وإن كان من المفروض أن تحلّق هذه المعلّقات في سماء ثانية وأن تلامس عوالم أخرى بفضل التطور التكنولوجي الهائل في مجال صناعة الصورة فإن معلّقة الدورة 37 لمهرجان قفصة الدولي تجاوزت كونها مجرّد معلقة عادية أو روتينية لتتوّرط في القبح وانعدام الذوق الفنّي.
ففي هذه المعلقة الرديئة الإخراج، يظهر الفنان المغربي «سعد المجرد» في صورة «بطل الملاكمة» المفتول العضلات، القوي البنيان والذي يطل من علّ في نظرة تيه وخيلاء إلى السماء ... وفي مرتبة سفلى توزعت صور الفنانين التونسيين الذين يفوقونه تجربة ومرتبة وفنا وعمرا ... فبدا وكأنه هو الكبير و»سلطان « المناسبة والبقية صغار وتوابع للسلطان في المهرجان !
فهل من المعقول أن يظهر فنان كبير بحجم لطفي بوشناق في وضع انحناء تحت قبضة «المجرد الحديدية» الماسكة بطريقة خاطئة لمصدح الغناء؟ وهل من العدالة أن تُسقط المعلقة تاريخ لمين النهدي المسرحي على صدر «البطل» المغوار؟ وهل من المقبول أن تُلقى تجربة الفنانة لطيفة القفصي في أسفل الترتيب وهي التي تخبئ في جرابها عمرا يفوق عمر «المجرد» أضعافا وأضعافا على المستوى الزمني والفني ؟
أليس في تصميم معلّقة ترفع «ميزان حسنات» الضيف الوافد على حساب أهل البلد وأصحاب الدار وفيهم عظام الشأن إساءة لتاريخ مهرجان قفصة العريق وجريمة في حق الذوق والفنّ ؟