أن يزيد هذا التاريخ رمزية . ففي نفس اليوم من سنة 2013 فقدنا لاعبا لا يقل عن بالرخيصة عطاء و عزيمة وهو اللاعب السابق للشبيبة القيروانية والنادي الإفريقي لسعد الورتاني في حادث مرور مريع .
ونحن نحيي الذكرى العشرين لرحيل قلب الاسد بالرخيصة والرابعة لفقدان المحارب الورتاني ، ارتأينا أن تكون هذه المساحة محاولة بسيطة لتكريم اللاعبين واعترافا بما قدماه للرياضة التونسية وفقدانهما وان أدمى القلوب فإنه وحّد جمهور الترجي الرياضي و النادي الإفريقي وليس غريبا أن نرى اليوم هيئة فريق باب الجديد تكرّم اللاعبين بمناسبة المباراة الودية الاستعراضية مع باري سان جرمان الفرنسي.
4 جانفي 1997 : لما توقف قلب الأسد عن النبض
ولد الهادي بالرخيصة في جزيرة قرقنة يوم 28 جوان 1972 ،واثر مولده هاجرت أسرته إلى فرنسا قبل أن يعود في سن السادسة ويتعلم اللغة العربية لكن فشله في التأقلم مع الأجواء التونسية عجل بعودته إلى فرنسا واستمرت إقامته هناك إلى حدود 1988 أين عاد إلى ارض الوطن وبعد سنتين انضم إلى الترجي الرياضي أين بدأت مغامرته الكروية في تونس في مسيرة قصيرة ولكنها حافلة بالألقاب محليا وإقليميا وقاريا.
ثنائية لا تنسى
على الصعيد المحلي توّج ‘بلها’ مع فريق باب سويقة ببطولتين في موسمي 1992-1993 و1993 - 1994 فضلا عن لبطولة العربية سنة 1993 والكأس الأفروآسيوية سنة 1995 ...غير أن الذكرى الأبرز تبقى مساهمته الفعّالة في تتويج فريقه بكأس إفريقيا للأندية البطلة من خلال تسجيله ثنائية تاريخية في مرمى الزمالك المصري
على المستوى الدولي ، التحق قلب الأسد بالمنتخب الوطني سنة 1994 وكان من بين الأسماء التي رسمت ملحمة جوهانسبورغ في نهائيات كاس أفريقيا للأمم 1996. وتحصل بالرخيصة على جائزة أفضل لاعب تونسي خلال موسم 1993 - 1994 وهو أول تونسي يتم اختياره كأفضل لاعب عربي سنة 1995 ....
يوم 4 جانفي 1997 كان ملعب الشاذلي زويتن مسرحا لمباراة ودية استضاف فيها فريق باب سويقة أولمبيك ليون الفرنسي ، وبينما كانت المباراة تطوي دقائقها الأخيرة سقط ‘بلها’ كما يحلو لأنصار الترجي مناداته على ارض الملعب حيث ظن الجميع أن الأمر لا يعدو أن يكون إصابة بسيطة لكن مر الوقت وقلب الأسد لم ينهض فالتف حوله اللاعبون والإطار الطبي لتتحول إثرها هتافات الجمهور إلى صمت رهيب وموحش في مدارج المنزه .وبعد نقله إلى المستشفى تأكدت وفاته بنوبة قلبية عن عمر يناهز 24 سنة .
4 جانفي 2013 : آمال كبيرة ...لم يمهل القدر «الزقو» لتحقيقها
حبه الأسطوري للنادي الإفريقي جعله يقضي لحظاته الأخيرة أمام مركب حديقة منير القبايلي وكأنه يودع فريقا سرى عشقه في دمه ، أحلامه وطموحاته لإفادة فريق باب الجديد كانت كبيرة لكن القدر لم يمهله طويلا لتحقيقها فصباح الجمعة 4 جانفي 2013 استفاق الجمهور الرياضي على خبر وفاة اللاعب لسعد الورتاني في حادث مرور أليم بطريق المرسى بعد انزلاق سيارته وتنوعت ردود الفعل فالصدمة كانت قوية والحيرة ارتسمت على الجمهور الرياضي وهو يتابع على مواقع التواصل الاجتماعي تأكيد الخبر تارة ونفيه أخرى إلى أن تأكد أن ابن الشبيبة القيروانية اختطفته يد المنون عن سن تناهز 33 سنة وأقيمت له جنازة مشهودة انتفت فيها الالوان واجتمعت لتشييع لاعب يشهد الملاحظون أنه من خير ما أنجبت الكرة التونسية على مستوى العزيمة والروح القتالية إلى مثواه الأخير.
والفقيد لسعد الورتاني أو «الزقو» كما يحلو لزملائه وأحباء الإفريقي مناداته من مواليد 2 ماي 1980 بمدينة القيروان أي بدأ مسيرته الكروية مع فريق عاصمة الاغالبة حيث مر بجميع الأصناف قبل أن ينتقل إلى الملعب التونسي سنة 2001 ، في نفس السنة التي توج فيها مع المنتخب الاولمبي ذهبية العاب البحر المتوسط التي احتضنتها تونس . بعد 4 سنوات (سنة 2004 ) انضم إلى النادي الإفريقي وكان أبرز صانعي عودة الإفريقي إلى منصة التتويج المحلية بعد غياب من خلال بطولة 2008 قبل أن ينتقل سنة 2009 إلى الترجي الجرجيسي ثم عاد إلى فريقه الأصلي الشبيبة القيروانية .