و لاعبين أصحاب خبرة على غرار أيمن العياري و محمد جمعة خليج و سيسوكو إضافة إلى الأسماء الواعدة ...خلاصة القول ، تكوين فريق عتيد في المتلوي استغرق 4 سنوات و ساهم فيه محمد الكوكي و قبله شكري الخطوي فضلا عن رؤساء أكفاء ورصيد بشري متميز. والجميع عمل بعيدا عن الضوضاء و الأضواء وقد ساعدهم ذلك ربما لأن الضوء الكثير قد ‘يحرق’ أحيانا لكن وقد بلغ فريق المناجم هذه المرحلة فالآن سيبدأ العمل الأصعب والضغط الأكبر لمواصلة التحدي خاصة مع رحيل الكوكي الى مستقبل المرسى.»
يوسف الزواوي:«حذار من الرفع كثيرا في سقف الطموحات...»
«يمكن اعتبار نجم المتلوي المفاجأة السارة في البطولة على مستوى النتائج و الأداء و التسيير أيضا فقد اكتشفنا فريقا منظما يعمل في الخفاء دون ضجة كبيرة . و الاستمرارية مكنت الفريق من احتلال المرتبة الرابعة ب 49 نقطة وهو انجاز محترم ، وعن الانتدابات فليست الأمور عشوائية أو لمجرد ملء الفراغ بل نرى أن الإطار الفني يختار اللعب الذي يتماشى مع الفريق ويكون قادرا على التأقلم في الأجواء وتقديم أفضل ما لديه واثبات وجوده في الفريق فهؤلاء اللاعبون الموجودين في نجم المتلوي لو انضموا إلى فريق ينافس على البطولة سيكون نجاحهم غير مضمون لأن طريقة لعبهم وشخصيتهم تتماشى مع نجم المتلوي.»
وعن مواصلة نجم المتلوي النجاح يضيف المدرب السابق للنادي البنزرتي :”الأمر يتلخص في الاستمرارية لكن يجب ان يرفع الفريق كثيرا في سقف طموحاته فليس من المعقول أن نطالبه الموسم القادم باللعب على لقب البطولة بل الأهداف تفرضها الإمكانيات الحقيقية ماديا وبشريا للنادي..”
فتحي العبيدي: «الهيئة اختارت المدرب المناسب...»
«اعتقد أن السر في الاستمرارية على مستوى الإطار الفني وتلك نقطة تحسب للهيئة المديرة ، فكما يختار المدرب اللاعبين المناسبين لخطته فإن المسؤول يختار المدرب المناسب الذي يتماشى مع أهداف الهيئة ويهيّئ له ظروف العمل و الأرضية الطيبة التي تساعد على بلوغ الهدف المنشود بعيدا عن كل الضغوط .من خلال متابعتي للبطولة تبين لي أن المدرب محمد الكوكي نظر إلى الموسم المنقضي نظرة نقدية مكنته من كشف الأخطاء و النقائص التي تم تلافيها هذا الموسم . وعلى خلاف أغلب الأندية فإن الفريق قام في بداية الموسم بانتدابات هادفة على غرار سيسوكو ، فؤاد الخرايفي و خالد غرسلاوي وغيرهم ممن برزوا هذا الموسم .»
ويضيف محدثنا :” نقطة أخرى تحسب لفريق المناجم وهي الاستمرارية الإدارية رغم تغير رئيس النادي من بوصيري بوجلال إلى بوجلال بوجلال فالرئيس الجديد وجد أرضية ملائمة لمواصلة العمل على نفس الدرب و الاستراتيجية التي سطرتها الهيئة السابقة .نجم المتلوي حقق المهم و لكن لايزال ينتظره الأهم وهو المحافظة على نفس المستوى الذي بلغه النادي لا الرجوع إلى الوراء فذات موسم حقق النادي البنزرتي نتائج باهرة و كوّن مجموعة طيبة وشارك كذلك في كأس «الكاف» لكن تراجع مردوده منذ ذلك الحين وبقي جمهوره يتحسّر على ذلك الموسم المتميز ، نفس الأمر ينطبق على ترجي جرجيس الذي لم يحافظ على نفس روح الموسم الماضي... وإذا أتيحت للفريق فرصة مشاركة قارية الموسم القادم فإنه يجب تسطير استراتيجية العمل بصفة مبكرة من خلال الاتفاق مع المدرب على برنامج العمل و الأهداف و توفير الانتدابات التي من شأنها تقديم الإضافة للفريق ، فالاستمرارية هي طريق النجاح وهي التي تمكن اللاعبين من الانسجام والتفكير بسرعة على المستوى الفني ...ندرك أن الفريق يمر حاليا ببعض الصعوبات المادية مما دفع الهيئة للتلويح بالانسحاب لكن ما حققه الفريق لا بد أن يكون حافزا لأحبائه لمد يد العون للجمعية ، فالتألق صعب لكن الأصعب البقاء في نفس المرتبة ....كذلك افالفريق امام تحدي البحث على مدرب جديد قادر عن قيادة الفريق الى نفس النجاح الذي تحقق مع الكوكي”
خالد التواتي:«تألق منتظر...»
«ما بلغه نجم المتلوي هذا الموسم منتظر وليس مفاجأة بالنسبة إليّ نظرا للاستمرارية على مستوى الإطار الفني و حتى في ما يتعلق بالرصيد البشري فمقارنة بالموسم الماضي تم الاحتفاظ ب 8 لاعبين و تطعيم الفريق ب 9 من الأسماء الواعدة من الأصناف الشابة فضلا عن انتدابات مدروسة أي أن الهيئة و المدرب فكرا في حاضر الفريق و مستقبله.” ويضيف خالد التواتي :«ما يحسب لأهل القرار في المتلوي برمجتهم على المستوى البعيد تتطلع إلى مستقبل أفضل من الحاضر ن كما أن المتابع للبطولة يتسنى له أن يلاحظ أن الفريق يقدم أداء جيدا ويتمتع بقدرة فائقة في الهجومات المعاكسة وهو الفريق الوحيد الذي سقط أمامه بطل الموسم النجم الساحلي في فخ الهزيمة .أتمنى أن يواصل نجم المتلوي الظهور بنفس الأداء الموسم القادم و أن لا يكون الأمر مجرّد مفاجأة عابرة وأن لا يتأثر اللاعبون بضغط الجمهور الذي يجب أن يدرك أن تلك هي حدود إمكانياتهم ولا يمكن مطالبتهم بأهداف تعجيزية ...»
سلاف الحمروني